وظائف قطاع الطاقة العالمي ترتفع 3.4 مليون وظيفة منذ 2019 (تقرير)
التقنيات النظيفة تمثل نصف وظائف قطاع الطاقة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- وظائف قطاع الطاقة العالمي تقترب من 67 مليون وظيفة
- التقنيات النظيفة تمثّل أكثر من نصف وظائف قطاع الطاقة عالميًا
- الطاقة الشمسية توظف وحدها 4 ملايين وظيفة بنهاية 2022
- وظائف الوقود الأحفوري ما تزال أقلّ من مستويات ما قبل الجائحة
ارتفع عدد وظائف قطاع الطاقة العالمي خلال العام الماضي (2022)، بدعم التقنيات النظيفة، التي تشهد طلبًا متزايدًا على العمالة، خاصة مع زيادة الاستثمارات بنسبة 40% على مدى العامين الماضيين.
وبلغ عدد العمالة العالمية في قطاع الطاقة 67 مليون شخص تقريبًا بنهاية عام (2022)، بزيادة قدرها 3.4 مليون شخص، أو ما يعادل 5% عن مستويات ما قبل جائحة كورونا (2019)، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
جاء ذلك في النسخة الثانية لتقرير العمالة في قطاع الطاقة، الصادر عن وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والذي يُقارن أرقامه الجديدة مع عام (2019)، كونه يمثّل قاعدة بيانات أساسية عن قطاع الوظائف في مدة ما قبل جائحة كورونا.
ومن المتوقع أن تشهد وظائف قطاع الطاقة العالمي زيادة أكبر في عام 2023، بالتزامن مع تصاعد الاستثمار في كل من التقنيات النظيفة والوقود الأحفوري، بعد أزمة الطاقة العام الماضي، جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
وظائف الطاقة النظيفة
استحوذت التقنيات النظيفة على نمو وظائف قطاع الطاقة بالكامل تقريبًا، إذ قفزت العمالة بهذه الصناعات بأكثر من 15% بين عامي 2019 و2022، في حين تراجعت الوظائف المرتبطة بالوقود الأحفوري بنحو 4%.
وأضافت قطاعات الطاقة النظيفة 4.7 مليون وظيفة على مستوى العالم بين عامي 2019 و2022، ليصل الإجمالي إلى 35 مليونًا، في حين تعافت وظائف الوقود الأحفوري بوتيرة أبطأ بعد تسريح العمال عام 2020، وظلّت أقلّ من مستويات عام 2019، بنحو 1.3 مليون وظيفة، ليسجل الإجمالي 32 مليونًا.
ونتيجة لذلك، تجاوزت العمالة في مجال الطاقة النظيفة نظيرتها بالوقود الأحفوري للمرة الأولى خلال عام 2021، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
واستحوذت 5 قطاعات فقط -الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والمركبات الكهربائية والبطاريات، والمضخات الحرارية، وإنتاج المعادن الحيوية- على أكثر من نصف نمو وظائف قطاع الطاقة العالمي منذ عام 2019.
وتعدّ الطاقة الشمسية الكهروضوئية أكبر جهة توظيف في هذه القطاعات الـ5، إذ تمثّل 4 ملايين وظيفة بنهاية 2022، في حين كانت صناعة المركبات الكهربائية والبطاريات الأسرع نموًا، بعدما أضافت أكثر من مليون وظيفة منذ عام 2019.
ويرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، تطور وظائف الطاقة المتجددة عالميًا، وفق بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا):
ويؤدي التوسع في صناعات الطاقة النظيفة -أيضًا- إلى توفير فرص عمل في مجال إنتاج المعادن الحيوية، ما أضاف 180 ألف وظيفة في السنوات الـ3 الماضية، وهذا يسلّط الضوء على الأهمية المتزايدة لهذه العناصر الأساسية في اقتصاد الطاقة الجديد.
وعلى صعيد المناطق، زادت وظائف الطاقة النظيفة في كل منطقة تقريبًا، لكن الصين ما تزال موطن أكبر قوة عاملة في مجال الطاقة (30% من الإجمالي)، وصاحبة أكبر حصة من الوظائف المضافة عالميًا.
وظائف الوقود الأحفوري
شهدت الوظائف في صناعات الوقود الأحفوري زيادة على أساس سنوي خلال عام 2022، لكن التعافي من تداعيات كورونا كان أكثر هدوءًا، على الرغم من تحقيق شركات النفط والغاز إيرادات قياسية.
وتشكّل اتجاهات تحول الطاقة خطرًا على عمال مناجم الفحم بصفة خاصة، لا سيما في البلدان الناشئة والنامية، ما أدّى إلى تقلص القوى العاملة في إمدادات الفحم بمقدار 225 ألف وظيفة بين عامي 2019 و2022.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية -في ظل السياسات الحالية- أن يفقد قطاع الفحم 1.4 مليون وظيفة بحلول عام 2030، مع تزايد الخسائر في سيناريوهات الأهداف المناخية المختلفة.
وضمن وظائف قطاع الطاقة الأحفورية، يواجه العاملون في مجال النفط والغاز مخاطر انتقالية أقلّ إلحاحًا، لكن الانخفاض طويل المدى في الطلب على الوقود الأحفوري بدأ في تشكيل اتجاهات العمالة داخل الصناعة.
وفي عام 2022، انخفض عدد العاملين في إمدادات النفط بنحو 150 ألف شخص عما كان عليه عام 2019، وعلى العكس من ذلك، زادت الوظائف في قطاع الغاز الطبيعي بمقدار 350 ألف وظيفة، بفضل النمو القوي بقطاع الغاز الطبيعي المسال.
وفي ظل السياسات الحالية، تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو القوى العاملة في مجال النفط والغاز بنحو 300 ألف عامل بحلول عام 2030، لكن في سيناريو الحياد الكربوني، ينخفض التوظيف بأكثر من 2.5 مليون عامل.
توقعات وظائف قطاع الطاقة العالمي
في عام 2023، من المتوقع نمو وظائف قطاع الطاقة بنسبة 4.5%، مع وصول العمالة في التقنيات النظيفة إلى مستويات عالية جديدة.
كما أن عودة مشروعات النفط والغاز الجديدة، بسبب أزمة الطاقة، ستؤدي إلى انتعاش وظائف الوقود الأحفوري في عام 2023، لا سيما فيما يتعلق ببناء البنية التحتية.
ومن المتوقع أن يستمر الطلب المتزايد على العاملين في مجال الطاقة النظيفة، مع تجاوز النمو في الوظائف الجديدة الانخفاض المرجح في قطاع الوقود الأحفوري بجميع سيناريوهات وكالة الطاقة الدولية.
وفي سيناريو الحياد الكربوني، ينبغي أن يضيف مجال الطاقة النظيفة 30 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030، في حين يكون نحو 13 مليون وظيفة في الصناعات المرتبطة بالوقود الأحفوري عُرضة للخطر.
وهذا يعني أن تحقيق هذا السيناريو يتطلب توفير وظيفتين في مجال الطاقة النظيفة، مقابل كل وظيفة مفقودة مرتبطة بالوقود الأحفوري، وفق التقرير، الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.
وبصفة عامة، تحذّر وكالة الطاقة الدولية من نقص العمالة الماهرة في صناعة الطاقة، خاصة التقنيات النظيفة، والذي قد يكون عائقًا أمام توسّع النشاط.
ويعمل نحو 36% من العاملين في قطاع الطاقة على مستوى العالم بمهَن تتطلب مهارات عالية، مقارنة بنحو 27% في الاقتصاد العالمي الأوسع.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع وظائف قطاع الطاقة عالميًا إلى مستويات ما قبل الوباء (تقرير)
- وظائف قطاع الطاقة الأميركي ترتفع 300 ألف وظيفة خلال 2022 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- شحن السيارة الكهربائية في المنزل.. أمنية تعرقلها الإجراءات الحكومية (تقرير)
- تقرير سعودي يرسم ملامح الطلب على النفط والمعروض في 2023 و2024
- خطر يهدد إنتاج وقود الطائرات المستدام من الإيثانول في أميركا
- كاتب بريطاني: فضائح التحول الأخضر تكشف عن تبديد المليارات في الهواء