رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

تكاليف ألواح الطاقة الشمسية تنخفض.. و4 تحديات قد تعرقل انتشارها

دينا قدري

أظهرت دراسة جديدة أن الطاقة الشمسية من المرجح أن تصبح مصدر الكهرباء المهيمن قبل عام 2050، حتى دون دعم من سياسات مناخية أكثر طموحًا.

وأشارت الدراسة -التي تقودها جامعة إكستر البريطانية وكلية لندن الجامعية، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- أن العالم ربما يكون قد عبر "نقطة تحول" ستجعل حتمًا الطاقة الشمسية المصدر الرئيس لإمداد الكوكب بالكهرباء.

وتحمل الورقة البحثية المنشورة في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications) عنوان: "زخم التحول إلى الطاقة الشمسية".

وتُعدّ هذه الدراسة جزءًا من مشروع اقتصادات ابتكار الطاقة ونقل النظام، الذي تمولّه وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني التابعة لحكومة المملكة المتحدة، ومؤسسة صندوق الاستثمار للأطفال.

تكاليف الألواح الشمسية

أشارت الدراسة إلى انخفاض تكاليف الألواح الشمسية بنسبة 15% سنويًا في المدّة من 2010 إلى 2020، كما زادت القدرة المركبة بنسبة 25% سنويًا.

ووفقًا لباحثين من جامعة إكستر، فإن تكاليف الألواح الشمسية واستعمالاها وتوافرها تتحسن بمعدلات مذهلة؛ ما دفع الخبراء إلى توقّع أنه بحلول عام 2050 ستزود الشمس معظم أنحاء العالم بالكهرباء.

ومع ذلك، فإن الدراسة تحذّر من أن 4 "حواجز" يُمكن أن تعرقل ذلك: إنشاء شبكات كهرباء مستقرة، وتمويل الطاقة الشمسية في الاقتصادات النامية، وقدرة سلاسل التوريد، والمقاومة السياسية من المناطق التي تفقد وظائفها، بحسب ما رصدته منصة الطاقة.

وقال الباحثون، إن سياسات حل هذه الحواجز قد تكون أكثر فاعلية من أدوات الأسعار، مثل ضرائب الكربون في تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.

"إن التقدم الأخير في مصادر الطاقة المتجددة يعني أن التوقعات التي يهيمن عليها الوقود الأحفوري لم تعد واقعية"، وفق ما قالته الدكتورة فيمكي نيسي، من معهد إكستر للنظم العالمية.

وأضافت: "في الواقع، هناك حلقة حميدة بين التقنيات التي تُنشَر، والشركات التي تتعلم كيفية القيام بذلك بتكلفة أقلّ"، حسب التصريحات التي نقلتها جامعة إكستر، واطّلعت عليها منصة الطاقة.

وتابعت: "تميل النماذج التقليدية أيضًا إلى افتراض نهاية التعلم في مرحلة ما بالمستقبل القريب، بينما في الواقع ما زلنا نشهد ابتكارًا سريعًا للغاية بتكنولوجيا الطاقة الشمسية".

وشددت على أنه "باستعمال 3 نماذج تتتبّع ردود الفعل الإيجابية، نتوقع أن تهيمن الطاقة الشمسية على مزيج الطاقة العالمي بحلول منتصف هذا القرن".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة عالميًا:

تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة عالميًا

وتعليقًا على العائق المالي، قالت الدكتورة نادية أميلي، من معهد الموارد المستدامة التابع لكلية لندن الجامعية: "هناك اعتقاد متزايد بأنه مع الانخفاض الكبير في متوسط التكلفة العالمية لمصادر الطاقة المتجددة، سيكون من الأسهل بكثير على العالم النامي إزالة الكربون".

وأضافت: "تكشف دراستنا عقبات مستمرة، خاصةً بالنظر إلى التحديات التي تواجهها هذه الدول في الوصول إلى رأس المال في ظل ظروف عادلة.. يظل التمويل المناسب ضروريًا لتسريع خطة إزالة الكربون العالمية".

4 حواجز لنشر الطاقة الشمسية

مع ذلك، يحذّر الباحثون من أن أنظمة الكهرباء التي تهيمن عليها الطاقة الشمسية يُمكن أن تصبح "محصورة في تكوينات غير مرنة أو مستدامة، مع الاعتماد على الوقود الأحفوري للحصول على كهرباء قابلة للتوزيع".

وبدلًا من محاولة تحقيق التحول إلى الطاقة الشمسية في حدّ ذاته، ينبغي على الحكومات أن تركّز سياساتها على التغلب على الحواجز الـ4 الرئيسة.

يتمثل الحاجز الأول في مرونة الشبكة؛ إذ يُعدّ توليد الطاقة الشمسية متغيرًا؛ لذلك يجب تصميم الشبكات لهذا الغرض.

وقالت الدكتورة نيسي: "إذا لم تضع العمليات موضع التنفيذ للتعامل مع هذا التقلب، فقد ينتهي بك الأمر إلى التعويض عن طريق حرق الوقود الأحفوري".

وأضافت أن أساليب بناء القدرة على الصمود تشمل الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل الرياح، وخطوط النقل التي تربط المناطق المختلفة، وتخزين الكهرباء على نطاق واسع، وسياسات إدارة الطلب، مثل الحوافز لشحن السيارات الكهربائية في غير أوقات الذروة.

بينما يتمثل الحاجز الثاني في الوصول إلى التمويل؛ إذ سيعتمد نمو الطاقة الشمسية حتمًا على توافر التمويل، بحسب ما توصلت إليه الدراسة، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.

وأوضحت أن التمويل منخفض الكربون يتركز -في الوقت الحاضر- بشكل كبير في الدول ذات الدخل المرتفع؛ وحتى التمويل الدولي يُفضل إلى حدّ كبير الدول متوسطة الدخل، ما يترك الدول ذات الدخل المنخفض -خاصةً تلك الموجودة في أفريقيا- تعاني من نقص تمويل الطاقة الشمسية، على الرغم من إمكانات الاستثمار الهائلة.

وتطرقت الدراسة إلى سلاسل التوريد بوصفها الحاجز الثالث لنشر الطاقة الشمسية؛ إذ من المرجح أن يكون المستقبل الذي تهيمن عليه الطاقة الشمسية كثيف الاستعمال للمعادن.

وسيزداد الطلب المستقبلي على "المعادن الحيوية"؛ إذ تتطلب الكهرباء والبطاريات مواد خامًا واسعة النطاق مثل الليثيوم والنحاس.

ومع تسريع الدول لجهود إزالة الكربون، من المتوقع أن تشكّل التقنيات المتجددة 40% من إجمالي الطلب على المعادن من النحاس والمعادن الأرضية النادرة، وما بين 60% إلى 70% من النيكل والكوبالت، ونحو 90% من الليثيوم بحلول عام 2040.

وأخيرًا، يتعين على الحكومات التغلب على المعارضة السياسية؛ إذ قد تؤثّر مقاومة الصناعات المتدهورة في التحول.

وشددت الدراسة على أن وتيرة التحول لا تعتمد على القرارات الاقتصادية التي يتخذها رواد الأعمال فحسب، بل تعتمد أيضًا على الكيفية التي ينظر بها صنّاع السياسات إليها.

فالتحول السريع للطاقة الشمسية قد يعرّض للخطر سبل عيش ما يصل إلى 13 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعملون في صناعات الوقود الأحفوري والصناعات المعتمدة عليه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق