رئيسيةأخبار السياراتسيارات

نيسان أريا.. أول سيارة كهربائية تسافر بين القطبين (صور)

في رحلة استغرقت 9 أشهر

دينا قدري

نجح زوجان من إسكتلندا في قيادة أول سيارة كهربائية على طول طريق كامل من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، في رحلة بدأت منذ ما يقرب من 9 أشهر.

وانطلق كريس رامزي وزوجته جولي، من القطب الشمالي، في مارس/آذار، على متن سيارة نيسان أريا معدلة، صُنعت بمساعدة أركتيك تراكس (Arctic Trucks)، وهي شركة أيسلندية متخصصة في إعداد المركبات لأصعب الظروف على وجه الأرض.

كانت الفكرة هي استعمال "أريا" بوصفها إثباتًا لمفهوم تعديلات السيارات الكهربائية المستقبلية، ومن المحتمل أن تحل في النهاية محل مركبات الديزل المستعملة حاليًا في الأبحاث والبعثات الاستكشافية بالمنطقة القطبية الجنوبية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أطلقت الشركة الأيسلندية على الطراز اسم "إيه تي 39"، ولكن على مدار الرحلة، اعتمد الزوجان اسمًا جديدًا لسيارتهما: "سونريسا"، هي الكلمة الإسبانية التي تعني الابتسامة.

رحلة أول سيارة كهربائية إلى القطب الجنوبي

وصل الزوجان الإسكتلنديان، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى القطب الجنوبي، بعد 9 أشهر و17 ألف ميل من المتاعب على طول الطريق.

قد تبدو 9 أشهر مدّة طويلة، لكنها كانت في الواقع الخطة الأصلية، وهي جدول زمني يقتضيه الطقس القطبي والمواسم المتغيرة، وتغير المناخ أيضًا، بحسب ما نقلته منصة "إلكتريك" (Electrek).

انطلقت الرحلة -في الواقع- على نحو عاجل؛ حيث سارعت لإيصال السيارة إلى القطب الشمالي والعودة عبر الطرق الجليدية القطبية التي أُغلقت فجأة في العام الجاري (2023) بسبب ذوبان الجليد، وهو الأمر الذي حدث في وقت سابق -مؤخرًا- مع ارتفاع درجات الحرارة عالميًا.

كان الجزء الأول من الرحلة مقيدًا بالحاجة إلى الجليد خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، حتى من أجل القيادة على الطرق الجليدية التي لا يمكن عبورها بعد ذوبان الجليد.

ويعتمد الجزء الأخير من الرحلة على الوصول إلى القطب الجنوبي في موسم المنطقة القطبية الجنوبية "الدافئة"؛ حيث لا يُسمح بالبعثات القطبية خلال فصل الشتاء، عندما يصبح التعامل مع الظروف القاسية في القطب أكثر صعوبة.

كانت الخطة الأصلية هي استعمال مقطورة مع طاحونة هوائية صغيرة لشحن السيارة خلال وقوفها في المناطق القطبية، لكن المقطورة لم تنجح على طرق المنطقة القطبية الشمالية.

وبالنسبة للمنطقة القطبية الجنوبية، كان كريس وجولي يستعملان الألواح الشمسية للمساعدة في شحن السيارة خلال "الليل" -الذي يُمكن أن يكون في أي وقت من اليوم- بالإضافة إلى استعمال المولّدات عندما لا يكون الطقس في صالحهم.

الاحتفال بنجاح رحلة أول سيارة كهربائية بين القطبين
الاحتفال بنجاح رحلة أول سيارة كهربائية بين القطبين - الصورة من منصة Top Gear

انخفاض نطاق السيارة.. ولكن!

كانت الرحلة عبر أميركا الشمالية بسيطة نسبيًا على الطرق السريعة الكبيرة مع الكثير من أجهزة الشحن، باستثناء أن "نيسان أريا" كانت أقل كفاءة بشكل ملحوظ بعد التعديلات.

وانخفض نطاق السيارة بشكل كبير، بين الإطارات الضخمة للطرق الوعرة، والمصدات، ورف السقف مع خيمة على السطح؛ إلا أن فقدان النطاق هذا هو جزء من الرسالة التي يريد الزوجان إرسالها على أي حال.

إذا تمكّنا من قطع الطريق من أحد أطراف الكرة الأرضية إلى الطرف الآخر بمدى يتراوح بين 150 و200 ميل (أقل من تصنيف أريا البالغ 272 ميلًا)؛ فهذا يدل على أن معظم الناس لا "يحتاجون" إلى هذا الكم الهائل من النطاق الذي يدّعون أنهم بحاجة إليه.

وبعد رحلة قصيرة حول منطقة دارين غاب التي لا يمكن عبورها، وصلت العائلة على متن السيارة الكهربائية إلى قارة جديدة.

في أميركا الجنوبية، لا يوجد ما يقرب من البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية؛ لذلك واجه الزوجان العديد من المواقف الصعبة؛ بما في ذلك أجهزة الشحن المعطلة ومساحات طويلة من الطرق غير الممهدة.

وزار الزوجان مزرعة هجينة للرياح والطاقة الشمسية في تشيلي، وكان لديهما الكثير من التجارب الثقافية الجديدة لزوجين إسكتلنديين من الجانب الآخر من العالم.

الاحتفال بنجاح رحلة أول سيارة كهربائية بين القطبين
الاحتفال بنجاح رحلة أول سيارة كهربائية بين القطبين - الصورة من منصة Top Gear

تحديات في الطقس البارد

أظهرت رحلة أول سيارة كهربائية بين القطبين أن الطقس البارد يمثل تحديًا للسيارات الكهربائية، ولكن "نيسان أريا" نجحت في التحكم بدرجات الحرارة التي تصل إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر أو أقل.

إلا أن الأمر تطلّب القليل من الإبداع؛ حيث جرى تحويل العناصر لصالح السيارة، من خلال بناء جدران صغيرة من الثلج لمنع رياح القطب الشمالي من تجميد البطارية طوال الليل.

كما استعمل الزوجان خيمة قابلة للطي خصيصًا للسيارة لإبقائها دافئة خلال ركنها؛ ما يساعد في كفاءة الشحن؛ حتى إنهما في بعض الأحيان ركنا السيارة داخل خيمة المخيم الخاصة بهما.

ومع الاقتراب من علامة 90 درجة، يصبح الارتفاع في القارة القطبية الجنوبية أعلى فأعلى.

ويبلغ ارتفاع القطب الجنوبي نفسه 9300 قدم، أو 2835 مترًا؛ ما يعني أنه بالإضافة إلى البرد، يتعين على العائلة الإسكتلندية التعامل مع هواء أقل كثافة وأكسجين أقل.

وليس هذا الأمر صعبًا على أجسام البشر في الرحلة الاستكشافية فحسب؛ بل تواجه المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري صعوبة في البدء بهذه الظروف، وهي مشكلة لم تواجه سيارة "أريا" الكهربائية أي صعوبة في حلها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق