هل تنجح دول مجلس التعاون الخليجي في تطوير سوق هيدروجين ضخمة؟ (تقرير)
نوار صبح
- • الهيدروجين يمكنه تلبية 10% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي بحلول عام 2050
- • الهيدروجين يمكن أن يؤدي دورًا مختلفًا في أنظمة الطاقة المستقبلية
- • البلدان والمؤسسات تسعى لوضع خطط وأهداف طموحة لتحقيق الحياد الكربوني
- • الهيدروجين اكتسب زخمًا بصفته مساهمًا في التنمية المستدامة بدول مجلس التعاون الخليجي
- • دول مجلس التعاون الخليجي تسعى لوضع إستراتيجيات وطنية لتطوير سوق الهيدروجين
يسهم الهيدروجين إسهامًا ملحوظًا في تطور قطاع الطاقة بدول مجلس التعاون الخليجي، ويكتسب زخمًا متزايدًا نتيجة لذلك، ومن المتوقع أن يؤدي دورًا رئيسًا في إزالة الكربون من الاقتصاد عبر قطاعات الاستعمال النهائي.
وتسعى دول الخليج، وخصوصًا دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، إلى وضع إستراتيجيات وطنية تهدف لتطوير سوق الهيدروجين في المنطقة وتأهيل أنفسها لتصدير الهيدروجين في المستقبل، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتتمتع المنطقة بالعديد من المزايا التنافسية التي تمكّن دول مجلس التعاون الخليجي من أداء دور رئيس في اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمي، بحسب ما أشار تقرير بعنوان "أجندة الهيدروجين - مسارات إزالة الكربون" أصدرته منصة ميدل إيست إنرجي - دبي (Middle East Energy).
أبرز المزايا التنافسية لدول مجلس التعاون الخليجي
لدى دول مجلس التعاون الخليجي مجموعة من المزايا التنافسية التي تجعلها سبّاقة في مجال إنتاج الهيدروجين، ومنها:
إمكانات موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح: إذ تتمتع دول المجلس بدرجة سطوع شمسي عالمي مرتفع، ويشهد العديد من المواقع في جميع أنحاء المنطقة ظروف رياح قوية ومتّسقة لإنتاج كهرباء متجددة موثوقة.
وتجعل وفرة هذه الموارد المتجددة من منطقة الخليج موقعًا محتملًا للإنتاج التنافسي للهيدروجين الأخضر.
إمكانات التصدير: يوفر الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج ميزة إستراتيجية تمرّ من خلالها طرق التجارة العالمية، إذ تتمتع المنطقة بارتباط قوي مع الاقتصادات المتقدمة في أوروبا، وتوفر شبكة المواني والبنية التحتية لخطوط الأنابيب للمنطقة إمكان الوصول إلى الأسواق سريعة النمو في آسيا وأفريقيا.
قدرات التمويل: على الرغم من الجهود المبذولة لتقليل تكاليف المحللات الكهربائية ومشروعات الطاقة المتجددة المرتبطة بها، تظل النفقات الرأسمالية جانبًا مهمًا لتحقيق نظام بيئي للطاقة مستدام ومحايد كربونيًا.
واعتمادًا على موارد شركات النفط والغاز المستدامة، أنشأت اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي احتياطيات مالية كبيرة تُوَجَّه في كثير من الأحيان من خلال الصناديق السيادية نحو تطوير المشروعات ذات الأهمية الإستراتيجية.
على الصعيد العالمي، تهتم البلدان والمؤسسات بالهيدروجين، وخصوصًا القيمة المقترحة للهيدروجين الأخضر، وتسعى إلى وضع خطط وأهداف طموحة للوفاء بالتزامات الحياد الكربوني.
دور الهيدروجين في إزالة الكربون
تُعدّ إزالة الكربون أحد أهم العوامل التي تدفع مستقبل الطاقة من خلال استعمال التقنيات التي تستهدف تقليل الوقود الأحفوري وإزاحته من سلسلة القيمة، وفي إطار السعي لإزالة الكربون من الاقتصاد، عُدَّ الهيدروجين وسيلة يمكن أن تحلّ محلّ نحو إلى 10% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي بحلول عام 2050.
وبدءًا من عام 2021، قُدّر إنتاج الهيدروجين العالمي بنحو 94 مليون طن من الهيدروجين، مع تلبية الطلب أساسًا من خلال الوقود الأحفوري، الذي يمثّل أكثر من 99% من إجمالي الإنتاج.
تجدر الإشارة إلى أنه يمكن إنتاج الهيدروجين من مصادر متعددة والتقنيات المرتبطة بها، واعتمادًا على نمط الإنتاج المستعمل، يجري التصنيف على أساس اللون بهدف التمييز بين أنواع الهيدروجين المختلفة.
وتختلف أنواع الهيدروجين من حيث انبعاثات الكربون لديها، اعتمادًا على مصدر الوقود وعملية التصنيع المستعملة، ويُعدّ "الهيدروجين الأخضر" الأكثر استدامة، ويُنتَج من خلال الكهرباء المولَّدة من المصادر المتجددة، بحسب ما نشرته منصة ميدل إيست إنرجي – دبي (Middle East Energy).
وبالنظر إلى أنه ناقل طاقة متعدد الاستعمالات، يتمتع الهيدروجين بمكانة قوية لمواجهة التحديات الحرجة، نظرًا لقدرته على الإنتاج من مصادر متعددة، واستعماله في قطاعات متعددة للاستعمال النهائي، وقدرته على التخزين والنقل عبر الأنظمة التقليدية.
في المقابل، سيكون ضمان نقل الهيدروجين من مواقع إنتاج متعددة عبر المستعملين النهائيين العالميين بأقلّ التكاليف الممكنة، أمرًا أساسيًا لإطلاق إمكانات إزالة الكربون من الهيدروجين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
طرق نقل الهيدروجين
توجد 4 طرق سائدة لنقل الهيدروجين، بما في ذلك:
خطوط الأنابيب: تنقل الهيدروجين الغازي المضغوط عبر خطوط الأنابيب، وتظل المرونة المحدودة والنقل لمسافات طويلة من التحديات الرئيسة.
الأمونيا: توجد حاليًا بنية تحتية لنقل وتخزين الأمونيا، ويمكن لعملية إعادة تحويل الأمونيا إلى هيدروجين أن تستهلك الكثير من الطاقة، وأن تحدّ من الاستعمال على نطاق واسع.
الهيدروجين المسال: يُقصد به تخزين ونقل الهيدروجين المبرد (عند ناقص 253 درجة مئوية)، وتتوفر البنية التحتية حاليًا على نطاق صغير، لكن النفقات الرأسمالية المرتفعة تحدّ من اعتمادها على نطاق واسع.
ناقلات الهيدروجين العضوي السائل: تستعمل طرق معالجة الوقود الأحفوري ونقله وتخزينه، وتُعدّ التكنولوجيا حاليًا في المراحل الأولى من التطور، ويجب إثباتها على نطاق صناعي.
ويأتي الاستعمال الحالي للهيدروجين في المقام الأول، بصفته مادة خامًا كيميائية، ويمكن أن يؤدي هذا الوقود دورًا مختلفًا في أنظمة الطاقة المستقبلية، إذ يمكن استعماله في قطاعات متعددة للاستعمال النهائي.
موضوعات متعلقة..
- دول الخليج تفجر ثورة الهيدروجين الأخضر.. والمنافسة تشتد بين السعودية والإمارات وعمان
- خطة مضاعفة إنتاج الهيدروجين عالميًا تخدم أوروبا.. والجزائر والخليج أبرز الشركاء
- خبير إيراني: تجربة السعودية والإمارات نحو الهيدروجين تثير الإعجاب
اقرأ أيضًا..
- إسرائيل توقف صادرات الغاز إلى مصر والأردن دون أي تنسيق
- أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا تتضاعف 3 مرات
- هل انتهت عقوبات النفط الإيراني.. ولماذا تتغاضى أميركا عنه؟ (تقرير)