تكتسب الاستثمارات الحكومية والأجنبية في سوق محطات التزود بوقود الهيدروجين أهمية بالغة؛ لدورها الحاسم في سد الطلب المتنامي على مركبات خلايا الوقود الهيدروجينية.

وقد أسهمت المخاوف المتنامية إزاء مستقبل حيادي الكربون، وتزايد المبادرات الحكومية الرامية لتخفيف الانبعاثات الكربونية، ولا سيما في قطاع النقل، في تسريع معدلات اقتناء سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية.

ويوجد هناك ما يتراوح من 1 مليون إلى مليوني مركبة خلايا وقود هيدروجيني في أسواق آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، من الممكن أن يدعمها قرابة ألف من محطات التزود بوقود الهيدروجين في المستقبل القريب، وفق تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويستأثر قطاع النقل بما نسبته 15% من كل انبعاثات غازات الدفيئة العالمية؛ ما يدفع حكومات الدول إلى البحث عن مصادر طاقة بديلة في ذلك القطاع الحساس جدًا للبيئة.

وعلى هذا الأساس من المتوقع أن تتزايد شعبية مركبات خلايا الوقود في المستقبل القريب؛ نظرًا إلى كونها عديمة الانبعاثات الكربونية؛ ما يجعلها رقمًا مهمًا في معادلة تحول الطاقة.

وفي هذا الخصوص، توقعت دراسة حديثة نمو حجم سوق محطات التزود بوقود الهيدروجين من 380 مليون دولار في العام الحالي (2023) إلى 1.129 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 16.8%، وفق الدراسة التي أعدتها شركة ماركيتس أند ماركيتس MarketsandMarkets العالمية المتخصصة في أبحاث السوق.

محفزات النمو

هناك مجموعة من العوامل مثل اللوائح التنظيمية الصارمة التي يُستهدَف من خلالها التحكم في مستويات غازات الدفيئة وتعزيز تنفيذ إستراتيجيات الهيدروجين الوطنية عبر البلدان المختلفة، تُسهم في نمو وازدهار سوق محطات التزود بوقود الهيدروجين، وفق التقرير الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وعالميًا تستحدث حكومات الدول مبادرات عديدة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، والتركيز على تقليص البصمة الكربونية عبر تعزيز استعمال مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء النظيفة المستدامة التي تُعد الركيزة الرئيسة في مسار تحول الطاقة، حسب التقرير.

وأوضح التقرير أن تلك المحطات تؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق تلك الأهداف الطموحة، مشيرًا إلى أن الزيادة في أنشطة الأبحاث والتطوير ذات الصلة بتقنيات وقود الهيدروجين إلى جانب الارتفاع المضطرد في إمدادات الهيدروجين في الموقع عبر تقنية التحليل الكهربائي تُعد أهم العوامل الرئيسة التي تقود نمو سوق محطات التزود بوقود الهيدروجين.

وتشير تقنية التحليل الكهربائي إلى طريقة لإنتاج الهيدروجين، تشتمل على استعمال الطاقة الكهربائية في شطر جزيئات المياه إلى هيدروجين وأكسجين.

ومن الممكن أن تكون تلك العملية مستدامة عند استعمال مصادر متجددة للطاقة مثل الشمس والرياح.

التقسيم بالنوع

على أساس النوع قَسم التقرير سوق التزود بمحطات وقود الهيدروجين إلى نوعين: داخل الموقع وخارجه، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن تكون محطات وقود الهيدروجين في الموقع هي الأسرع في تلك السوق الواعدة خلال مدة التوقعات الممتدة من عام 2024 إلى 2030، بفضل الطلب المتنامي على ذلك النوع من المحطات القائمة على أجهزة التحليل الكهربائي.

على سبيل المثال أبرمت شركة نيل هيدروجين (Nel Hydrogen) عقدًا مع شركة نيكولا موتور (Nikola Motor) لتزويدها بـ448 محللًا كهربائيًا، ومعدات تزود بالوقود ذات صلة.

وقد نُفذت تلك الطلبية لصالح شركة نيكولا موتور التي تستهدف من خلالها تأسيس شبكة تزود بالوقود تتألف من 30 محطة في عموم الولايات المتحدة الأميركية، لخدمة مركبات خلايا الوقود الهيدروجيني التجارية وتلك الخاصة بالركاب.

التقسيم بالحجم

على أساس حجم المحطة تُقسم سوق محطات التزود بوقود الهيدروجين إلى محطات صغيرة ومتوسطة الحجم وكبيرة.

وفي هذا الخصوص توقع التقرير أن تكون الهيمنة لمحطات الوقود الهيدروجيني الصغيرة على تلك السوق خلال مدة التوقعات.

ويسهل النشر السريع لمحطات التزود بوقود الهيدروجين الصغيرة اقتناء مركبات خلايا الوقود في المناطق الريفية، ويُعد هذا واحدًا من العوامل الرئيسة التي تقود نمو ذلك القسم الفرعي من تلك السوق الحيوية.

التقسيم بالنوع

وفق نوع محطات الوقود الهيدروجيني، تُقسم السوق إلى محطات الهيدروجين الثابتة والمتحركة، وفق ما ورد في تقرير ماركيتس أند ماركيتس، الذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتحتل محطات الهيدروجين الثاتبة نصيب الأسد من الحصة السوقية في تلك الصناعة الإستراتيجية الواعدة، ومن المتوقع أن تنمو بوتيرة سريعة خلال مدة التوقعات نتيجة المزايا التي تتيحها مثل الكفاءة العالية ومعايير السلامة العالية وقصر الوقت اللازم للتزود بالوقود.

التقسيم حسب الضغط

فيما يتعلق بتقسيم سوق محطات التزود بوقود الهيدروجين على أساس الضغط؛ فقد صنّفها التقرير إلى محطات عالية الضغط وأخرى منخفضة الضغط.

وفي هذا الصدد تبرز المحطات ذات الضغط العالي الأقوى نموًا بفضل ارتفاع الطلب على سيارات الركاب العاملة بخلايا وقود الهيدروجين، والاستثمارات الحكومية المتنامية اللازمة لدفع نمو مركبات خلايا الوقود.

ومن المتوقع أن تبرز آسيا المحيط الهادئ المنطقة الأسرع نموًا في سوق محطات التزود بوقود الهيدروجين خلال المدة من 2024 إلى 2030، تليها أوروبا ثم أميركا الشمالية، وفق التقرير.

وتقود منطقة آسيا والمحيط الهادئ النمو في تلك السوق بدعم من تزايد وتيرة الاستثمارات الأجنبية في البنية التحتية لتلك السوق، والأهداف الطموحة التي حددتها الحكومات لكبح الانبعاثات الكربونية من قطاع النقل إلى جانب تنفيذ إستراتيجيات الهيدروجين الوطنية التي تطرحها الحكومات؛ من بين عوامل أخرى عديدة.

موضوعات متعلقة..

• قيمة سوق الهيدروجين الأخضر تلامس 3 مليارات دولار في 2022 (تقرير)
• الهيدروجين الأخضر في الأردن يترقب أفضل خيارات التصدير
• ألمانيا تستهدف استيراد الهيدروجين الأخضر من مصر

اقرأ أيضًا..

• المعادن الأرضية النادرة.. كنوز غير مستغلة أم نار تحت الرماد؟
• خلاف على مشروع لإنتاج الليثيوم في إثيوبيا.. وتهديدات بـ"تدويل القضية"
• أعمق بئر للنفط والغاز في آسيا تبدأ الإنتاج.. تصل لـ9432 مترًا

• ناقلات الغاز المسال تواجه تحديات لعبور قناة بنما.. هل تجني مصر ثمار الأزمة؟