تقارير النفطرئيسيةنفط

صادرات الفحم الحراري الإندونيسية تسجل رقمًا عالميًا جديدًا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • الفحم الإندونيسي يمثّل أكثر من نصف صادرات الفحم العالمية
  • الفحم الإندونيسي يحظى بطلب عالمي كبير لانخفاض سعره
  • تُعدّ اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان أسواقًا رئيسة لصادرات الفحم الحراري الإندونيسية
  • تبرز الصين الوجهة الرئيسة لصادرات الفحم الحراري الإندونيسية، إلى جانب هونغ كونغ
  • يتراوح سعر شحن طن من الفحم الحراري الإندونيسي إلى الصين –الآن- بين 8-10 دولارات

واصلت صادرات الفحم الحراري الإندونيسية تفوّقها عالميًا على جميع الأسواق التصديرية الأخرى المنافسة لها في تلك السلعة الإستراتيجية المثيرة للجدل لكثافة انبعاثاتها الكربونية العالية.

ويحظى الفحم الحراري الإندونيسي، المعروف بتدنّي جودته، برواج كبير في الأسواق العالمية نتيجة انخفاض سعره، مقارنةً بنظيره الأسترالي ذي الانبعاثات المنخفضة، والذي تفضّله الدول التي تمضي قدمًا في مسار تحول الطاقة، وفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي ضوء هذا السيناريو، تجاوزت صادرات الفحم الحراري الإندونيسية 413 مليون طن متري خلال الشهور الـ10 الأولى من العام الحالي (2023)، مسجلةً صعودًا قياسيًا جديدًا، ما يعزز وضعها بصفتها أكبر مصدر لهذا الوقود الأحفوري الحساس بيئيًا، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

وقفزت شحنات صادرات الفحم الحراري الإندونيسية بنسبة 11.5% من المدة ذاتها من العام الماضي (2022)، بمعدل نمو يزيد على ضعفي إجمالي صادرات الفحم العالمية التي تمضي على المسار الذي يقودها لمستويات مرتفعة قياسية جديدة في عام 2023، رغم الجهود الرامية لتحويل العديد من أنظمة الطاقة الرئيسة بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، ضمن خطة أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

رقم قياسي عالمي

للمرة الأولى، تستأثر إندونيسيا بما يزيد على 50% من صادرات الفحم العالمية خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول (2023)، لتنجح بذلك في اقتناص حصة سوقية من البلدان الأخرى المصدرة لتلك السلعة الإستراتيجية، بحسب ما أظهرته أحدث الأرقام الصادرة عن مزودة البيانات الشهيرة كيبلر ( Kpler)، التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وحلّت أستراليا في المركز الثاني في صادرات الفحم العالمية، بحصّة سوقية لامست نسبتها 19.4% خلال الشهور الـ10 الأولى من عام 2023، تراجعًا من 20% في عام 2022.

وفي المركز الثالث في قائمة صادرات الفحم العالمية، جاءت روسيا بحصّة سوقية نسبتها 11%، انخفاضًا من 12.3 في عام 2022.

وحجزت جمهورية جنوب أفريقيا وكولومبيا المركزين الرابع والخامس على الترتيب في قائمة صادرات الفحم العالمية، في حين ظهرت الولايات المتحدة الأميركية في المركز السادس.

أكبر الأسواق التصديرية

تبرز الصين وهونغ كونغ الوجهتين الرئيستين لصادرات الفحم الحراري الإندونيسية؛ إذ استوردت البلدان 183 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول (2023)، أو ما يعادل نسبته قرابة 44% من إجمالي الصادرات الإندونيسية.

وتزيد تلك الحصيلة بنسبة 33% عن المدة ذاتها قبل عام (2022)، كما أنها تُسلّط الضوء على الصعود الذي يشهده نشاط التصنيع الصيني في عام 2023، مقارنةً بمستويات الطلب التي كانت سائدة في عام 2022، والتي تأثرت بتداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وتبرز الهند ثاني أكبر سوق لصادرات الفحم الحراري الإندونيسية، بحصّة سوقية تلامس 20% من إجمالي تلك الصادرات البالغة 82 مليون طن.

وفي المركز الثالث تحلّ الفلبين التي تستحوذ على حصة سوقية نسبتها 7.2% ( أو ما يعادل 30 مليون طن).

كما تُعدّ اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان أسواقًا رئيسة لصادرات الفحم الحراري الإندونيسية، ومن المتوقع أن تعزز الدول الـ3 وارداتها من الفحم الإندونيسي خلال الأشهر المتبقية من عام 2023، في حين تعزز محطات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري مخزوناتها من هذا الفحم بهدف تلبية الطلب المتنامي على التدفئة خلال أشهر الشتاء الباردة.

منجم فحم في أستراليا
منجم فحم في أستراليا - الصورة من ieefa

ضغوط الأسعار

جاء النمو القوي في صادرات الفحم الحراري الإندونيسية مدعومًا -نسبيًا- بالسعر المنخفض لهذه السلعة في البلد الواقع جنوب شرق آسيا، مقارنة بالنوعيات العالية من الفحم التي تشتهر بها أسواق أخرى منافسة، مثل أستراليا.

ولامس متوسط سعر النوعية القياسية من الفحم الحراري الإندونيسي الذي تصل قيمته الحرارية إلى 4200 سعرة حرارية/ كيلوغرام، نحو 65 دولارًا للطن حتى الآن في عام 2023، وفق بيانات شركة "إل إس إي جي (LSEG)، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويُقارن هذا بمتوسط سعر الطن البالغ 184 دولارًا أميركيًا من الفحم، الذي تبلغ قيمته الحرارية 6200 كيلو كالوري/ كيلوغرام، والذي يُشحن من نيوكاسل في أستراليا.

وتقع أسعار صادرات الفحم من كولومبيا وجنوب أفريقيا وموزمبيق وروسيا في نطاقات مختلفة بين الأسعار الإندونيسية ونظيرتها الأسترالية؛ ما يعكس الميزة السعرية التي تتمتع بها إندونيسيا نسبةً إلى أقرانها في السوق، بسبب الجودة الرديئة للفحم الإندونيسي مقارنة بالنوعيات الأخرى من تلك السلعة الحيوية.

ميزة أخرى

تتمتع إندونيسيا بميزة تنافسية أخرى كبيرة تتعلق بتكاليف الشحن مقارنةً بمستهلكي الفحم الرؤساء مثل الهند والصين، ما يجعل جاكرتا موردًا مفضلًا لدى مستوردي الفحم في آسيا.

ويتراوح سعر شحن طن من الفحم الحراري الإندونيسي إلى الصين –الآن- من 8-10 دولارات، مقارنةً بما يتراوح من 14-15 دولارًا لشحن طن من الفحم الأسترالي إلى الصين، بحسب البيانات الصادرة عن بورصة شنغهاي للشحن (Shanghai Shipping Exchange)، جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويعادل وقت رحلة الشحن من إندونيسيا إلى مراكز استيراد الفحم الكبرى في الصين والهند، نصف نظيره في أستراليا؛ ما يمنح المصدرين الإندونيسيين ميزة في تأمين صفقات ساخنة للشحنات العاجلة.

ومن المرجح أن يقود هذا القرب المكاني والأسعار المنخفضة إلى تعزيز صادرات الفحم الإندونيسية خلال الأشهر المتبقية من عام 2023، عندما يصل استهلاك الفحم إلى ذروته في نصف الكرة الشمالي.

فرصة للفحم الأسترالي

ينبغي أن يحفّز التراجع الأخير في أسعار الفحم الأسترالي إلى أدنى مستوياتها منذ أواسط العام قبل الماضي (2021)، اهتمامًا متزايدًا بنوعيات الفحم الأسترالية عالية الجودة من قبل محطات الطاقة العالمية التي تتطلع إلى تعزيز إنتاجيتها من الكهرباء مع الحدّ من الانبعاثات الكربونية.

لكن بالنسبة لمنتجي الكهرباء الذين يركّزون، في المقام الأول، على توليد أكبر كمية ممكنة من الكهرباء بأقلّ سعر، فإن الفحم الإندونيسي يبقى الخيار المفضل بالنسبة لهم.

ويعني هذا أن صادرات الفحم الحراري الإندونيسية عن عام كامل ستحطم المستويات القياسية التي وصلت إليها في السابق، في عام 2023 بأكمله.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق