طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسية

قضية المناخ.. هل ينجح بايدن في إنهاء مراوغة الصين؟

بكين المصدر الأوّل للتلوّث

اقرأ في هذا المقال

  • قضية المناخ تحتل مرتبة متقدمة في اهتمامات بايدن
  • الجميع ينتظر ماذا سيفعل جو بايدن مع الصين في مسألة الانبعاثات
  • ترمب يستنكر اعتبار الصين دولة نامية.. ويقول: إنها "الأغني في العالم"
  • دوشي: الدول النامية لم تكن طرفًا ساذجًا في قضية المناخ

لعبت الصين دورًا محوريًا وملتويًا منذ تسعينات القرن الماضي في قضية المناخ، لتحقيق مزايا تُجنّبها أيّ التزام يُثنيها عن نموّ صناعي عظيم، وتضمن الحصول على الدعم بصفتها دولة نامية، فهل يمكن أن تنجح الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة بايدن في إنهاء مراوغة بكين بشأن هذا الملفّ؟

من المتوقّع أن يكون التغيّر المناخي من أصعب القضايا والأكثر تحدّيًا لـ"بايدن" الفائز في الانتخابات الرئاسية، الشهر الماضي، والذي سيشغل منصبه رسميًا في يناير/كانون الثاني المقبل.

يقول محلّل اقتصاديات الطاقة، تيلاك دوشي، في مقال نشرته "فوربس": إن قضية المناخ ستكون مرتبطة بكلّ نواحي الحياة الأميركية، بدايةً من الأمن القومي، ومرورًا بالماليّات، وحتّى الاقتصاد الوطني.

حيل سياسية

يتوقّع دوشي أن يستخدم بايدن كلّ حيل السياسة الخارجية الممكنة لرفع طموحات باقي دول العالم بشأن خفض التلوّث، ووقف عدم التزام بعضهم بمعايير حماية المناخ.

وقال: "بما لا يدع مجالًا للشكّ من قيام بايدن بمحاولة عمل نموذج يتعاون فيه مع الصين، ويحاكي اتّفاقًا سابقًا يشير إلى إمكان تعاون بكين في مسألة المناخ، كان قد وقّعه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وكان بمثابة تأسيس لاتّفاقية باريس للمناخ غير الملزمة، عام 2015".

قضية المناخ

كان بايدن قد أعلن –في خطوة رحّبت بها أوروبا- خلال حملته الانتخابية، نيّته العودة للاتّفاقية مجدّدًا في اليوم الأوّل له داخل البيت الأبيض.

يُذكر أن الرئيس الحالي دونالد ترمب -الخاسر في انتخابات الرئاسة- قد انسحب من الاتّفاقية، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.

جون كيري

قال دوشي في مقاله بـ"فوربس": إن ما يدلّ على اهتمام بايدن بقضية المناخ، هو تعيين جون كيري المنتمي لحزبه الديمقراطي، وزير الخارجية الأسبق، ممثّلًا للرئيس لشؤون المناخ.

وعقب اختيار بايدن له لينضمّ إلى إدارته كـ"قيصر المناخ"، صرّح كيري بأن الحكومة ستبدأ فورًا في التعامل مع أزمة التغيّر المناخي بصفتها تهدّد الأمن القومي الأميركي.

يقول الكاتب، إن اتّفاق أوباما مع الصين -من وجهة نظر أنصار قضية المناخ- قد يكون لبنة أولى لتعاون عالمي يفرز سياسات توقف التغيّر المناخي، وليس مع الصين فقط، وإن كانت هي الدولة الأكثر إثارة للتوتّر في هذا الشأن، حيث يصفها بأنها "ذئب القلق".

مجرّد دخان

يعتقد دوشي أن مشاركة الصين في وضع أسس اتّفاقية باريس للمناخ، لم تكن إلّا مجرّد "دخان من دولة محنّكة"، وإدارة أميركية دفعت الداخل إلى تطبيق معايير وعقوبات على الأنشطة الاقتصادية المتعلّقة بخطّة الطاقة النظيفة والمياه.

بطريقة أخرى، عملت إدارة أوباما على تطبيق معايير اتّفاقية باريس للمناخ، في وقت لم تلتزم فيه بكين بها إطلاقًا، إلى أن اضطرّت في النهاية لقطع وعد بخفض معدّلات الانبعاثات الملوّثة، بدايةً من عام 2030، حيث تصل ذروة تلك الانبعاثات، دون أن تحدّد نسب الخفض.

وتُظهر الأبحاث أن واضعي الخطط الصينيين لم يكونوا واعين بأنه لا يمكن أن تكون الذروة في 2030، سواء اتّخذوا إجراءات أم لم يتّخذوها في هذا السياق.

ولم يمنع توقيعها على اتّفاقية باريس للمناخ، أن توافق بكين على إنتاج 23 غيغاواط من محطّات طاقة عاملة بالفحم، منتصف 2020.

وتزيد الطاقة المستهدفة من المشروعات الجديدة، عن إجمالي إنتاج الصين من هذه الطاقة الملوّثة، في العامين السابقين، بل تتجاوز إنتاج دول العالم في الفترة نفسها.

ممثّل الدول النامية

في مفاوضات الأمم المتحدة لوضع الاتّفاقية الإطارية للتغيّر المناخي -التي بدأت عام 1994- مثّلت الصين الدول النامية -أو دول العالم الثالث-، ولم يخرج هذا الفريق من المفاوضات دون أيّ التزامات فحسب، بل اتُّفِق على أن يدفع دول الغرب له مبالغ طائلة تساعده في خفض تلوّث المناخ.

كما كانت الصين على رأس الدول النامية الـ 4 و الأكبر، التي شكّلت تحالفًا في قمّة كوبنهاغن للمناخ، عام 2009، لتخرج مع الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل ببروتوكول كيوتو، الذي يخدم مصالحها.

ويمثّل هذا البروتوكول الخطوة التنفيذية الأولى لاتّفاقية تغيّر المناخ، ويشمل مجموعتين من الالتزامات المحدّدة تحقيقًا للمبادئ العامّة التي أقرّتها اتّفاقيه الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ.

تتضمّن المجموعة الأولى، الالتزامات التي يتكفّل بها جميع الأطراف المتعاقدة، في حين تختصّ المجموعة الثانية بالالتزامات التي تتحمّلها الدول المتقدّمة حيال الدول النامية.

ليست ساذجة

يقول دوشي: إن "الدول النامية لم تكن طرفًا ساذجًا في قضية المناخ، فقد تعاملت معها بمنتهى الحرفية، والدليل على ذلك استخدام الأساس المنطقي للمكاسب التي جَنتها، عبر ترديد أن الغرب الصناعي هو الملوّث الأكبر والأوّل للمناخ، ويجب أن يقوم بعلاج هذه الأزمة قبل مطالبة الدول النامية بالمساهمة في الحلّ".

أزمة جنرال موتورز ودونالد ترمب
دونالد ترمب

وتابع: "عندما فاز دونالد ترمب برئاسة أميركا، عام 2016، كانت الصين بالفعل أكبر مصدر للتلوّث في العالم، وتصنيفها دولةً نامية، من التعبيرات المطّاطة وغير اللائقة".

ترمب والدولة الأغنى

تحدّث ترمب في تغريدات عديدة عبر تويتر، واصفًا بكين بأنها "الدولة الأغنى في العالم".

وتساءل الرئيس الأميركي: "كيف تكون دولة نامية، وتحصل على معاملة تفضيلية في اتّفاقيات التجارة العالمية؟.. إن هذا لن يحدث مجدّدًا".

في ختام مقاله، لا يتوقّع دوشي الكثير من جون كيري في التعامل مع قضية المناخ، والأدهى من ذلك أن بايدن "المُسنّ" -حسب تعبيره- سيكون في مواجهة صعبة مع الصين والعالم لتحقيق أهدافه المناخية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق