منوعاتأخبار منوعةرئيسية

دعوة رسمية لزيادة الاستثمار بمحطات الفحم في الهند

أسماء السعداوي

يُسهم الفحم في الهند بأكثر من 70% من توليد الكهرباء، إلا أن الوعود المناخية التي قطعتها نيودلهي تقضي بخفض ذلك الوقود الملوث وزيادة حصة الطاقة المتجددة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2070.

وفي تصريح صادم، دعا وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، راج كومار سينغ، شركات القطاع الخاص إلى زيادة استثماراتها في محطات الكهرباء الجديدة العاملة بالفحم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعزى ذلك النداء إلى الحجم الهائل للطلب في الدولة صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، وسد متطلبات إضافية بنحو 30 غيغاواط بحلول عام 2030، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

ويتزامن ذلك مع كشف النقاب عن خطة فرنسية حظيت بدعم أميركي، للمطالبة بحظر التمويل الخاص لمحطات الكهرباء الجديدة العاملة بالفحم، ومن المقرر طرحها خلال مؤتمر كوب 28 في الإمارات في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

توليد الكهرباء بحرق الفحم في الهند

تتزايد الضغوط العالمية لوقف إنشاء محطات توليد الكهرباء في الفحم، بسبب تأثيره المدمر في البيئة.

إلا أن وزير الكهرباء الهندي راج كومار سينغ طلب من شركات القطاع الخاص خلال إحدى الفعاليات في العاصمة نيودلهي أمس الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، الاستثمار في مشروعات الفحم و"عدم تفويت فرصة النمو"، حسبما قالت مصادر كانت حاضرة اللقاء.

وزير الكهرباء راج كومار سينغ
وزير الكهرباء راج كومار سينغ - الصورة من "outlookindia"

وتراجعت حصة الاستثمارات الخاصة في قطاع الكهرباء بالهند بعد عام 2018 عندما كانت أكثر أو مساوية لحجم الاستثمارات الحكومية، وحاليًا، تشكل نسبة 36% فقط من إجمالي القدرات المركبة لقطاع الكهرباء.

وتهيمن الشركات المملوكة للدولة على معظم قدرات توليد الكهرباء بالفحم في الهند قيد التطوير.

وتضاءل دور القطاع الخاص، ليقتصر على شركتي "أداني باور" (Adani Power)، و"جي إس دبليو إنرجي" (JSW Energy)، الوحيدتين اللتين تقيمان ذلك النوع من المحطات.

ويرجع السبب في توقف الشركات الخاصة في بناء محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم منذ أكثر من عقد إلى شح التمويل في غياب عطاءات توريد الكهرباء طويلة الأمد.

لكن الطلب على الكهرباء قد تجاوز التوقعات في الأعوام الأخيرة، مدعومًا بارتفاع عدد السكان وزيادة النشاط الاقتصادي.

ومنذ شهر أغسطس/آب 2023، ارتفع الطلب على الكهرباء بنسبة تتراوح بين 18 و20% على أساس سنوي، كما تتوقع الحكومة ارتفاع الطلب بنسبة 6% على الأقل سنويًا حتى نهاية العقد الجاري في 2030.

وخلال الاجتماع، قال الوزير سينغ إن تقديرات جديدة تقول إن ذروة الطلب على الكهرباء في الهند ستصل إلى 335 غيغاواط بحلول 2030، ارتفاعًا من 240 غيغاواط حاليًا، حسبما قالت المصادر.

ويجري حاليًا إضافة قدرات جديدة بسعة 58 غيغاواط، لتصل بذلك الفجوة المتوقعة بين العرض والطلب في 2030 إلى أكثر من 30 غيغاواط.

الفحم مقابل الطاقة المتجددة

قال وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة في الهند راج كومار سينغ، لممثلي شركات الكهرباء الخاصة، إنه من الممكن تلبية معظم الطلب خلال ساعة الذروة بوساطة محطات توليد الكهرباء بالفحم في الهند، لأن تقنيات التخزين أعلى تكلفة من إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ويقول أحد الحاضرين في الاجتماع: "أكد الوزير أن الحكومة ربما تبحث في تقديم دعم تمويلي لتلك المشروعات الخاصة من جهات تمويل حكومية مثل (باور فاينانس كوربوريشن) Power Finance Corp و(آر إي سي ليمتد) REC Ltd".

وخلال الاجتماع أيضًا، قال الوزير إنه على الرغم من إضافة قدرات لتوليد الكهرباء بالفحم فإن الهند ما زالت قادرة على تحقيق أهدافها المناخية عبر إقامة مشروعات الطاقة المتجددة.

وتستهدف الهند خفض كثافة انبعاثات ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 45% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2005، كما وضعت هدف تحقيق نحو 50% من القدرة التراكمية للطاقة الكهربائية المركبة من الموارد غير القائمة على الوقود الأحفوري بحلول 2030.

كما تطمح لزيادة سعة الطاقة المتجددة إلى 500 غيغاواط بحلول 2030، ومن أجل ذلك تحتاج إلى إضافة 180 غيغاواط خلال المدة بين عامي 2022 و2027، منها 131 غيغاواط من الطاقة الشمسية.

الفحم في الهند

حظر تمويل محطات الفحم

تأتي تصريحات الوزير الهندي قبل أيام معدودة من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في الإمارات "كوب 28".

وتعتزم فرنسا بدعم من الولايات المتحدة، طلب وقف تمويل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز واطلعت عليه منصة الطاقة.

وتهدف الخطة الفرنسية إلى تجفيف منابع التمويل الخاص لمحطات الكهرباء العاملة بحرق الفحم، إذ يضعها الرئيس إيمانويل ماكرون على قائمة أولوياته في مؤتمر "كوب 28" الذي يُنظر إليه على أنه فرصة حاسمة لتسريع وتيرة الحدّ من الاحتباس الحراري.

وتسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وآخرون لتسريع الخروج التدريجي للفحم، إذ يعدّونه التهديد الأول للأهداف المناخية.

لكن الخطة ستعمّق حدة الخلافات مع الهند والصين اللتين تعارضان أي محاولات لحظر إقامة محطات جديدة تعمل بالفحم.

وبحسب مسؤولين، هناك نحو 490 غيغاواط من قدرات توليد الكهرباء من الفحم يجري التخطيط لها أو قيد الإنشاء ومعظمها في الهند والصين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق