مقالات النفطالمقالاتنفط

انسحاب إكوينور من أذربيجان يربك حسابات قطاع الطاقة (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • سحب الاستثمارات يتماشى مع خطة إكوينور الشاملة لتحسين محفظتها العالمية
  • • إكوينور وسوكار وقّعتا مذكرة تفاهم بشأن الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة وإدارة الكربون
  • • من المتوقع أن يكون لانسحاب إكوينور من أذربيجان تأثير ضئيل بسوق الطاقة النرويجية
  • • إكوينور عززت مكانتها في سوق الطاقة من خلال تأمين اتفاقات كبيرة طويلة الأجل لتوريد الغاز

تمثّل خطوة انسحاب إكوينور من أذربيجان، وبيع حصصها المتبقية هناك، تحولًا جذريًا في قطاع الطاقة الذي سيكون له تأثير في كل من البلاد والشركة.

ويترقب قطاع الطاقة في المنطقة تغييرًا جذريًا، إذ تشتري شركة النفط الوطنية الأذربيجانية سوكار SOCAR جميع الأصول المتبقية للشركة النرويجية.

وتشمل أصول إكوينور حصة بنسبة 50% في حقل قره باغ، واستثمارًا بنسبة 8.71% في خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان (بي تي سي)، مع حصة غير مشغّلة تبلغ 7.27% في حقول أذري جيراق غونشلي (ACG).

ويأتي انسحاب إكوينور من أذربيجان على الرغم من أنها -منذ تأسيسها في عام 1992- تعمل هناك، وأسهمت بشكل كبير في نمو موارد الطاقة المهمة.

لذلك، فإن انسحاب إكوينور من أذربيجان وسحب الاستثمارات يتماشى مع خطة الشركة الشاملة لتحسين محفظتها العالمية، والتركيز على الأصول ذات القيمة العالية.

مذكرة تفاهم لخفض الانبعاثات

تحتاج الشركة النرويجية إلى استكمال عدّة شروط لإتمام الصفقة، بما في ذلك الحصول على الموافقات المطلوبة من السلطات المختصة.

على صعيد آخر، وقّعت إكوينور وسوكار مذكرة تفاهم لتسهيل تبادل المعلومات بشأن الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة وإدارة الكربون.

ويعتمد القرار الإستراتيجي الخاص بانسحاب إكوينور من أذربيجان على تركيزها على الأصول ذات القيمة العالية والتفرغ لتحسين المحفظة.

وكانت الشركة تدرس بنشاط بيع مصالحها في أذربيجان، بما في ذلك حصتها في حقل قره باغ، وخط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان، وحقل أذري جيراق غونشلي.

حقل قره باغ النفطي في أذربيجان
حقل قره باغ النفطي في أذربيجان – الصورة من آذرنيوز

ويتماشى هذا الاختيار التكتيكي مع إستراتيجية الشركة العالمية الشاملة، التي تركّز على القطاعات الرئيسة، إذ يمكن للشركة استعمال خبرتها التكنولوجية والصناعية لخلق قيمة طويلة الأجل.

وعلى الرغم من أن إكوينور حققت أرباحًا كبيرة من عملياتها في أذربيجان، فإن اختيار الشركة لتصفية الاستثمارات يؤكد التزامها بإعطاء الأولوية للأصول التي لديها أكبر إمكان لخلق القيمة.

وتُعدّ إعادة التنظيم الإستراتيجي هذه جزءًا من الجهود الأكبر التي تبذلها الشركة النرويجية لتبسيط حصصها وتوجيه التمويل إلى دعم أهدافها الإستراتيجية طويلة المدى.

تأثير انسحاب إكوينور من أذربيجان

من المتوقع أن يكون لانسحاب إكوينور من أذربيجان تأثير ضئيل في سوق الطاقة النرويجية.

تجدر الإشارة إلى أن تعزيز مرونة الشركة يعتمد على استقرارها وأدائها المالي القوي وتركيزها الإستراتيجي على الأصول عالية القيمة، واتفاقيات توريد الغاز طويلة الأجل.

والجدير بالذكر أن شركة إكوينور عززت مكانتها في سوق الطاقة من خلال تأمين اتفاقات كبيرة طويلة الأجل لتوريد الغاز، مثل الاتفاق المبرم مع شركة سيكيورينغ إنرجي فور يوروب (SEFE) الألمانية.

وعلى الرغم من تحول المحفظة، فمن المتوقع أن تؤدي العمليات المستمرة للشركة ومركزها المالي القوي – وخصوصًا إمداداتها الكبيرة من الغاز- إلى تقليل التأثير في سوق الطاقة النرويجية.

ومن المتوقع -أيضًا- أن يكون لانسحاب إكوينور من أذربيجان، وبيع أصولها إلى شركة النفط الوطنية "سوكار" تأثير بخطط إنتاج النفط والغاز في البلاد.

منذ عام 1992، أصبحت إكوينور لاعبًا رئيسًا بصناعة الطاقة في أذربيجان، وهذا يجلب معه الاحتمالات والمشكلات، وقد يؤدي خروجها إلى تناقص عدد اللاعبين الأجانب في حقل أذري جيراق غونشلي، إلّا أنه يمنح أذربيجان فرصة لإعادة تقييم تحالفاتها في مجال الطاقة وجذب رؤوس أموال جديدة.

