أنس الحجي: المضائق المائية تؤدي دورًا مهمًا في إمدادات النفط والغاز.. وهذه أبرزها (صوت)
أحمد بدر
بعد احتجاز الحوثيون سفينة محمّلة بالسيارات، بدعوى ملكيتها لشخص إسرائيلي، صار الحديث عن المضائق المائية ودورها إمدادات النفط والغاز والفحم ضرورة، لتوضيح أهمية هذه المضائق، والحاجة إليها في الأوقات العادية وأوقات الأزمات.
ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن عملية احتجاز السفينة، التي ما زال هناك خلاف حول مالكها واتجاهها، دفعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى دراسة إعادة الحوثيين لقائمة الإرهاب، التي سبق أن حذفهم منها، بعد أن وضعهم فيها سلفه دونالد ترمب.
وقال الحجي، في حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، قدّمها بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "هل تنتقل حرب غزة إلى المضائق المائية وتقلّص إمدادات الطاقة؟"، إن تجارة الفحم قديمة جدًا، وأقدم حتى من النفط والغاز بعقود كثيرة، وهناك أدلة على أن الفحم يُنقل بحرًا منذ مئات السنين.
أهمية المضائق المائية وأنواعها
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن المضائق المائية هي المناطق الضيقة التي يجب أن تمر منها السفن، وهي إمّا من صنع الإنسان، أو طبيعية.
بالنسبة للمضائق الطبيعية، وفق الحجي، فهناك قوانين تحكمها تختلف عن المضائق التي صنعها الإنسان، منها أنه لا يمكن لأيّ دولة أن تفرض أيّ ضرائب على المرور فيها، بينما يمكن للمضائق المصنوعة من قِبل الإنسان -مثل قناة السويس مثلًا أو قناة بنما- أن تجبر السفن على دفع أجر للمرور فيها.
وأوضح أن من أهم المضائق المائية العالمية -بالطبع- مضيق هرمز، الذي لا يمكن إغلاقه رغم الحديث منذ عقود من جانب الإعلام الغربي قبل العربي عن هذا، إذ يقع بين إيران وسلطنة عمان، والممرات المائية التي تمر بها السفن في أضيق نقطة بحدود 33 كيلومترًا، أي إن المضيق واسع.
وأضاف: "المهم في مضيق هرمز أن السفن الداخلة تمرّ في خط عرضه مِيلان، كما تمرّ السفن الخارجة من خط آخر عرضه ميلان، وبين هذين الميلين من كل جانب ميلان آخران، أي إن هناك مسافة تبلغ نحو 6 أميال، وأغلب هذه الممرات في سلطنة عمان".
ومن ثم، وفق الدكتور أنس الحجي، فإن إغلاق إيران للمضيق، من خلال إرسال قواتها البحرية إلى هناك -إن استطاعت- يعني بالضرورة احتلال سلطنة عمان، واحتلال المياه العمانية، وهذا أمر سيؤدي بالطبع إلى عواقب كثيرة في المنطقة، لأسباب مختلفة.
ولفت إلى أن سلطنة عمان لن تقبل بهذا، وهناك اتفاقية مجلس التعاون الخليجي للدفاع المشترك، كما أن المضيق تمرّ فيه ما بين 14 و16 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، ونحو 5 إلى 6 ملايين برميل من المنتجات النفطية، أي متوسط 20 مليون برميل يوميًا تمر في مضيق هرمز.
وتابع: "كما أن دور المنتجات النفطية سيزيد مع الزمن، بسبب تركيز دول الخليج على الحصول على القيمة المضافة من التكرير، ووجدنا هذا مؤخرًا في مصفاة الزور الكويتية، إذ تحولت صادرات النفط الخام إلى صادرات ديزل وبنزين ومنتجات أخرى، كل هذا يعني زيادة صادرات المنتجات النفطية على حساب النفط الخام".
وأردف: "لكن الحديث هنا عن أهم المضائق المائية في العالم، أي إن أيّ مشكلات في مضيق هرمز ستؤثّر في أسواق النفط العالمية، ولا يمكن لإيران أو أيّ أحد أن يغلقه، إذ إن هذه الخطوة من شأنها خلق مشكلات كثيرة".
القلق من تدخلات غير حكومية
على الرغم من إثارة مسألة إغلاق مضيق هرمز، بصفته أحد أهم المضائق المائية في العالم، من جانب الإعلام بشكل متكرر، فإن خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي يرى أن القلق ليس من اللاعبين الحكوميين، وإنما من فئات مختلفة تتبع الأنظمة، وليست الأنظمة نفسها.
وأضاف: "الخوف الأكبر أنّ تطور التكنولوجيا والتقنية في السنوات الأخيرة، مكّن فئات صغيرة ومجموعات من الشباب الصغار، قد يكون 4 أو 5 أشخاص، من استثمار 300 دولار في طائرة مسيرة صغيرة، يمكن أن تؤثّر في حركة السفن أو تفجّر سفينة".
وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هذه التطورات التقنية أسهمت بشكل كبير بزيادة المخاطرة في مضيق هرمز أو غيره من المضائق المائية، ومن ثم الخوف الحالي ليس من احتجاز الحوثيين لسفينة وجلبها إلى ميناء الحديدة.
وأردف: "الخوف من انزعاج بعض الفئات أو المجموعات، أو حتى شخص يجلس في غرفته وله أفكار معينة، أن يستثمر في تقنية ما ويستعمل طائرة مسيرة لتفجير ناقلة نفط أو غيرها، إذ إن التكلفة قليلة".
ولفت إلى أن هناك -أيضًا- مضيق ملقا، الواقع في شرق آسيا، وتمرّ به كل السفن التي يجب أن تأتي إلى الصين وأغلب القادمة إلى اليابان، وهما اقتصادان كبيران وقويان مقارنة بالدول الأخرى، إذ تمرّ فيه السفن بالقرب من إندونيسيا وماليزيا، وفيه مشكلات كثيرة، وهو ثاني أهم المضائق المائية في العالم، بعد هرمز.
وتابع: "هناك من يقول، إنه إذا احتلّت الصين تايوان أو حاولت ذلك، فإن أول شيء ستقوم به الولايات المتحدة وأوروبا هو إغلاق مضيق ملقا، بما يضمن خنقًا كاملًا للصين، وأيضًا لليابان، لذلك تحاول الصين منذ سنوات بناء مخزون لكل شيء يمكن أن يخطر على بال بشر، من وقود ونفط ومعادن وكل ما يمكن تخزينه، لأنهم يتوقعون أن تغلق الدول الغربية مضيق ملقا يومًا ما".
موضوعات متعلقة..
- تسرب نفطي في مضيق ملقا.. تعرف على التفاصيل
- أزمة قناة السويس تكشف تغيّرات في خريطة أسواق النفط العالمية (تقرير)
- البحرية الأميركية تحبط محاولة إيران الاستيلاء على ناقلتي نفط قرب مضيق هرمز
اقرأ أيضًا..
- وزيرة البيئة المصرية تكتب لـ"الطاقة": مؤتمر المناخ.. وحشد الجهود لتحقيق انتقال عادل للطاقة
- إيرادات صادرات الجزائر من المحروقات تقفز 70% (رسوم بيانية)
- صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا تنخفض لأدنى مستوى منذ 11 شهرًا