قبل قمة المناخ كوب 28.. ما مستهدفات الطاقة المتجددة في الدول العربية؟
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- الإمارات تحدّث إستراتيجيتها وتستهدف مضاعفة الطاقة المتجددة
- مصر تعدّل مستهدفات الطاقة المتجددة مع التوجه نحو الهيدروجين
- السعودية تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة لخفض الانبعاثات
- الأردن يعمل على تحديث مستهدفات الطاقة المتجددة
تمتلك الدول العربية مستهدفات طموحة للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، مع اتجاه بعض البلدان إلى تحديث خططها، قبل انعقاد قمة المناخ كوب 28 في الإمارات يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لتتناسب مع الظروف الراهنة لتغيرات المناخ.
وتمتلك الدول العربية قدرات طبيعية تؤهلها إلى أن تكون في مقدمة إنتاج الطاقة الخضراء عالميًا، لتشهد غالبيتها تنفيذ مشروعات متجددة، يُصنّف بعضها ضمن الأكبر في العالم.
وقبل انعقاد قمة المناخ كوب 28 -التي ستشهد أول تقييم للجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ منذ 2015- تستعرض وحدة أبحاث الطاقة مستهدفات الدول العربية بشأن الطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أن تحقق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموًا ملحوظًا في إنتاج المصادر المتجددة خلال الأعوام الـ5 المقبلة بمقدار 3 أمثال القدرة الحالية، بقيادة 5 دول عربية، وفق تقرير سابق صادر عن منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك).
وتوقع التقرير -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- استحواذ كل من السعودية والإمارات وسلطنة عمان ومصر والمغرب على أكثر من 72% من إجمالي النمو المتوقع للطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال المدة الزمنية من 2022 حتى 2027.
خطط الطاقة المتجددة في الإمارات
تماشيًا مع استضافتها قمة المناخ كوب 28، قررت الإمارات في يوليو/تموز 2023 تحديث إستراتيجيتها الوطنية للطاقة 2050، بهدف مضاعفة إسهام الطاقة المتجددة 3 مرات خلال الأعوام الـ7 المقبلة.
وتستهدف الإمارات رفع نسبة القدرة المركبة للطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة إلى 30% بحلول عام 2030، مع ضخ استثمارات لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة محليًا.
وتضمنت الإستراتيجية العمل على رفع إجمالي القدرة المركبة للطاقة النظيفة من 14.2 غيغاواط إلى 19.8 غيغاواط بحلول 2030، ما يُسهم في تحقيق مستهدفات البلاد للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتضمنت كذلك استثمار ما بين 150 و200 مليار درهم (40.83 - 54.45 مليار دولار) حتى عام 2030، لضمان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، واستدامة نمو الاقتصاد الإماراتي.
وتأمل البلاد أن تحقق إستراتيجيتها للطاقة وفورات مالية تصل إلى 100 مليار درهم (27.22 مليار دولار) بحلول عام 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
واعتمدت الدولة المستضيفة لقمة المناخ كوب 28 -أيضًا- الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين في يوليو/تموز 2023، بهدف تحقيق الريادة عالميًا في مجال إنتاجه وإزالة الكربون من القطاعات كثيفة الانبعاثات بحلول عام 2031.
كما اعتمدت السياسة الوطنية للمركبات الكهربائية، التي تهدف إلى خفض استهلاك الطاقة في قطاع النقل بنسبة 20%، وتقليل الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050.
مستهدفات الطاقة المتجددة في مصر
حدّثت مصر هي الأخرى خلال العام الجاري مستهدفات الطاقة المتجددة، قبل أشهر قليلة من انطلاق قمة المناخ كوب 28، إذ قررت أن تصبح نسبتها في مزيج الطاقة 42% بحلول عام 2030 بدلًا من 2035.
وتعمل الحكومة المصرية في الوقت الراهن بوجه عام على تحديث إستراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة حتى عام 2040، في إطار سعى البلاد نحو استعمال الهيدروجين وزيادة إسهام الطاقة المتجددة.
ويأتي التحديث اعتمادًا على توقيع 23 مذكرة تفاهم لإنشاء مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ويعني ذلك العمل على إضافة قدرات تبلغ 100 غيغاواط من طاقة الشمس والرياح.
وتتوقع مصر أن يصل إجمالي قدرة الطاقة المتجددة، التي تتشكل من الطاقة المائية والشمسية والرياح من 6.1 غيغاواط حاليًا إلى 10 غيغاواط بحلول نهاية 2025، منها نحو 7 غيغاواط من الشمس والرياح.
وتستهدف مصر خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الكهرباء بحجم 80 مليون طن مكافئ من الكربون بحلول عام 2030، بدلًا من 70 مليون طن سابقًا.
مستهدفات السعودية
من المقرر أن تشهد قمة المناخ كوب 28 انطلاق النسخة الثالثة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء يوم 4 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بمدينة إكسبو دبي.
وتتضمّن المبادرة، التي أطلقت لأول مرة في عام 2021، استهداف السعودية تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، مع التزامها بخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.
وتعتزم البلاد زراعة 10 مليارات شجرة في مدن المملكة خلال العقود المقبلة، والعمل على حماية 30% من مساحة المناطق البرية والبحرية بحلول عام 2030.
وتخطط السعودية التخلص من استعمال الوقود السائل في مزيج توليد الكهرباء بنهاية 2030، مع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي بنسبة 50% لكل منهما.
وفي السياق نفسه، تستهدف عملاقة النفط السعودية أرامكو خفض الانبعاثات الكربونية لقطاع التنقيب والإنتاج بنسبة 15% بحلول عام 2035، بالإضافة إلى خفض ما يتجاوز 50 مليون طن متري سنويًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2035.
وتعتزم أرامكو -أيضًا- التقاط نحو 11 مليون طن سنويًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2035 واستعمالها أو تخزينها.
ومن بين مستهدفاتها -كذلك- توليد 12 غيغاواط كهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وإنتاج 11 مليون طن متري سنويًا من الأمونيا الزرقاء بحلول 2030.
الطاقة المتجددة في الأردن
يعتزم الأردن تحديث مستهدفات الإستراتيجية الوطنية الشاملة لقطاع الطاقة (2020-2030)، في إطار رفع نسبة الطاقة المتجددة، لكن غالبًا سيكون ذلك بعد انعقاد قمة المناخ كوب 28، إذ من المقرر إعلانها بنهاية 2023 أو مطلع عام 2024.
وأرجع وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة تلك الخطوة، إلى أن نسبة الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة بلغت في الوقت الراهن 27%، ما يجعلها تقترب من مستوى 30%، وهي هدف عام 2030، وبناءً على ذلك من المقرر رفع النسبة المستهدفة.
وكانت تصريحات حكومية، أوضحت أن تحديث الإستراتيجية يتضمن استهداف رفع نسبة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 50% بحلول عام 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ونجح الأردن في تحقيق إنجاز كبير بإنتاج الطاقة المتجددة، لتصعد حصتها في توليد الكهرباء من 1% عام 2014 إلى 27% عام 2022.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يرصد مزيج توليد الكهرباء في الأردن بين عامي 2020 و2022:
وفي السياق نفسه، يعمل الأردن على إعداد إستراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر من المتوقع إعلانها قريبًا، في إطار استهداف البلاد التحول إلى مركز لإنتاج الهيدروجين الأخضر واستغلال إمكاناته في تحقيق القدرة التنافسية بين دول المنطقة.
مستهدفات المغرب
يستهدف المغرب زيادة حصة الطاقة المتجددة -بما في ذلك الطاقة الكهرومائية- في مزيج توليد الكهرباء إلى 52% بحلول عام 2030، مقابل نسبة بلغت 38% بنهاية 2022، كما تعتزم البلاد تحقيق الحياد الكربوني في مختلف قطاعات الاقتصاد بحلول عام 2050.
ونجحت طاقة الشمس والرياح في المغرب بتلبية 16.1% من إجمالي الطلب على الكهرباء خلال العام الماضي (2022).
يُشار إلى أن الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة في المغرب ارتفعت خلال العام الماضي إلى 4.03 غيغاواط، من 3.95 غيغاواط عام 2021، كما يرصد الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:
الطاقة المتجددة في عمان
تخطط سلطنة عمان لرفع نسبة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 20% بحلول عام 2030، على أن تزداد إلى ما بين 35% و39% بحلول عام 2040.
وبالتوازي مع المخطط الحكومي، تستهدف شركة تنمية نفط عمان التابعة للحكومة، خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50% بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن تنجح السلطنة في إضافة نحو 4.8 غيغاواط من الطاقة المتجددة بقيادة المصادر الشمسية الكهروضوئية، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك).
كما تستهدف عمان إنتاج نحو 1.25 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، يرتفع إلى 3.75 مليون طن عام 2040، وإلى 8.50 مليون طن بحلول عام 2050.
ومن المتوقع أن تُسهم خطة عمان لإنتاج الهيدروجين في منع انبعاث نحو 7 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون.
ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، مستهدفات سلطنة عمان للهيدروجين الأخضر:
مستهدفات قطر للطاقة المتجددة
تخطط قطر لتوليد كهرباء بنحو 5 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، في إطار تنويع مصادر الطاقة بالبلاد.
كما تستهدف تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 25% بحلول 2030، بالإضافة إلى خفض كثافة غاز الميثان بنسبة 0.2% بحلول عام 2025.
وكانت قطر قد افتتحت أول محطة للطاقة الشمسية تحمل اسم (الخرسعة) في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بطاقة إنتاجية تصل إلى 800 ميغاواط.
وتبلغ مساحة محطة الخرسعة للطاقة الشمسية أكثر من 10 كيلومترات مربعة، وتضمن نحو 1.8 مليون لوح شمسي.
موضوعات متعلقة..
- أكثر الدول العربية امتلاكًا لقدرة الكهرباء المتجددة بنهاية 2022 (تقرير)
- زيادة الطاقة المتجددة في المزيج الأردني عن مستهدفات 2030
- وزير البترول المصري: قمة المناخ كوب 28 فرصة لتحقيق مستقبل مستدام
- قمة المناخ كوب 28.. الإمارات تستثمر إمكاناتها لتنفيذ التعهدات العالمية
اقرأ أيضًا..
- مصر تخسر شحنة غاز مسال.. والجزائر تقتنص الصفقة
- نتائج صادمة لاكتشاف الغاز في لبنان
- إنتاج الغاز في أفريقيا قد يرتفع 10%.. ما موقف مصر والجزائر؟