من المتوقع أن تتأثر ديناميكيات سوق الطاقة الأذربيجانية بنقل أصول الشركة النرويجية إلى سوكار، وقد يجبر هذا التغيير البلاد على إعادة تقييم سياستها في مجال الطاقة وجذب تمويل جديد.

إضافة إلى ذلك، قد يتأثر مسار أذربيجان نحو تحول الطاقة والتدابير البيئية بالتزام إكوينور بتقليل انبعاثات غازات الدفيئة وإدارة الكربون، كما هو مذكور في مذكرة التفاهم مع شركة سوكار.

ومن الواضح أنّ انسحابها من حقل الغاز الأذربيجاني قد شكّل صعوبات.

وقد يؤدي خروج مشغّل دولي رئيس إلى حدوث اضطراب في قطاع الطاقة في أذربيجان، وقد يكون لذلك تأثير بنطاق خيارات التمويل، والاكتشافات العلمية، والتخصصات التي ينتجها التعاون الدولي المنتظم في كثير من الأحيان.

أحد مقار إكوينور النرويجية
أحد مقارّ إكوينور النرويجية - الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة

وربما يكون من الصعب على سوكتلا الاستمرار في الإنتاج بمستوى الابتكار والإنتاج نفسه، الذي توفره الشراكة الدولية المنتظمة، بعد انسحاب إكوينور من أذربيجان.

وسيكون تأمين الانتقال السلس وتقليل أيّ انقطاع في المشروعات الجارية ضروريًا لتجنب الانتكاسات بإنتاج الغاز في أذربيجان.

فرص كثيرة لدى أذربيجان

توجد فرص كثيرة لدى أذربيجان في ظل هذه الصعوبات، ومن خلال تعزيز العلاقات مع المجموعات الدولية، قد تستعمل البلاد مجموعة متنوعة من الخيارات والتقدم التكنولوجي لتغيير صناعة الطاقة لديها.

وقد تنوع البلاد مصادر تمويلها وتحديث البنية التحتية للطاقة من خلال جلب أموال جديدة، وقد يؤدي العمل مع شركة النفط الوطنية الأذربيجانية سوكار والاستحواذ على أصول إكوينور إلى نشوء تعاون تكنولوجي يزيد من كفاءة المشروع.

ويمكن لأذربيجان، من خلال الاستفادة من التزام الشركة النرويجية للحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة، مواءمة خطة الطاقة لديها مع الأهداف البيئية العالمية.

ويضع انسحاب إكوينور من أذربيجان، الدولة في وضع أفضل لتحقيق النمو المستدام، وتعزيز أمن الطاقة، ودعم الريادة البيئية.

وقررت الشركة النرويجية بيع حصصها في حقل الغاز الأذربيجاني بجزء من إعادة التنظيم الإستراتيجي الذي يتماشى مع الأهداف العامة للشركة.

وعلى الرغم من الضبابية المحيطة بتأثير تصفية الاستثمارات بطموحات أذربيجان في إنتاج الغاز والطاقة، فإن إكوينور والبلاد سيستفيدان.

ويمكن لشركة إكوينور أن تركّز على مهاراتها الأساسية وأصولها ذات القيمة العالية، بينما تستطيع أذربيجان إعادة تنظيم تحالفاتها في مجال الطاقة وجذب استثمارات جديدة.

وتعني المواءمة مع شركة سوكار، وتأكيد الحدّ من انبعاثات الكربون، أنّ جهود إصلاح قطاع الطاقة في أذربيجان قد تكون مفيدة.

ونتيجة لتغير مناخ الطاقة، فإن انسحاب إكوينور من أذربيجان قد يفتح الباب أمام تحالفات إستراتيجية وتوسّع مستدام في منطقة بحر قزوين.

خلاصة القول، إن قرار الشركة النرويجية بالخروج من أذربيجان يُعدّ خطوة إستراتيجية محسوبة تهدف لتحسين محفظتها العالمية مع التركيز تحديدًا على توليد القيمة طويلة الأجل، والأصول ذات القيمة العالية.

ومن المتوقع أن يكون التأثير في سوق الطاقة النرويجي ضئيلًا، نظرًا للوضع المالي السليم والأهداف الإستراتيجية للشركة.

بدروها، تستطيع أذربيجان جذب استثمارات جديدة وتغيير بيئة الطاقة لديها، لكنها تواجه مشكلات في الحفاظ على مسارها في هذا المجال.

وقد أصبحت فرص التعاون التكنولوجي والمواءمة مع الأهداف البيئية الدولية ممكنة من خلال البيع لشركة سوكار، لأنه رغم انسحاب إكوينور من أذربيجان، فإنهما في وضع جيد للتعامل مع هذا التغيير والاستفادة من الفرص الجديدة، جرّاء تغير ديناميكيات الطاقة في منطقة بحر قزوين.

* الدكتور أومود شوكري، الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الزميل الزائر الأول في جامعة جورج ميسون الأميركية، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

* هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق