تقارير النفطأنسيات الطاقةالتقاريرسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: صراع النفط في غايانا لن يصل للحرب.. وهذا هدف الأميركيين (صوت)

أحمد بدر

في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري (2023)، صوّت شعب فنزويلا على ضم منطقة غنية بالنفط في غايانا إلى بلادهم، إذ جاءت النتيجة بالموافقة بأغلبية كاسحة، الأمر الذي رد عليه رئيس غايانا بالقول إن البلاد مستعدة لكل الاحتمالات.

وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الاستفتاء، الذي جرى للتصويت على ضم جزء من أراضي غايانا، في مقاطعة إيسيكويبو الغنية بالنفط، عام وغير ملزم، ولا قيمة له على الإطلاق.

وأضاف -خلال حلقة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على منصة "إكس"، بعنوان "النفط بين العرب وأميركا اللاتينية"-، أن الاستفتاء يستهدف ضم المقاطعة التي تحاول كاراكاس الحصول عليها، نظرًا إلى كونها مقاطعة غنية جدًا بالنفط والذهب، إذ إنها إلى جانب حقول النفط تضم مناجم ذهب كثيرة.

بالإضافة إلى النفط في غايانا، وفق الحجي، تحتوي المنطقة على ثروة ضخمة من الغابات، التي -في الغالب- تضم مجموعة من السكان الأصليين، وهي بعيدة عن سيطرة الحكومات والشرطة، لذلك يبدو أن هناك سيطرة لتجارة المخدرات عليها.

إنتاج النفط في غايانا

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن غايانا دولة ملاصقة لفنزويلا، وهي تاريخيًا دولة فقيرة، فهي الدولة الوحيدة التي كانت مستعمرة من بريطانيا وهولندا، وكذلك في أميركا اللاتينية التي تتكلم الإنجليزية، ورئيسها مسلم اسمه "محمد عمران".

وأضاف: "سبق لرئيس غايانا أن زار السعودية والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما أن بلاده فيها جالية مسلمة صغيرة ولكنها فعالة، والجزء الغربي منها هو منطقة إيسيكويبو، وهي تمثل ثلثي أراضي البلاد تقريبًا، ودائمًا ما يقول الإعلام إنها أكبر من اليونان، لأن المساحة متقاربة، وكبيرة جدًا، وأغلبها من الغابات، كما تحتوي على مناجم ذهب".

النفط في غايانا

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن المياه الإقليمية تحتوي على حقول النفط في غايانا، وتنتج حاليًا نحو 400 ألف برميل يوميًا، ومن المقرر أن تزيد هذه الكميات إلى 560 ألف برميل يوميًا خلال العام المقبل 2024، وتصل إلى مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030.

وتابع: "لو نظرنا إلى كل ادعاءات الرئيس الفنزويلي مادورو لضم هذا الإقليم، نجد أنها كلها ادعاءات حكومة صدام حسين نفسها عندما دخل الكويت حرفيًا، إذ هناك دولة نفطية كبيرة هي فنزويلا وأخرى نفطية صغيرة هي غايانا".

ولفت إلى أن صدام حسين كان يقول إنه -تاريخيًا- كانت الكويت جزءًا من العراق، والآن مادورو يقول إن غايانا كانت -تاريخيًا- جزءًا من فنزويلا، لأنه خلال الحكم الإسباني كانت المنطقة واحدة، ولكن هناك قوانين الأمم المتحدة التي رسمت الحدود وحددت الاستواء واعترفت بالاستقلال.

وعن إمكان تطور الأمر بين فنزويلا وغايانا إلى صدام عسكري، قال الحجي إن الفنزويليين ليست لديهم القدرة على تطوير الأمر إلى الصراع العسكري، ولا أهل غايانا لديهم الجيش الذي يمكنه أن يرد أو يصد، ولكن الواقع يقول التالي:

أولًا: وهذا أمر غريب، عندما أرادت حكومة بايدن إعطاء استثناءات للحكومة الفنزويلية ولشركات الاستثمار في أراضيها، وزياده إنتاج النفط، كانت هناك رحلات مكوكية لفرق عدة من وزارة الخارجية والبيت الأبيض إلى فنزويلا، رغم أن موضوع زيادة الإنتاج لا يستحق كل هذا على الإطلاق، تكفي رسالة واحدة أو لقاء واحد، لذلك كانت هذه الرحلات مثيرة للشك، فيما يتعلق بمطالبة كاراكاس بأراضي غايانا.

ثانيًا: في عهد صدام حسين عند غزو الكويت، كان وضع الاقتصاد العراقي في أسوأ أوضاعه تاريخيًا، والوضع نفسه الآن في فنزويلا التي تواجه أسوأ أوضاعها تاريخيًا، فهو يحاول تشتيت الانتباه بالتركيز على أمور أخرى، لكن الشركات الأميركية مثل إكسون موبيل (Exxon Mobil) وشيفرون (Chevron) هي المسيطرة على حقول النفط، ولا يُتوقع تسليمها إلى الحكومة الفنزويلية إطلاقًا.

تسليح فنزويلا بأموال النفط

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الدستور الفنزويلي يتطلب أن تكون حقول النفط تحت سيطرة الحكومة، وتكون هناك عقود مختلفة عن العقود الموجودة حاليًا، فلا يمكن أن تسلمها الشركات إليها.

ومن ثم، وفق الدكتور أنس الحجي، هناك تساؤلات عديدة في الوقت الحالي حول الموقف الأميركي، وما إذا كانت الولايات المتحدة تحاول استغلال النفط في غايانا لتسليح فنزويلا.

وأوضح أن هذا الأمر ممكن، وربما يحاول الأميركيون إقناع رئيس فنزويلا، بأنه إذا فتح المجال وزاد إنتاج بلاده النفطي إلى 3 ملايين برميل يوميًا، فإنه يجب أن يشتري أسلحة من أميركا، لأنه من الممكن أن تحدث حرب مع غايانا، وهو ما حدث تاريخيًا في الوطن العربي وإيران.

الرئيس الفنزويلي مادورو يحتفل وسط أنصاره بنتائج الاستفتاء
الرئيس الفنزويلي مادورو يحتفل وسط أنصاره بنتائج الاستفتاء - الصورة من أ.ف.ب

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن ما يحدث كأنه موجود في كتاب واحد ويجري تكراره في كل مرة، إذ إنه يكون من غير المتوقع أن تحدث حرب، ولكن لا أحد يعرف مدى التدخل الأميركي ولا الأهداف المستترة وراء هذا التدخل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق