قناة بنما تتسبب بزيادة تكاليف شحن ناقلات الغاز من الولايات المتحدة.. ما القصة؟
هيئة القناة تقيد حركة مرور السفن مرة ثانية في 7 نوفمبر
وحدة أبحاث الطاقة
تتحكم قناة بنما بحركة التجارة ونقل البضائع بين الولايات المتحدة وشرق آسيا والساحل الغربي لأميركا الجنوبية بصورة كبيرة للغاية؛ ما يجعل أيّ تعطّل أو اضطراب في حركتها يؤثّر بشدة في أسعار شحن ناقلات الطاقة.
وتعاني القناة من انخفاض منسوب المياه بسبب موجة جفاف مستمرة منذ أغسطس/آب الماضي وحتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ ما يحدّ من حركة السفن والتبادل التجاري عبرها، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.
وأسهمت موجة الجفاف الأخيرة في تكدّس سفن الطاقة أمام ممرات قناة بنما؛ ما أدى إلى تأخيرات في المرور، نتج عنها زيادة في تكاليف وأسعار الشحن لناقلات الغاز الضخمة أو الكبيرة جدًا (VLGCs) إلى مستويات قياسية، خاصة التي تحمل غاز النفط المسال.
كما أدت لزيادة تكلفة شحن غاز النفط المسال من الولايات المتحدة إلى الخارج، بحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
انخفاض منسوب المياه لأدنى مستوى منذ 1995
أبلغت هيئة قناة بنما بهبوط منسوب المياه في بحيرة غاتون إلى أدنى مستوياته منذ عام 1995 على الأقل، نتيجة لموسم الجفاف الطويل وانخفاض معدلات هطول الأمطار عن المعتاد.
وتمرّ السفن من بحيرة غاتون بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، كما تحتوي البحيرة على إمدادات المياه اللازمة لتشغيل أنظمة قفل أو إغلاق القناة.
وفرضت هيئة قناة بنما قيودًا على حركة المرور بداية من يناير/كانون الثاني 2023، استجابة لانخفاض منسوب المياه، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وحددت الهيئة عدد السفن المسموح لها بالعبور بـ32 سفينة يوميًا في 30 يونيو/حزيران 2023، كما تخطط لتقييدها إلى 24 سفينة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
ويبلغ عدد السفن المعتاد عبوره قناة بنما قرابة 36 يوميًا، ما يعني خسارة القناة عوائد مرور 12 سفينة يوميًا مع بدء تطبيق التقييد الثاني للعدد خلال الأسبوع المقبل.
ارتفاع أسعار الشحن
أدت قيود العبور إلى تأخيرات طويلة في أغسطس/آب الماضي، ما اضطر أكثر من 160 سفينة للانتظار طويلًا حتى تتمكن العبور، وكانت السفن الضخمة الحاملة لغاز النفط المسال أبرز المتضررين مع ارتفاع تكاليف الشحن بسبب التأخيرات.
ووصلت أسعار ناقلات غاز النفط المسال، التي تحمل البروبان بصورة رئيسة والبيوتان بدرجة أقل، على طريق هيوستن-تشيبا (اليابان) "The Houston-Chiba"، إلى 250 دولارًا للطن خلال الأسبوع المنتهي 29 سبتمبر/أيلول 2023، وهو أعلى مستوى منذ بدء رصد الأسعار لأول مرة في عام 2016.
ويمرّ طريق هيوستن-تشيبا عبر قناة بنما لأسباب متعلقة باختصار الوقت إلى النصف، مقارنة بالمرور عبر المحيط الأطلسي أو عبر قناة السويس، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
مدة الانتظار في قناة بنما
اضطرت الناقلات الضخمة للانتظار 17 يومًا أمام أبواب قناة بنما في أغسطس/آب الماضي؛ بسبب موسم الجفاف وانخفاض منسوب المياه وتعليمات الهيئة المشغّلة للقناة.
وأدى عدم القدرة على التنبؤ بأيام الانتظار إلى عودة بعض سفن غاز النفط المسال فارغة من شرق آسيا إلى الولايات المتحدة عبر طرق بديلة من قناة السويس أو عبر طريق رأس الرجاء الصالح، بحسب بيانات تتبع السفن.
وتعدّ قناة بنما، المشيّدة أوائل القرن الماضي، نقطة عبور رئيسة لناقلات الطاقة والبضائع بين الولايات المتحدة وشرق آسيا والساحل الغربي لأميركا الجنوبية.
وتمثّل السفن التي تحمل المنتجات النفطية وسوائل الغاز الهيدروكربونية والمواد الكيميائية ثلث التجارة التي تعبر قناة بنما سنويًا، مع الإشارة إلى أن ناقلات المواد الكيميائية عادة ما تشكّل معظم عمليات النقل.
كما تحمل ناقلات سوائل الغاز (بما في ذلك ناقلات النفط العملاقة وناقلات الإيثان) معظم البضائع من حيث الحجم، إذ يؤدي ارتفاع الطلب على البروبان الأميركي في شرق آسيا إلى زيادة حركة السفن عبر القناة، لكن التأخيرات تجعل الطريق نقطة اختناق كبيرة للسفن.
ولم يقتصر تأثير الجفاف بارتفاع أسعار الشحن في قناة بنما فحسب، بل امتدّ إلى أماكن أخرى، إذ تؤدي التأخيرات أمام القناة إلى تقليل عدد السفن المتاحة لإعادة الشحن عالميًا.
ومع ذلك، فقد تسببت أسعار الشحن المرتفعة في بقاء مستأجري ناقلات الغاز الضخمة خارج السوق خلال الشهر الماضي، ما أدى إلى توافر الناقلات وانخفاض أسعار الشحن إلى 176 دولارًا للطن، خلال الأسبوع المنتهي 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
موضوعات متعلقة..
- صادرات غاز النفط المسال الأميركية تواجه عقبات في 2023
- إغلاق محطة فريبورت يخفّض عدد ناقلات الغاز المسال العابرة في قناة بنما
- طريق بديل لقناة السويس.. قصة مخطط روسي تدعمه الهند (خريطة)
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تتجه لتثبيت سعر بيع النفط إلى آسيا في ديسمبر (مسح)
- باحث: الغاز الإسرائيلي ورقة ضغط على مصر.. ودولتان يمكنهما المساعدة
- زيادة 3900% برسوم الغاز في باكستان بأمر صندوق النقد الدولي