نفطتقارير النفطرئيسية

هل يحتاج العالم قريبًا للنفط أكثر مما يستطيع إنتاجه؟

كميات كبيرة من المخزونات حاليًا في انتظار تحسّن ظروف السوق

ترجمة: سالي إسماعيل

اقرأ في هذا المقال

  • النفط تعرض لضربة مزدوجة تتجسد في وباء كورونا وحرب الأسعار بين السعودية وروسيا
  • استهلاك النفط لا يزال منخفضًا بفعل القيود الجديدة التي تفرضها الحكومات على السفر
  • صناعة النفط قلصت الاستثمار في مجال الاستكشاف والحفر بشكل كبر منذ عام 2015
  • استثمارات النفط والغاز قد تتراجع لأدنى مستوى بـ15 عامًا عند 383 مليار دولار في 2020

شهد هذا العام أكبر انهيار في تاريخ صناعة النفط؛ بسبب الضربة المزدوجة المتمثلة في وباء كورونا وحرب الأسعار في فصل الربيع بين السعودية وروسيا.

ومن شأن خفض إمدادات النفط لعدة أشهر وتقليص الاستثمارات، أن تسهم في تجدد الطلب على الخام، مع حقيقة أن وصول اللقاح المضاد للفيروس يعزز آمال العودة السريعة للحياة الطبيعية، حسب تقرير نشره موقع "سي إن إن بيزنس".

ويعد ما سبق بمثابة وصفة مثالية لتحويل تخمة النفط الموجودة حاليًا، إلى سوق تتسم بالندرة قادرة على رفع الأسعار -أعلى 65 دولارًا- بما يكفي لمساعدة شركات الاستكشاف والإنتاج على بدء عمليات الحفر مجددًا.

كورونا وأسعار النفط
أزمة كورونا تحاصر أسعار النفط في 2020

ارتفاع الأسعار

بعد 10 أشهر من تسريح العمال وعمليات الدمج القسرية الناجمة عن عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء، ستكون أسعار النفط المرتفعة بمثابة أخبار سارة للمنتجين وشركات خدمات حقول النفط وشركات مصافي التكرير التي تعتمد عليها.

كما ستكون أخباراً جيدة للمجتمعات الريفية في الولايات المتحدة التي تنتج الكثير من الوقود الأحفوري التقليدي مثل: تكساس، ولويزيانا، وأوكلاهوما، وبنسلفانيا، لكن التعافي الكامل لأسعار النفط لن يحدث بين عشية وضحاها، رغم الحماسة الجامحة للمتداولين.

وكان خام غرب تكساس الوسيط الأميركي قد أنهى تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 50 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ فبراير/شباط، وهو ما جاء بالتزامن مع بدء وصول جرعات لقاح "فايزر" الجديد للمستشفيات.

استهلاك النفط

في الوقت الحالي، لا يزال استهلاك النفط منخفضًا، إذ تفرض الحكومات قيودًا جديدة على السفر لإبطاء وتيرة انتشار الفيروس خلال العطلات، وهو موسم يرتبط بزيادة الطلب على منتجات النفط في العادة.

وتقف أسعار البنزين عند مستوى أقل من دولارين للغالون (الغالون = 3.8 لتر) في معظم أنحاء الولايات المتحدة، بحسب التقرير الذي نشرته "سي إن إن بيزنس".

ويوجد -أيضًا- كميات كبيرة من مخزونات النفط في انتظار تحسن ظروف السوق، حيث تقترب مخزونات النفط العالمية من أعلى مستوياتها على الإطلاق عند ما يقرب من 3 مليارات برميل.

جانب من المؤتمر الصحفي اليوم بين وزير الطاقة السعودي ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في الرياض
مؤتمر صحفي سابق بين وزير الطاقة السعودي ونائب رئيس الوزراء الروسي

كما يتمتع تحالف أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا بقدرة إنتاجية ضخمة للنفط.

وفي حين أن التطعيم ضد كورونا قد يستغرق بعض الوقت، لكن احتمال عودة استهلاك النفط للمستويات التقليدية قبل أن تكون إمدادات الخام جاهزة لتلبية هذا الطلب، يُعد بمثابة تهديد، أو فرصة تلوح في الأفق، كما يشير التقرير.

وقلصت صناعة النفط الاستثمار في مجال الاستكشاف والحفر بشكل كبر منذ عام 2015؛ استجابة لتشديد أسواق رأس المال، وطلب المستثمرين لعوائد أعلى.

الوضع عالميًا

على الصعيد العالمي، بلغ إجمالي استثمارات النفط والغاز نحو 880 مليار دولار في عام 2014.

ومن المتوقع أن تتراجع استثمارات هذا العام إلى 383 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ 15 عامًا، بحسب شركة استشارات الطاقة "ريستاد إنرجي".

وكان المسؤولون التنفيذيون في مجال الاستكشاف والإنتاج مترددين في القيام باستثمارات كبيرة بعدما تضرروا من تراجع الأسعار في غضون السنوات الـ 5 الماضية، لكن من الواضح أن السوق يتوقع عودة الصناعة للتعافي في المدى القريب؛ إذ شهدت شركات الاستشكاف والإنتاج تدفقات استثمارية في غضون الأسابيع الستة الماضية.

المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "فاتح بيرول"
المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "فاتح بيرول"

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، عودة الطلب على النفط لمستويات ما قبل الوباء -البالغة 100 مليون برميل يومياً- في غضون 12 إلى 18 شهرًا.

ومع ذلك، يحذّر المحللون في وكالة الطاقة الدولية من أنه إذا استمرت مستويات الاستثمار المنخفضة الحالية حتى عام 2025، فإن 9 ملايين برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية لن تكون متوافرة، وهذا -تقريبًا- هو مقدار فائض النفط في السوق الآن؛ بسبب عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء.

وسيتعرض قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة -الذي شهد انخفاض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يومياً لأقل من 7 ملايين برميل هذا العام- لضغوط شديدة لسد الفجوة بمفرده إذا لم يتم فتح أسواق رأس المال المتشددة، ويتم السماح لشركات النفط بالاستثمار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق