توقعات بارتفاع إنتاج الوقود الأحفوري 110%.. والأمم المتحدة: يهدد أهداف المناخ
بحلول 2030
الطاقة
توقّع تقرير للأمم المتحدة ارتفاع إنتاج الوقود الأحفوري في أكبر 20 دولة منتجة بنسبة 110% بحلول 2030، "وهو ما قد يشكّل خرقًا للجهود الرامية لمواجهة تبعات أزمة تغير المناخ".
وقالت الأمم المتحدة وباحثون اليوم الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، إن الإنتاج العالمي من الفحم والنفط والغاز بحلول عام 2030 من المتوقع أن يزيد عن مثلَي المستويات التي تتماشى مع المستوى المستهدف للحدّ من الاحتباس الحراري، وتحقيق أهداف المناخ الواردة في اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
يأتي تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، الذي يقيم الفجوة في تخفيضات إنتاج الوقود الأحفوري وما هو مطلوب لتحقيق أهداف المناخ، قبل انعقاد قمة المناخ كوب 28 ((COP28 التي ستنطلق في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في الإمارات.
وتواجه الدول ضغوطًا لتقديم المزيد من التعهدات لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، بعد أن أشار "التقييم العالمي" الذي تقوده الأمم المتحدة إلى الحاجة لـ22 غيغا طن من التخفيضات الإضافية في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال العقد الحالي، لإبقاء ارتفاع درجات الحرارة دون الحدّ الحرج الذي يبلغ 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
التخلص من الوقود الأحفوري
قالت العالمة بمعهد ستوكهولم للبيئة والمؤلفة الرئيسة للتقرير، بلوي أشاكوليسوت: إن "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري هو إحدى القضايا المحورية التي سيجري التفاوض عليها في قمة المناخ كوب 28".
وأضافت: "نحن بحاجة إلى أن تلتزم الدول بالتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية"، بحسب ما ذكرت رويترز.
وبموجب اتفاق باريس، التزمت الدول بهدف طويل المدى يتمثل في الحدّ من متوسط ارتفاع درجات الحرارة إلى أقلّ من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة ومحاولة الحدّ منها بشكل أكبر إلى 1.5 درجة مئوية.
يقول العلماء، إنه يجب تقليل استعمال الوقود الأحفوري لتحقيق هذا الهدف، بعد فشل الدول في التوصل إلى أيّ اتفاق دولي بشأن مواعيد محددة للتخلص التدريجي من استعمال الفحم أو الغاز أو النفط دون هوادة.
وسلّط تقرير الأمم المتحدة الضوء على الحاجة إلى وضع أهداف واضحة لخفض إنتاج الوقود الأحفوري والطلب عليه، وضرورة قيام البلدان بمناقشة الاختلال بين خطط الإنتاج والأهداف المناخية "بشكل مناسب"، وإثارة المفاوضات في قمة المناخ المقبلة.
وأوضح التقرير أنه منذ عام 2019، ظلّت فجوة الإنتاج العالمية على حالها إلى حدّ كبير، مما يعني أنه على الرغم من وجود زيادة في نشر الطاقة المتجددة، واصلت الحكومات إنتاج الوقود الأحفوري المخطط له، والذي لا يتوافق مع تحقيق أهداف المناخ العالمية.
إنتاج النفط والغاز والفحم
قام التقرير بتحليل المنتجين الـ20 الرؤساء للوقود الأحفوري، ووجد أنهم يخططون لإنتاج أنواع من الوقود الأحفوري بحلول 2030 تفوق بنسبة 110% مما يتوافق مع الحدّ من درجة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، و69% أكثر مما يتوافق مع درجتين مئويتين.
وقال التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إن أيًا من الدول العشرين لم تلتزم بخفض إنتاج الفحم والنفط والغاز بما يتماشى مع الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
وأشار إلى أن 17 دولة تعهدت بالوصول إلى الحياد الكربوني من الدول الـ20، لكن معظمها يواصل تشجيع ودعم وتخطيط التوسع في إنتاج الوقود الأحفوري.
وكشف التقرير أن الدول العشرين التي تمّ تحليلها تمثّل 82% من إنتاج الوقود الأحفوري العالمي و73% من الاستهلاك، وتشمل أستراليا والصين والنرويج وقطر وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى أنه للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، ينبغي للحكومات أن تهدف إلى التخلص التدريجي شبه الكامل من إنتاج الفحم واستعماله بحلول عام 2040، وخفض إنتاج النفط والغاز واستعمالهما بمقدار ثلاثة أرباع بحلول عام 2050 عن مستويات عام 2020.
وأضاف أن "البلدان ذات الدخل المرتفع التي تتمتع بقدرات مالية ومؤسسية أكبر يمكنها أن تذهب إلى أبعد من المتوسط العالمي، مما سيسهم في جعل التحول المطلوب أكثر إنصافا".
وقال التقرير: "بناءً على الخطط والتوقعات الحكومية، فإن إنتاج الفحم والنفط والغاز في أستراليا وكندا وألمانيا والكويت والنرويج وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة سوف يخرق مسارات 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2040".
وتوقّع التقرير أن يتجاوز إنتاج النفط والغاز المخطط والمتوقع في 12 دولة -أستراليا والبرازيل وكندا والصين وكولومبيا والهند وإندونيسيا وقازاخستان والمكسيك ونيجيريا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة- المستويات العالمية تحت مسارات متّسقة مع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2040.
وكشف التقرير أنه لم يبدأ سوى عدد قليل من البلدان بالنظر في مواءمة أهداف إنتاج الوقود الأحفوري وتصديره مع الأهداف المناخية الوطنية والدولية، بحسب ما ذكرت وكالة آرغوس ميديا.
ووجد التقرير أن العديد من الحكومات يروّج للغاز بصفته "وقودًا انتقاليًا"، ولكن ليس لديها خطط للابتعاد عنه لاحقًا، إذ تُقدّم الحكومات مبررات مختلفة لمواصلة دعم وتوسيع إنتاج الوقود الأحفوري، بما في ذلك "تلبية الطلب المتوقع، وتقليل الاعتماد على الواردات وتكاليف النقد الأجنبي، وتوليد إيرادات للخدمات الحكومية من خلال الضرائب والإتاوات، ومتابعة الالتزامات القانونية بموجب القوانين والمعاهدات القائمة، والثقة في الفوز بصفة أحد المنتجين الأخيرين في سوق متضائلة.
موضوعات متعلقة..
- وقف 40% من إنتاج الوقود الأحفوري قد يجنّب العالم أسوأ آثار المناخ (دراسة)
- أميركا.. إنتاج الوقود الأحفوري قد يسجل مستوى قياسيًا في 2023
اقرأ أيضًا..
- فشل بيع اكتشاف نفط وغاز في بحر الشمال.. ما علاقة مصر؟
- هل هناك مؤامرة لعدم اكتشاف الغاز في لبنان؟.. مدير تنفيذي يجيب
- توقعات سهم أرامكو بعد انخفاض أرباح الربع الثالث.. 5 خبراء يتحدثون لـ"الطاقة"