طاقة متجددةأخبار الطاقة المتجددةرئيسية

60 دولة تتعهد بزيادة سعة الطاقة المتجددة 3 أضعاف بحلول 2030

محمد عبد السند

مجددًا، تثير مصادر الطاقة المتجددة تحركًا عالميًا واسع النطاق يستهدف تعظيم سعة تلك المصادر المستدامة، واستبدالها بنظيرتها التقليدية في توليد الكهرباء النظيفة، ضمن خطة أوسع لتحقيق الأهداف المناخية وتعزيز أمن الطاقة.

غير أن الطريق إلى تحقيق هذا المستهدف الطموح الذي تقوده قوى عالمية ليس مفروشًا بالورود -على ما يبدو- وإنما يصطدم بعدد من التحديات التي تحتاج إلى حلول عاجلة وغير تقليدية حال رغب العالم في تحقيق الهدف المنشود، وفق تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا السياق، قالت أكثر من 60 دولة حول العالم إنها تدعم اتفاقية يقودها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لزيادة سعة الطاقة المتجددة بواقع 3 أضعاف بحلول 2030، والتحول بعيدًا عن استعمال الفحم الحساس جدًا للبيئة، وفق ما صرّح به مصدران مطلعان على مجريات الأمور إلى وكالة رويترز.

ويحشد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والإمارات الدعم للتعهد الذي قطعوه قبل انعقاد فعاليات قمة المناخ كوب 28 في دبي خلال المدة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول (2023)، مطالبين بتضمين هذا التعهد في النتيجة النهائية لاجتماع قادة العالم المقرر في 2 ديسمبر/كانون الأول (2023)، بحسب المسؤولين.

وقالت بعض الاقتصادات الناشئة الكبرى أمثال نيجيريا وجنوب أفريقيا وفيتنام، إلى جانب البلدان المتقدمة أمثال أستراليا واليابان وكندا وبلدان أخرى، من بينها بيرو وتشيلي وزامبيا وباربادوس (جزيرة تقع في المحيط الأطلسي)، إنها ستنضم إلى التعهد، بحسب ما صرّح به المسؤولون إلى رويترز، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

مضاعفة السعة الإلزامية

ستُلزم مسودة التعهد كذلك الدول الموقعة عليه بمضاعفة المعدل السنوي العالمي لتحسين كفاءة الطاقة إلى 4% سنويًا حتى نهاية العقد الجاري (2030)، حسبما ذكرت رويترز .

وقالت مسودة التعهد، إن الاستعمال الأكبر لمصادر الطاقة المتجددة يجب أن يُقتَرن بـ"التخلص التدريجي من الكهرباء المولدة بالفحم الذي تتنامى معدلات استعماله دون هوادة"، من بينها تمويل محطات الكهرباء العاملة بالفحم.

وقال مسؤول، إن المفاوضات الجارية مع الصين والهند للانضمام إلى التعهد دخلت في مرحلة "متقدمة جدًا"، رغم أن أيًا من البلدين لم يوافق بعد على الانضمام.

ويقول العلماء، إن تسريع وتيرة التوسع في استعمال مصادر الطاقة المتجددة والخفض السريع لحرق مصادر الوقود الأحفوري التي تنطلق منها انبعاثات كربونية في قطاع الطاقة، لا غنى عنهما للعالم، حال أراد الأخير تجنب تداعيات أكثر شدة للتغيرات المناخية.

على صعيد متصل، قال المسؤولون إن الإظهار المبكر لدعم تعزيز سعة الطاقة المتجددة بواقع 3 أضعاف، والتحول بعيدًا عن استعمال الفحم من شأنه أن يُحدث زخمًا شديدًا، ويخلق مناخًا إيجابيًا قبل أيام من المفاوضات المكثفة التي من المتوقع أن تشهدها اجتماعات مؤتمر المناخ كوب 28.

مزرعة رياح بحرية
مزرعة رياح بحرية - الصورة من acciona

نشر الطاقة المتجددة

تستهدف خطة عمل التغيرات المناخية (Climate Change Action Plan) التي أطلقها البنك الدولي للمدة من 2021-2025 دمج المناخ والتنمية، بهدف تعظيم الآثار المناحية الإيجابية لمشروعاته المنفذة في هذا الخصوص، وفق ما ورد على موقع البنك الدولي.

وتستعمل مبادرة تخفيف مخاطر الطاقة المتجددة المستدامة (Sustainable Renewables Risk Mitigation Initiative)، التابعة لبرنامج المساعدة في إدارة قطاع الطاقة (The Energy Sector Management Assistance Program)، التمويلات المناخية للأنشطة التي تُسهم في تقليل الانبعاثات وزيادة المرونة المناخية في قطاع الطاقة.

وتدعم مبادرة تخفيف مخاطر الطاقة المتجددة المستدامة الدول في تسريع نشر المصادر المتجددة وإزالة الكربون من قطاع الطاقة عبر منحها مساعدات تقنية واستثمارات خاصة وحشد التمويلات المناخية.

وقد دعمت المبادرة أكثر من 60 دولة، ما قاد إلى تنفيذ مشروعات جديدة في قطاع الطاقة المتجددة سعة 4.4 غيغاواط، في 14 دولة، ومشروعين إقليميين، وتحفيز رؤوس أموال خاصة بقيمة تزيد على 5.5 مليار دولار، إلى جانب تأمين تمويلات للبنية التحتية العامة بقيمة 4 مليارات دولار، وحشد تمويلات مناخية بقيمة 1.2 مليار دولار.

معضلة الـ1.3 تريليون دولار

وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (World Bank’s Climate Change Action Plan) المعروفة اختصارًا بـ"آي بي سي سي"، يبرز قطاع الطاقة بصفته أكبر مساهم في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.

ومن الممكن أن يقود تسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة وإزالة الكربون من قطاع الطاقة، إلى خفض كبير في مستويات الانبعاثات الكربونية.

ومع ذلك فإنه لتعزيز نشر مصادر الطاقة المتجددة من أجل توسيع نطاق الوصول إليها عالميًا، والحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند أقل من 1.5 درجة مئوية، كما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ 2015، يتعين مضاعفة سعة الطاقة النظيفة بواقع 3 أضعاف إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2030، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلاوة على ذلك فإن زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء العالمية، يواجه مجموعة من التحديات في الوقت الراهن، من بينها التمويل العام غير الكافي والتفاوتات الكبيرة بين الدول والمناطق.

وبناءً عليه فإن حشد الاستثمارات الخاصة في قطاع الطاقة المتجددة لا غنى عنه لإنجاز تحول الطاقة وتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق