تقارير الهيدروجينالتقاريررئيسيةهيدروجين

خطة مضاعفة إنتاج الهيدروجين عالميًا تخدم أوروبا.. والجزائر والخليج أبرز الشركاء

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • يهدف الاتحاد الأوروبي إلى استيراد 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
  • • ألمانيا وبعض شركاتها تنشط في إبرام اتفاقيات مع دول الخليج لشراء الهيدروجين.
  • • ألمانيا تتوقع استيراد ما بين 50% و70% من طلبها على الهيدروجين من الخارج.
  • • مشروع هيدروجين المتوسط (إتش 2 ميد) سيربط إسبانيا وفرنسا وألمانيا.

يمثّل إعلان الرئيس المعيَّن لقمة المناخ كوب 28 الدكتور سلطان أحمد الجابر، مؤخرًا، خطط مضاعفة إنتاج الهيدروجين عالميًا إلى 180 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، دعمًا متميزًا لمسار التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والحدّ من انبعاثات الكربون.

ويعتمد تحقيق هذا الهدف على طريقة تعزيز تطوير الهيدروجين الأخضر وليس فقط إنتاجه في حد ذاته، وجدوى النقل لمسافات طويلة من المناطق ذات الظروف الملائمة للإنتاج إلى الأسواق التي ستستهلكه، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في هذا السياق، يُشكِّل ربط أوروبا المتعطشة للوقود بأكبر مراكز إنتاج الهيدروجين عالميًا، وهي المراكز المحتملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جزءًا مهمًا من هذا الهدف الدولي لإزالة الكربون، بحسب مقال للزميل غير المقيم لدى مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي (atlanticcouncil.org)، جيامباولو كانتيني.

وستبدأ فعاليات قمة المناخ كوب 28، في ديسمبر/كانون الأول المقبل، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وستتناول عددًا من القضايا؛ بعضها مثير للجدل؛ بما في ذلك الهيدروجين.

ويُعَد الجزء الأكبر من إنتاج الهيدروجين عالميًا في الوقت الحالي "رماديًا"؛ أي أنه مصنوع من الغاز الأحفوري أو الفحم.

الهيدروجين بين أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا

منذ انعقاد قمة المناخ كوب 27، العام الماضي، في جمهورية مصر العربية، تبنّت دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إستراتيجيات وطنية، ونفّذت مشروعات جديدة في مجال تطوير الهيدروجين تهدف إلى تحويل اقتصاداتها إلى صادرات الطاقة النظيفة.

باستثناءات قليلة؛ فإن العديد من مذكرات التفاهم التي وُقِّعت منذ المؤتمر لم تتحول إلى قرارات استثمارية فعلية حتى الآن، ولا سيما في حالة مصر الدولة المضيفة لقمة المناخ كوب 27.

الهيدروجين الأخضر في مصر

على صعيد آخر، يعمل الاتحاد الأوروبي وأغلب الدول الأعضاء فيه ببطء على بناء سلاسل توريد الهيدروجين لديه، مع خطط تنطوي في معظم الحالات على الاعتماد المتبادل مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويشير المحللون إلى أن الطلب على الهيدروجين في أوروبا آخذ في الازدياد. ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى استيراد 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 وفقًا لأهداف برنامج "ريباور إي يو"، وهو الخطة الشاملة للتكتل لخفض الاعتماد على الوقود الروسي.

من ناحيتها، تسعى ألمانيا وبعض شركاتها لإبرام اتفاقيات مع دول الخليج لشراء الهيدروجين. وتتوقع ألمانيا استيراد ما بين 50% و70% من طلبها على الهيدروجين من الخارج؛ أي ما يعادل 95-130 تيراواط/ساعة.

ويبدو أن الاستثمارات داخل أوروبا تتخلف عن هدفها المتمثل في إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030. ويرجع هذا إلى ضبابية الطلب، والأطر التنظيمية، وتأثير قانون الحد من التضخم في الولايات المتحدة.

ويوجد عدد من المبادرات لأوروبا لاستيراد الهيدروجين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تلوح في الأفق، بحسب مقال للزميل غير المقيم لدى مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي (atlanticcouncil.org) جيامباولو كانتيني.

مشروع هيدروجين المتوسط إتش 2 ميد

قد يكون مشروع هيدروجين المتوسط (إتش 2 ميد)، وهو خط أنابيب الهيدروجين الذي سيربط إسبانيا وفرنسا وألمانيا، مرتبطًا بشكل أكبر بالمغرب وربما موريتانيا لجلب الهيدروجين الأخضر المنتج بالطاقة الشمسية إلى أوروبا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل، تدرس إيطاليا استثمارات جديدة في إنتاج الغاز بالجزائر. وقد يُعَاد استعمال خطوط أنابيب الغاز التي تمر عبر إيطاليا جزئيًا في المستقبل لنقل الهيدروجين من شمال أفريقيا.

وتُعَد الجزائر وتونس وليبيا، التي ترتبط حاليًا بإيطاليا عبر خطوط أنابيب الغاز، الشركاء المحتملين لمثل هذا المخطط.

ومن الممكن بناء خطوط أنابيب هيدروجين جديدة مخصصة لهذه الغاية؛ فقد عرضت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، هذه الرؤية، خلال زياراتها للجزائر وليبيا، في وقت سابق من هذا العام.

ويمكن لخط أنابيب الهيدروجين الذي يربط قطر بأوروبا أن ينقل 10 تيراواط في الساعة أو ما يقرب من 2.5 مليون طن من الهيدروجين سنويًا بتكلفة موحّدة تبلغ نحو 2.9 دولارًا للكيلوغرام الواحد بحلول عام 2030، وتنخفض لاحقًا إلى 2.46 دولارًا لكل كيلوغرام، وفقًا لتقرير حديث يتعلق بالصناعة.

ومن المرجّح أن يكون إنتاج الهيدروجين بطرق محايدة كربونيًا ليتوافق مع لوائح الاتحاد الأوروبي، ولكنه قد يكون "أزرق" وليس "أخضر"؛ ما يعني أنه سيتم إنتاجه من الوقود الأحفوري مع احتجاز الكربون.

الطلب على الفولاذ الأخضر

من المتوقع أن ينمو الطلب على الفولاذ الأخضر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى آلية تعديل حدود الكربون في الاتحاد الأوروبي، التي ستتطلب شهادة الإنتاج منخفض الكربون، بحسب مقال للزميل غير المقيم لدى مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي (atlanticcouncil.org) جيامباولو كانتيني.

وتتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإمكانات كبيرة في هذا الصدد، وتوجد حاليًا مشروعات قيد الدراسة.

بدروها، تخطط سلطنة عُمان لإنشاء مصنع لإنتاج 5 ملايين طن من الفولاذ الأخضر سنويًا بحلول عام 2026، وهو العام الذي ستدخل فيه ضريبة الكربون على حدود الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.

وتدرس مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية فرص الاستثمار في إنتاج المعادن الخضراء.

محطة وقود الهيدروجين في الظهران بالمملكة العربية السعودية
محطة وقود الهيدروجين في الظهران بالمملكة العربية السعودية – الصورة من بلومبرغ

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق