تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

طاقة الرياح في المجر قد تتضاعف 3 مرات.. هل يتحقق ذلك؟

أسماء السعداوي

رغم حصتها الضئيلة في مزيج الكهرباء، يمكن لطاقة الرياح في المجر مضاعفة الإنتاج بمقدار 3 أضعاف خلال السنوات المقبلة، وهو ما يحمل أنباء سارة للأهداف المناخية، لكنه لن يخلو من تحديات أيضًا.

وحاليًا، تصل قدرة توليد الكهرباء من طاقة الرياح إلى 324.9 ميغاواط، وتلبي 1.5% فقط من حجم الطلب المحلي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتحمل السمات الجغرافية للمجر إمكانات واعدة لنمو قطاع الرياح المرشح لزيادة إسهامه بمزيج الكهرباء إلى 1 غيغاواط شريطة تحديث توربينات الرياح القائمة حاليًا، وتطوير الشبكة وتطبيق السياسات الداعمة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ّهنغري توداي" (hungarytoday) المحلية.

وبلغ متوسط استعمال قدرات الرياح بالمجر بين عامي 2010 و2016، نحو 23.3%، وهو أعلى قليلًا من المتوسط في دول الاتحاد الأوروبي البالغ 22.1%.

وتستهدف البلاد تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ولذلك وضعت خطة لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 50% مقارنة بمستويات عام 1990، وذلك في 2030.

تحديات وفرص

بحسب نتائج دراسة أجرتها المفوضية الأوروبية في عام 2018، فإن 11% من أراضي المجر مؤهلة لتركيب توربينات الرياح، وتحمل منطقة ترانسدانوبيان الحظ الأوفر من تلك المميزات.

يقول الباحث بمعهد سياسات المناخ، بالاز زاي، إنه في حالة تحقيق أقصى استفادة ممكنة من السمات الجغرافية مع هبوب رياح مثالية تستمر لمدة ألفي ساعة، يمكن إنتاج 86 تيراواط/ساعة من الكهرباء، وهو ما يماثل 4 أضعاف إنتاج محطة باكس 2 النووية.

أحد التحديات البارزة هو صعوبة التنبؤ بهبوب الرياح، على عكس الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى، ولذلك لا تعمل التوربينات بكامل طاقتها في الأوقات كلها، وهو ما قد يخلق إرباكًا لمنظومة الإمدادات بالشبكة.

كما أن سرعة الرياح مهمة -بحسب الباحث-، لأن هناك حدًا أدنى لبدء تشغيل التوربينات، ولا تدور الشفرات إلّا حين وصول السرعة إلى 3 أمتار/ثانية.

ويلزم أيضًا توافر إمدادات كهرباء إضافية لتشغيل التوربينات، لأن ضعف هبوب الرياح يجعل التوربينات مستهلكة للكهرباء، وليس العكس.

وفي هذا الصدد أيضًا، يقول الباحث، إن تحسين كفاءة توربينات الرياح الجديدة وزيادة ارتفاع وحجم الشفرات سيحسّن أداء التوربينات بصورة هائلة.

ودعا إلى تحسين توجيه قدرات الرياح لتجنّب التحميل الزائد على شبكة الكهرباء، ولتكون قادرة على تعويض إنتاج الطاقة الشمسية، التي يصل إسهامها حاليًا إلى 3.3 غيغاواط على المستوى التجاري.

توربين رياح
توربين رياح- الصورة من "ceenergynews"

دعم أوروبي

أشار الباحث البارز في معهد سياسات المناخ، بالاز زاي، إلى إعلان وزير الطاقة كسابا لانتوس، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، التوصل إلى اتفاق مع المفوضية الأوروبية لإعادة هيكلة قطاع طاقة الرياح في المجر.

وأعلنت المفوضية الأوروبية في أكتوبر/تشرين الأول (2023) 6 خطوات عاجلة لإنقاذ صناعة الرياح الأوروبية من الانهيار، وللإسهام في أهداف المناخ، والتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، خاصة الروسي.

وتتضمن إجراءات دعم الرياح الأوروبية تسريع انتشار المشروعات، وتحسين نظم إقامة العطاءات، وتيسير سبل الوصول للتمويلات، وتهيئة بيئة تنافسية وعادلة، وتعزيز مهارات العاملين، والتعاون مع القائمين على الصناعة والأعضاء.

يأتي ذلك بعدما أقرّ مجلس الاتحاد الأوروبي، في 10 من الشهر ذاته، الصيغة النهائية لتوجيه الطاقة المتجددة، الذي يتضمن رفع حصتها بمزيج الكهرباء إلى 42.5% على الأقل بحلول عام 2030، مع السعي لرفع النسبة إلى 45%.

وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قرر الاتحاد منح المجر 920 مليون يورو (مليار دولار) ضمن برنامج "ريباور إي يو" (RePower EU) الذي يستهدف دعم الدول الأعضاء الـ27 للخروج من براثن أزمة الطاقة الناجمة عن اندلاع الحرب في أوكرانيا، ولتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية.

دور الحكومة والقطاع الخاص

من جانبها، قررت الحكومة تقليل "المسافة الآمنة" بين التوربينات من 12 كيلومترًا إلى 700 متر فقط، كما ستحدد المناطق المؤهلة لتركيب توربينات الرياح، وستخفف القيود التنظيمية أمام المطورين.

ويؤدي القطاع الخاص دورًا محوريًا في قطاع الرياح في المجر، بحسب تقرير نشرته منصة "إي في ويند" (evwind) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال العقد الماضي، طُوِّر عدد كبير من مزارع الرياح الضخمة، التي يصل إجمالي قدراتها المركبة إلى أكثر من 330 ميغاواط.

ولم تساعد تلك المشروعات في تنويع مصادر مزيج الكهرباء فحسب، بل وفرت فرص عمل، ودعمت الاقتصادات المحلية أيضًا.

ومع استمرار مسيرة نمو الطاقة النظيفة، فمن المتوقع جذب المزيد من المستثمرين إلى سوق الرياح المجرية وتعزيز سرعة النمو بها.

يوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- سعة طاقة الرياح البرية والبحرية حسب المنطقة في عامي 2021 و2022:

سعة طاقة الرياح البرية والبحرية حسب المنطقة

قدرات الشبكة

أحد التحديات الرئيسة التي قد تعترض نمو طاقة الرياح في المجر هو الحاجة لإرساء قواعد شبكة كهرباء متطورة ومرنة.

وشبكة الكهرباء المحلية القائمة مصممة لتناسب بصورة رئيسة مشروعات توليد الكهرباء المركزية واسعة النطاق، ولذلك فهي غير جاهزة لاستيعاب الإنتاج من توربينات الرياح، الذي يتميز بكونه غير متصل بالشبكة وذا طبيعة متغيرة.

ولحلّ هذه المشكلة، تضخ الحكومة استثمارات في مشروعات تطوير الشبكة، ومنها: بناء خطوط توزيع جديدة وتطبيق تقنيات الشبكات الذكية.

ولن تساعد تلك الاستثمارات في ربط مزارع الرياح في الشبكة على نحو أكثر كفاءة فحسب، وإنما ستمهد الطريق أمام تطوير مصادر طاقة متجددة أخرى، مثل الطاقة الشمسية والكتلة الحيوية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق