تقارير النفطرئيسيةنفط

الهند تدافع عن مشتريات النفط الروسي: أنقذنا العالم من ارتفاع الأسعار

أسماء السعداوي

عبّر مسؤول هندي عن موقف بلاده الداعم لزيادة مشتريات النفط الروسي فور اندلاع شرارة الحرب في أوكرانيا خلال فبراير/شباط من العام الماضي (2022).

وقال ممثل وزارة النفط والغاز الطبيعي أمام اللجنة الدائمة بالبرلمان، إن أسعار النفط الخام كانت سترتفع وتُحدث "فوضى" بالسوق العالمية لو لم ترفع الهند حجم وارداتها من روسيا في أعقاب الحرب.

وتعدّ الهند ثالث أكبر مشترٍ ومستهلك للنفط في العالم، وتعتمد على الواردات لتلبية أكثر من 85% من الطلب المحلي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت روسيا -قبل الحرب- تشكّل 2% فقط من إجمالي واردات الهند من النفط، إلّا أن الخصومات على أسعار النفط الروسي أغرت نيودلهي، صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، بالإقبال على الشراء.

وقفزت واردات الهند من النفط الروسي خلال نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم (2023) للشهر الرابع على التوالي، إلى 4.5 مليون برميل يوميًا تقريبًا، بزيادة 13% على أساس سنوي.

كما شكّلت الواردات من موسكو ثُلث إجمالي واردات الهند النفطية في أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يجعل موسكو تعتلي عرش قائمة كبار المورّدين إلى نيودلهي.

صادرات النفط الروسي إلى الهند

قال ممثل وزارة النفط في البرلمان في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إن واردات النفط الروسي ضخمة، وتصل إلى 1.95 مليون برميل يوميًا، ولو لم تستورد المصافي الهندية النفط الروسي لتسبَّب ذلك العجز في إحداث فوضى بسوق النفط الخام، وارتفعت الأسعار بمقدار 30 إلى 40 دولارًا.

وتصل قدرات التكرير الهندية إلى أكثر من 250 مليون طن (1.77 مليار برميل) سنويًا، أو 5 ملايين برميل يوميًا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا إنديان إكسبريس" (The indian express).

(طن النفط = 7.1 برميلًا)

(طن النفط الروسي = 7.3 برميلًا)

النفط الروسي

وبعدما تجاوزت أسعار النفط حاجز الـ100 دولار في الأشهر التالية للحرب، استعادت الأسواق توازنها، وفي 2023 الجاري، لم يتخطَّ سعر البرميل 100 دولار أبدًا، وحاليًا يحوم سعر خام برنت قرب 80 دولارًا للبرميل.

يقول ممثل وزارة النفط، إن حجم سوق النفط يصل إلى 100 مليون برميل يوميًا، وإذا قررت منظمة البلدان المصدّرة للنفط أوبك خفض الإنتاج بمقدار مليون أو مليوني برميل، سترتفع الأسعار بنسبة 10% إلى 20%، ليصل سعر البرميل إلى ما بين 125 دولارًا و130 دولارًا.

وأضاف: "إذا لم تمتص الهند... 1.95 مليون برميل يوميًا، كانت الأسعار سترتفع إلى 120 دولارًا و130 دولارًا.. ذلك كان سيخلق فوضى".

ناقلة نفط تابعة لشركة "سوفكومفلوت" الروسية
ناقلة نفط تابعة لشركة "سوفكومفلوت" الروسية - الصورة من موقعها الرسمي

أفضل صفقة

من لاعب على الهامش في واردات الهند من النفط، تحولت روسيا إلى المصدّر الرئيس بعد غزو أوكرانيا.

وبعدما تحولت أنظار الغرب بعيدًا عن نفط موسكو بغية تجفيف منابع تمويل حرب الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا، بدأت روسيا تقديم عروض سخية على أسعار النفط.

بدورها، استغلت المصافي الهندية الفرصة، لكن ذلك أثار غضب الكثيرين في دول الغرب ممن أرادوا تحجيم قدرات موسكو لتمويل الحرب على أوكرانيا، عبر تقييد صادرات النفط المزوّد الرئيس لخزينة الكرملين.

لكن الهند، بوصفها إحدى أكبر مستوردي النفط الخام في العالم، أكدت أنها ستشتري النفط "من أيّ مكان يمكنها عقد صفقة جيدة معه".

تعليقًا على ذلك، قال ممثل وزارة النفط أمام البرلمان: "دبلوماسيًا، نحن دولة ذات سيادة، ويمكننا القول، إننا نفعل ما فيه الخير لبلادنا وللعالم".

يتفق ذلك مع تصريحات سابقة لوزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، الذي قال في أغسطس/آب 2022، إنه من واجب الحكومة الأخلاقي توفير نفط أرخص لمواطنيها"، واصفًا النفط الروسي بكونه "أفضل صفقة" للبلاد.

ناقلة نفط أمام ميناء نوفوروسيسك الروسي
ناقلة نفط أمام ميناء نوفوروسيسك الروسي- الصورة من وكالة أسوشيتد برس

تحديات الشحن والتأمين والدفع بالدولار

عدّد ممثل الوزارة أبرز الصعوبات التي تواجه مصافي التكرير الهندية عند شراء النفط الروسي بسبب العقوبات الغربية، وكانت الترتيبات الخاصة بالدفع واللوجستيات مثل الشحن والتأمين هي الأبرز.

ومن ناحية الدفع مقابل الواردات، قالت، إن كل عمليات الدفع بالدولار مقابل مشتريات النفط الروسي لا تحظى بالسلاسة نفسها في كل المصارف الهندية.

وأضاف أنه بسبب العقوبات الاقتصادية، يواجه مشترو النفط الخام تحديات في الترتيبات اللوجستية من حيث توافر السفن والتأمين عليها والسداد مقابل ذلك.

ولذلك، يحصل المشترون الهنود على درجات النفط الخام الروسية بناءً على الشراء على أساس التسليم في المواني الهندية، وفيه يتحمل البائع مسؤولية تسليم الشحنة مع توفير تغطية تأمينية مناسبة.

ونظرًا لفرض سقف سعر للنفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل والشراء على أساس التسليم، تطالب المصارف المصافي الهندية بإثباتات تؤكد الالتزام بذلك السقف، باستثناء النفقات الخاصة بالشحن والتأمين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق