أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا توصل الكهرباء إلى الشبكة (فيديو)
محمد عبد السند
حقّقت أول مزرعة رياح بحرية تجارية لدى أميركا نقلة نوعية في مسار تخوضه البلاد، للنهوض بصناعة الرياح من كبوتها الحالية، التي أظهرت حالة من عدم اليقين حول مستقبل الطاقة المتجددة في الاقتصاد الأكبر بالعالم.
ووصلت صناعة الرياح -البرية والبحرية- في أميركا إلى مفترق طرق، إثر إلغاء العديد من المطورين العالميين خططهم الاستثمارية في البلاد، نتيجة عوامل عديدة، من بينها عدم الجدوى المالية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي بارقة أمل جديدة، شرعت أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا، وتحمل اسم ساوث فورك ويند (South Fork Wind)، في توصيل الكهرباء إلى الشبكة، وفق ما أوردته وكالة أسوشيتد برس (Associated Press).
واليوم الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول (2023)، أعلنت رائدة الطاقة الدنماركية أورستد (Ørsted) ونظيرتها الأميركية إيفرسورس (Eversource) -المطورتان للمزرعة- توصيل أول إمدادات الكهرباء من المزرعة التي تتألف من 12 توربينًا، وتقع على بُعد 56 كيلومترًا شرق مونتوك بولاية نيويورك.
وخططت الشركتان للاجتماع اليوم الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول (2023) مع المسؤولين في نيويورك، للاحتفال بأول إنتاجية من الكهرباء المولدة في إيست هامبتون بالولاية، إذ تتصل أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا بشبكة الكهرباء البرية.
نموذج يُحتذى به
قالت أورستد وإيفرسورس، إن هذا الإنجاز يُعد نموذجًا يُحتذي به من قبل مزارع الرياح البرية الكبيرة الأخرى.
وحتى الآن جرى تركيب اثنين فقط من إجمالي 11 توربينًا، علمًا بأن التوربين الثاني ما يزال قيد الاختبار، قبل أن يشرع هو الآخر في توليد الكهرباء النظيفة.
وفور تركيب جميع التوربينات في أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا وافتتاحها رسميًا بحلول أوائل العام المقبل (2024)، ستلامس سعة الكهرباء المولدة من تلك المزرعة 132 ميغاواط، وهو ما يكفي لتشغيل أكثر من 70 ألف منزل.
ووصفت المديرة التنفيذية في مؤسسة تيرن فوروارد (Turn Forward) غير الهادفة للربح، وتُعنَى بالدفاع عن طاقة الرياح البحرية، سيتفاني ماكليلان، إعلان أول إمدادات الكهرباء من المشروع بأنها "لحظة مدهشة في قصة الطاقة النظيفة الأميركية"، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت ماكليلان، أن أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا ستكون مصدرًا للكهرباء النظيفة الموثوقة المولدة محليًا، مضيفة: "تلك مجرد بداية لما يمكن أن تفعله طاقة الرياح البحرية في الولايات المتحدة".
أميركا متخلفة عن أوروبا
تنخرط مزارع الرياح البحرية الكبيرة في أوروبا بتوليد الكهرباء منذ 3 عقود، في حين بدأت المزارع تلك المهمة مؤخرًا في آسيا.
وفي الوقت الراهن هناك مزرعتا رياح بحريتان قيد الإنشاء في الولايات المتحدة، ممثلتان في ساوث فورك ويند، وفينيارد ويند (Vineyard Wind).
وتقع فينيارد ويند، التي تحوي 62 توربينًا، على بُعد 24 كيلومترًا قبالة ساحل ماساتشوسيتس، غير أنها لم تشرع بعد في توليد الكهرباء، وفق ما قالته الشركة المطورة في بيان صدر مؤخرًا، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
حلم أصبح حقيقة
أعرب مدير تطوير الأعمال في شركة إيفرسورس الناشطة في قطاع الرياح البحرية جيف مارتن، عن سعادته برؤية الصناعة تتحول من مجرد تصور إلى حقيقة في الولايات المتحدة، ما يساعد على تقليص الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء.
وأضاف مارتن: "أخيرًا نتخذ خطوات لمواكبة باقي دول العالم، ونبذل ما في وسعنا لمواجهة التغيرات المناخية".
وتستهدف إدارة الرئيس جو بايدن تشغيل 10 ملايين منزل عبر الكهرباء المولدة بطاقة الرياح بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وتأسيس شبكة كهربائية حيادية الكربون بحلول منتصف العقد المقبل (2035).
منعطف خطير
يأتي الإعلان الخاص بأول مزرعة رياح تجارية في أميركا في حين تمر صناعة الرياح المحلية بمنعطف خطير، وسط تخارج كبار المطورين من مشروعات ضخمة مُخطط لها في البلاد.
فعلى سبيل المثال أعلنت أورستد إلغاء مشروعي رياح بحرية كبيرين في نيوجيرسي لأسباب تتعلق باختناق سلسلة الإمدادات، وارتفاع أسعار الفائدة، والإخفاق في الحصول على الائتمانات الضريبية التي ترغب فيها الشركة.
وبالمثل ألغى مطورون في ولاية نيو إنغلاند مؤخرًا عقودًا لتوليد الكهرباء، مبررين أنها عديمة الجدوى ماليًا.
ويوضح الفيديو التالي مقتطفات عن التوربين الذي ولّد الكهرباء في مزرعة ساوث فورك ويند:
موضوعات متعلقة..
- أول مزرعة رياح بحرية في نيويورك تبدأ تركيب 12 توربينًا
- دومينيون إنرجي تبني أكبر مزرعة رياح بحرية في أميركا
- طاقة الرياح في أميركا قد تضيف 90 غيغاواط بحلول 2028 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 27% في سبتمبر
- أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر تشهد ظهور الجزائر والعراق (تقرير)
- توقعات نمو صناعة الرياح العالمية تتراجع.. والشرق الأوسط "بقعة مضيئة" (تقرير)
- الشاحنات الهيدروجينية.. هل تجبر أوروبا على التخلص من المركبات الكهربائية؟