بوادر انفراج في صراع النفط بين فنزويلا وغايانا.. هل يحلّه الحوار؟
محمد عبد السند
- • غايانا وفنزويلا تتعهدان بعدم اللجوء إلى القوة العسكرية
- • اشتعلت التوترات بين جورج تاون وفنزويلا حول منطقة إيسيكويبو للمرة الأولى في عام 2016
- • ستُشكل لجنة مشتركة تضم وزيري الخارجية ومسؤولين بارزين آخرين من البلدين
- • تدعم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة موقف غايانا في الصراع مع فنزويلا
- • تشكل منطقة إيسيكويبو ثلثي المساحة الغربية من غايانا
يشهد صراع النفط بين فنزويلا وغايانا بوادر انفراجة -على ما يبدو- بعدما فطنت الدولتان إلى أن الجلوس على طاولة الحوار هو الحل الأمثل والأسلم للقضية الشائكة بينهما.
واشتعلت التوترات بين غايانا وفنزويلا حول منطقة إيسيكويبو للمرة الأولى في عام 2016، حينما أعلنت عملاقة الطاقة الأميركية إكسون موبيل أول اكتشافاتها النفطية العديدة في مربع ستابروك (Stabroek) قبالة سواحل المنطقة، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويضم شركاء إكسون موبيل في المشروع شركتي هيس (Hess) الأميركية المستقلة، ونيكسن (Nexen)، الوحدة التابعة لشركة سينوك (CNOOC) الصينية الحكومية.
وفي خطوة عملية أولى نحو حلحلة صراع النفط بين فنزويلا وغايانا عقد رئيسا البلدين اجتماعًا في 14 ديسمبر/كانون الأول (2023)، اتفقا فيه على ضرورة عدم إذكاء الصراع القائم، وفق ما ورد في بيان مشترك صادر عن جورج تاون وكاراكاس، ونشره موقع أرغوس ميديا (argus media).
الحل العسكري مُستبعد
في أعقاب الاجتماع الذي استغرق ساعتين في سانت فنسنت وجزر غرينادين لمناقشة تهديدات كاراكاس للاستيلاء على إيسيكويبو غرب غايانا، أكدت كل دولة أنها لن تلجأ إلى استعمال القوة العسكرية بصورة مباشرة أو غير مباشرة ضد الأخرى.
كما أكدت غايانا وفنزويلا نيتهما عدم تأجيج أي صراع أو خلاف بينهما في هذا الخصوص، ما يُبشّر بنزع فتيل صراع النفط بين فنزويلا وغايانا، وفق البيان الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وستُشَكّل لجنة مشتركة تضم وزيري الخارجية ومسؤولين بارزين آخرين من البلدين الواقعين في أميركا اللاتينية، لمواصلة بحث القضايا والملفات العالقة في هذا الخصوص، ثم رفع تقرير ذات صلة في غضون 3 أشهر.
كما يُخطط ممثلون من كلا البلدين للاجتماع مجددًا في البرازيل خلال الأشهر الـ3 المقبلة، بحسب ما ورد في البيان.
بداية مبشرة
قبيل الاجتماع الذي استضافه رئيس وزراء سانت فينسينت وجزر غرينادين، رالف غونسالفيس، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنه يأمل في أن يكون الاجتماع بداية لمباحثات مباشرة بين بلاده وغايانا.
غير أن رئيس غايانا عرفان علي رفض استعمال المفاوضات المباشرة وسيلة لحل النزاع، قائلًا إن الاجتماع يستهدف، في المقام الأول، نزع فتيل صراع النفط بين فنزويلا وغايانا، مضيفًا أن محكمة العدل الدولية منوط بها إصدار الأحكام في الأمور المتنازع عليها.
صراع كاد ينفجر
تشكل منطقة إيسيكويبو ثلثي المساحة الغربية من غايانا، وتشهد حدود تلك المنطقة نزاعًا منذ عقود حال دون التوصل إلى اتفاقية بشأن الحدود البحرية بين البلدين.
وتزايدت عمليات التوسع في منح عقود التأجير الخاصة باستكشاف النفط البحري في المنطقة، ما قاد إلى تصاعد حدة التوترات في الآونة الأخيرة.
وفي أواخر 5 ديسمبر/كانون الأول (2023)، أمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الشركات المملوكة للدولة بتروليوس دي فنزويلا، وكوربوراسيون فنزولانا دو غايانا (Corporacion Venezolana de Guayana) بمنح تراخيص لاستكشاف واستغلال النفط والغاز والموارد المعدنية في إيسيكويبو، البالغة مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع.
ووصل صراع النفط بين فنزويلا وغايانا إلى ذروته خلال الأيام القليلة الماضية، حينما أصدرت الأولى تهديدًا صريحًا لمطوري الخام العاملين في المنطقة الواقعة في المياه الإقليمية المتنازع عليها بين البلدين.
مهلة 90 يومًا
قال مادورو، إن الشركات الأجنبية أمامها مهلة 3 أشهر للانسحاب من الامتيازات التي منحتها إياها غايانا في المنطقة البحرية، في إعلان قال المحللون إنه ينقل صراع النفط بين فنزويلا وغايانا إلى نقطة الانفجار، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبالفعل، منحت فنزويلا شركة إكسون موبيل (ExxonMobil) الأميركية وغيرها من منتجي النفط البحري الآخرين مؤخرًا مهلة 90 يومًا، لوقف عملياتها في المياه المتنازع عليها قبالة سواحل غايانا، وفق ما أورده موقع آرغوس ميديا (argus media) المتخصص في شؤون الطاقة.
وجاء هذا التهديد في إطار مساعي كاراكاس للاستيلاء على منطقة إيسيكويبو غرب غايانا، كما يلي هذا التهديد تكثيف الوجود العسكري الفنزويلي على الحدود الفاصلة بين البلدين.
وتُعد فنزويلا واحدة من الدول الغنية بالنفط الخام، غير أنها عانت الأمرّين من العقوبات الأميركية المفروضة عليها، التي قوّضت الإنتاج وتسويقه، نتيجة إحجام المطورين العالميين عن الاستثمار والتعاون مع كاراكاس.
في المقابل تبلغ احتياطات غايانا من الخام أكثر من 10 مليارات برميل في 12 منطقة تحت مياه البحر الكاريبي جرى التنقيب فيها حتى الآن، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو النقاب عن خريطة جديدة تبرز فيها إيسيكويبو الغنية بالنفط والخاضعة لإدارة غايانا المجاورة، ولاية فنزويلية جديدة، كما أعلن مادورو نيته لطباعة بطاقات هوية فنزويلية للمقيمين الحاليين في المنطقة.
دعم أميركي بريطاني
في صراع النفط بين فنزويلا وغايانا تدعم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة موقف الثانية المؤيد لتدخل محكمة العدل الدولية في النزاع مع فنزويلا وحله.
وقال مسؤول في البيت الأبيض: "لا نريد أن نرى الوضع ينفجر في هذا الملف"، في تصريحات أدلى بها في 14 ديسمبر/كانون الأول (2023)، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "لا يوجد سبب في ذلك، والدبلوماسيون لدينا منخرطون في بحث تلك القضية".
موضوعات متعلقة..
- صراع النفط بين فنزويلا وغايانا يصل إلى نقطة الغليان.. تطور خطير يُغضب أميركا
- صراع النفط والغاز بين فنزويلا وغايانا يصعد إلى مرحلة جديدة
- إنتاج النفط في غايانا يستعد للتفوق على فنزويلا والجزائر وأغلب دول أفريقيا (تقرير)
- أنس الحجي: استحواذ شيفرون على "هيس" هدفه غايانا.. ولهذه الأسباب قد يتدخل الجيش الأميركي
اقرأ أيضًا..
- خط أنابيب ترانس ماونتن النفطي الكندي يواجه تهديدًا جديدًا
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند قد يلامس 3 ملايين طن سنويًا بحلول 2030
- خطة ضخ غاز حقل أفروديت القبرصي إلى مصر.. متى تتحول إلى واقع؟
- وزير الطاقة السعودي: اتفاق كوب 28 وفر 6 بدائل لخفض الانبعاثات (فيديو)