التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

ناقلات النفط اليونانية متهمة بشحن 20% من الصادرات الروسية خلال 2023 (تقرير)

في تحايل واضح على العقوبات الغربية

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • ناقلات النفط اليونانية أكبر المتعاملين في شحن النفط الروسي في 2023
  • رصد 337 شحنة نفط روسية نقلتها سفن يونانية، وأغلبها من خام الأورال
  • السلطات اليونانية عاجزة عن منع نشاط الشحن غير الشرعي أمام سواحلها
  • إسبانيا نجحت في مواجهة أنشطة مماثلة قرب سواحلها هذا العام
  • العقوبات على موسكو فاشلة، بسبب الأهداف المزدوجة لصنّاع السياسة الغربيين

دخلت ناقلات النفط اليونانية مشهد الشحن المشبوه لصادرات الخام الروسي ومشتقاته خلال عام 2023، إلى جانب ناقلات الظل المستمرة في نقله، منذ فرض العقوبات الغربية على موسكو.

وأظهر تحقيق استقصائي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- مسؤولية الناقلات اليونانية عن شحن ما لا يقلّ عن 20% من صادرات النفط الروسي في 2023

وكشف التحقيق الذي أعدّه فريق وكالة بلومبرغ الاقتصادية المتخصصة، تورُّط ناقلات النفط اليونانية في حمل 337 شحنة روسية خلال عام 2023، منها 284 شحنة في نقل خام الأورال الرئيس.

من ينقل النفط الروسي عالميًا؟

استندت بلومبرغ إلى تحليل بيانات الشحن المجمّعة حول حركة ناقلات النفط اليونانية وغيرها منذ سريان العقوبات الغربية المفروضة على صادرات النفط الخام الروسي والمنتجات المكررة في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، و5 فبراير/شباط 2023، على التوالي.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- عدد شحنات النفط الروسية المنقولة بحرًا عبر ناقلات النفط اليونانية وغيرها حتى سبتمبر/أيلول 2023:

شحنات النفط الروسية في 2023

وبلغ عدد الشحنات التي حملتها ناقلات الظل قرابة 771 شحنة خلال عام 2023، منها 423 شحنة حملت خام الأورال.

بينما بلغ عدد الشحنات التي نقلتها السفن الروسية 413 شحنة، رصد منها 156 شحنة لنقل الأورال، إضافة 142 شحنة حملتها ناقلات من جنسيات أخرى، منها 92 شحنة نقلت خام الأورال.

وتنتج روسيا أنواعًا مختلفة من النفط، أبرزها خام الأورال الرئيس، ومزيج شرق سيبيريا والمحيط الهادئ، ومزيج فاراندي بلند، ومزيج إسبو، ومزيج سخالين، إضافة إلى درجات أخرى من النفط، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.

حكومة اليونان عاجزة عن المنع

على الرغم من محاولات الاتحاد الأوروبي مواجهة طرق التحايل على نقل النفط الروسي، فإن السلطات في اليونان تعترف بعجزها عن منع أنشطة الشحن السرّية قبالة سواحل البلاد.

وعادة ما تشارك ناقلات النفط اليونانية بأنشطة نقل وتبادل النفط الروسي في المياه الدولية، التي تبدأ على بعد 6 أميال من شاطئ خليج لاكونيا.

حادث غرق سفينة نفط بالقرب من إسبانيا 2022
حادث غرق سفينة نفط بالقرب من إسبانيا 2022 - الصورة من بلومبرغ

وتمكنت إسبانيا من القضاء على نشاط مماثل لناقلات الظل بالقرب من سواحلها هذا العام، تاركة اليونان العضوة في الاتحاد الأوروبي تواجه مصيرها بوصفها دولة "شاذة عن المسار".

ويُفترض أن تعمل ناقلات النفط اليونانية بموجب الحدّ الأقصى للأسعار المفروض في العقوبات الغربية على موسكو، البالغ 60 دولارًا للبرميل، لكن ذلك لا يحدث في الواقع.

وحملت ناقلات النفط اليونانية كميات أكبر من النفط الروسي مقارنة بالمنافسين من أيّ دولة أخرى، باستثناء روسيا نفسها، إذ يعمل أسطولها بصورة نشطة في نقل النفط عبر العالم، بحسب تحقيق بلومبرغ.

وتمكّن الملّاك اليونانيون من البقاء في مشهد تجارة النفط الروسي دون انتهاك قواعد الاتحاد الأوروبي، بفضل نجاح الدبلوماسيين اليونانيين في الضغط على الدول الأعضاء الأخرى، لتخفيف الإجراءات المقيدة لشحن المنتجات الروسية.

وحملت ناقلات النفط اليونانية قرابة 20% من جميع شحنات النفط الروسي خلال عام 2023 وحتى سبتمبر/أيلول الماضي، وما يقرب من ثلث صادرات خام الأورال الرئيس، بحسب بيانات تتبّع السفن التي رصدتها وكالة بلومبرغ.

كيف فشلت العقوبات على النفط الروسي؟

استهدفت العقوبات المفروضة على روسيا، خلال العام الماضي، تحديد سقف سعر برميل النفط الروسي المنقول بحرًا عند 60 دولارًا للبرميل، ما يقلّ بمقدار 24 دولارًا عن سعر السوق خلال الشهور الـ12 الماضية.

ورغم ذلك، فقد نجحت روسيا -عبر طرق تحايل عند نقاط التسليم- في بيع نفطها بأسعار أعلى وصلت إلى 72 دولارًا للبرميل المنقول إلى الهند خلال عام 2023، ما يزيد بمقدار 12 دولارًا عن الأسعار المعلنة عند نقطة التصدير في روسيا.

وبلغ حجم صادرات روسيا من النفط قرابة 3.5 مليون برميل يوميًا خلال عام 2023 حتى الآن، ما يرجّح وجود فجوة مالية تُقدَّر بقيمة 11 مليار دولار، ذهبت إلى تجّار مجهولين وشركات شحن غير معروفة منخرطة في طرق التحايل عند نقاط التسليم، بحسب بلومبرغ.

ويشير هذا الوضع إلى أن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو فشلت فشلًا ذريعًا في الحدّ من عوائدها كما هو مستهدف، إذ تضاعفت إيرادات روسيا من صادرات النفط خلال المدة من أبريل/نيسان إلى أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويمثّل صافي إيرادات النفط الروسي البالغة 11.3 مليار دولار في أكتوبر/تشرين الأول قرابة 31% من إجمالي صافي إيرادات الدولة خلال هذا الشهر فقط، وفقًا لحسابات بلومبرغ المستندة على بيانات وزارة المالية الروسية.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إيرادات صادرات النفط الروسي حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، مقارنة بعام 2022:

إيرادات صادرات النفط الروسي

كما فشلت العقوبات الغربية في محاصرة ناقلات النفط اليونانية و أسطول ناقلات الظل العالمية الذي نجح في تكثيف عمليات شحن النفط الروسي، ليستحوذ على 45% من إجمالي الصادرات الروسية خلال عام 2023، مستفيدًا من فوارق الأسعار وطرق التحايل عند نقاط التسليم، وغيرها بمليارات الدولارات.

ويرجع السبب الرئيس في ضعف فاعلية العقوبات على موسكو حتى الآن، إلى الأهداف المزدوجة لصنّاع السياسة، والتي تتأرجح بين الحفاظ على النفط الروسي في السوق وإلحاق الخسائر بحكومة بوتين عبر وضع الحدّ الأقصى للأسعار، الذي نجح في التحايل عليه حتى الآن.

ويخشى صنّاع السياسة في أوروبا وأميركا من اتخاذ قرارات متشددة تستهدف الحدّ من تدفقات النفط الروسي في الأسواق، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود العالمية بصورة حادة.

ويسود اعتقاد بين تجّار النفط والمحللين بأن الاستمرار في هذه السياسة المتأرجحة للعقوبات لن يُلحق الضرر بروسيا لتكيّفها مع الوضع عبر حلول بديلة، بداية من استعمال أسطول الظل الخاص إلى تشجيع مقدّمي الخدمات الغربيين على غضّ الطرف عن الشهادات الكاذبة التي يقدّمها التجّار حول السعر الذي يشترون به النفط الروسي، بحسب التحقيق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق