الطاقة الشمسية في أوروبا تتفوق على "الرياح" خلال 2023.. ما السبب؟ (تقرير)
وطاقة الرياح البرية تنتكس في 5 دول
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- تركيبات الطاقة الشمسية الجديدة ستصل إلى 58 غيغاواط خلال 2023
- ألمانيا تقود التركيبات الشمسية في أوروبا مع إعفائها من الضرائب
- 23 دولة في الاتحاد الأوروبي قد تصل إلى أهداف الطاقة الشمسية قبل 2030
- طاقة الرياح البرية تنتكس في 5 دول أوروبية، أبرزها إسبانيا وفرنسا والسويد
- طاقة الرياح البحرية قد تنمو 2% في عام 2023 بسبب تأجيل المشروعات
يتجه قطاع الطاقة الشمسية في أوروبا لتسجيل طفرة نمو قوية للعام الثالث على التوالي، مع زيادة التركيبات الجديدة على مستوى دول القارة، على عكس طاقة الرياح التي تشهد انتكاسة واضحة.
وتوقّع تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- تجاوُز مستويات تركيبات الطاقة الشمسية الأوروبية توقعات المراقبين، مع وصول الكميات المثبتة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى ما يعادل إجمالي التركيبات خلال العام الماضي بأكمله.
ورجّح التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي" نمو الإضافات الجديدة بقطاع الطاقة الشمسية في أوروبا بنسبة 30% هذا العام (2023)، مقارنة بعام 2022، لتتجاوز قدرة الألواح الجديدة 58 غيغاواط/تيار مستمر بحلول نهاية العام.
الألواح الشمسية المثبتة على الأسطح
استحوذت تركيبات الألواح الشمسية المثبتة على الأسطح على 70% من إجمالي الطاقة الشمسية المركبة حديثًا في أوروبا خلال العام الجاري، بحسب التقرير.
وعادة ما تواجه مشروعات الطاقة الشمسية الموزعة أو المثبتة على الأسطح عقبات تنظيمية أقلّ نسبيًا من المشروعات الأرضية واسعة النطاق، ما يجعلها سهلة وسريعة الانتشار، خاصة في القطاعات السكنية.
وتقود ألمانيا تركيبات الطاقة الشمسية في أوروبا هذا العام (2023)، بعد تنازلها عن المركز الأول لإسبانيا خلال العام الماضي، بفضل سياسات تحفيزية غير مسبوقة، أبرزها إعفاء تركيبات الطاقة الشمسية المنزلية من ضريبة القيمة المضافة بصورة كاملة منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول 2022.
ومن المتوقع نمو تركيبات الطاقة الشمسية في ألمانيا -أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي- بنسبة 84% على أساس سنوي هذا العام، لتصل إلى مستوى قياسي يتجاوز 13.5 غيغاواط/تيار مستمر من إجمالي سعة الطاقة الشمسية الجديدة في أوروبا.
على النقيض من ذلك، تواجه إسبانيا تحديات قد تعوقها من الحفاظ على مستوى الأداء القياسي المسجل في عام 2022، خلال العام الحالي (2023)، بحسب تقرير ريستاد إنرجي.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- مواعيد الوصول المبكر لأهداف الطاقة الشمسية في 23 دولة بالاتحاد الأوروبي:
بينما يُتوقع انتعاش تركيبات الطاقة الشمسية في أوروبا على مستوى بعض الأسواق الناشئة مثل بولندا وهولندا، إذ تنشط التركيبات على الأسطح بصورة قوية تتناغم مع الاتجاه السائد في جميع أنحاء القارة.
كما يُتوقع وصول 23 دول في الاتحاد الأوروبي (من أصل 27 دولة أعضاء) إلى أهدافها الخاصة بتركيبات الطاقة الشمسية المعلنة سابقًا لعام 2030 قبل موعدها بسنوات أو بحلول 2027، بحسب تقديرات مجموعة سولار باور يورب (SolarPower Europe).
طاقة الرياح البرية تنتكس في 5 دول
يواجه قطاع طاقة الرياح في أوروبا انتكاسة على مستوى المشروعات البرية والبحرية، في الوقت الذي تسابق فيه مشروعات الطاقة الشمسية الزمن، لإعادة تشكيل مشهد الطاقة المتجددة في أوروبا وتعزيز حصتها في مزيج الطاقة القاري.
وتزداد التحديات التي تواجه مشروعات الرياح البرية في أوروبا، لا سيما ارتفاع تكاليف سلاسل التوريد واختناقات الشبكة، ما قد يتسبب في انخفاض التركيبات الجديدة بنسبة 11% على أساس سنوي في عام 2023.
بينما يُتوقع نمو طاقة الرياح البحرية بنسبة 2% فقط هذا العام، بسبب تحديات التضخم وعمليات إصدار التصاريح المرهقة وأسعار الفائدة المتصاعدة التي اضطرت المطورين إلى تأجيل بعض المشروعات.
ورغم هذه التحديات، فإن ألمانيا ما زالت تواصل التقدم في نمو طاقة الرياح جنبًا إلى جنب مع الطاقة الشمسية، لتحقق توازنًا نادرًا في مزيج الطاقة المتجددة على مستوى دول القارة الأوروبية.
ورغم الأداء الشاحب لطاقة الرياح في ألمانيا خلال العام الماضي، فإن شركة ريستاد إنرجي تتوقع نمو التركيبات البرية الجديدة إلى 4 غيغاواط خلال عام 2023.
وتتجه ألمانيا لتحقيق هذه الطفرة، في الوقت الذي يعاني فيه اللاعبون الرؤساء بقطاع الرياح البرية الأوروبية من تحديات قد تعوقهم عن تحقيق نتائج جيدة هذا العام.
ومن المتوقع انخفاض تركيبات طاقة الرياح البرية السنوية في السويد وفرنسا بنسبة 16% و15% على التوالي خلال العام الحالي (2023)، بينما يُتوقع انخفاض أكبر قد يصل إلى 30% في فنلندا وإسبانيا وبولندا.
طاقة الرياح البحرية تنمو ببطء
تمتد انتكاسة قطاع طاقة الرياح الأوروبية إلى المشروعات البحرية التي لا يُتوقع نمو تركيباتها الجديدة إلّا بنسبة متواضعة جدًا لا تتجاوز 2% هذا العام (2023).
وكانت طاقة الرياح البحرية تسير في مسار تصاعدي قوي خلال السنوات الماضية، لكن موجهة التأخيرات الأخيرة لكثير من المشروعات سلّطت الضوء على ضعف وهشاشة السوق أمام التقلبات في التكاليف.
وأعلن عدد من المطورين والحكومات خلال الشهرين الماضيين فقط سلسلة من التأخيرات والإلغاءات لعدد من المشروعات المحتملة في المملكة المتحدة والدنمارك، بسبب زيادة تكاليف التطوير وصعوبة تأمين صفقات شراء طويلة الأجل ذات جدوى اقتصادية محفزة للاستمرار في تطوير المشروعات وضخ استثمارات جديدة.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة استثمارات طاقة الرياح في أوروبا خلال عام 2022:
استنادًا إلى ذلك، تتوقع ريستاد إنرجي فشل المملكة المتحدة والدنمارك على وجه الخصوص في تحقيق أهدافهما المناخية الطموحة المتعلقة بطاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030.
على سبيل المثال، يُتوقع أن تصل المملكة المتحدة لحدّ أقصى يصل إلى 46.8 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، ما سيقلّ عن الهدف الحكومي البالغ 50 غيغاواط.
كما يُتوقع أن تفقد الدنمارك 2 غيغاواط من أهدافها، لتصل إلى 10 غيغاواط بحلول عام 2030، مقارنة بخطّ الحكومة المستهدفة للوصول إلى 12 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي.
ورغم العقبات التي تواجه طاقة الرياح البحرية في أغلب دول أوروبا، فإن فرنسا والنرويج نجحتا في لفت الأنظار إلى قدرتهما الصاعدة في القطاع، بعد تشغيل فرنسا أول المشروعات البحرية في مدينتي سانت بريوك وفيكامب، وبدء شركة إكوينور النرويجية للنفط والغاز عمليات أكبر مزرعة رياح بحرية عائمة في العالم هذا العام، بقدرة تبلغ 88 ميغاواط قبال سواحل النرويج، ما يشير إلى قفزة تقنية ملحوظة في صناعة الرياح العالمية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في أوروبا الغربية ستهيمن على التركيبات القارية بحلول 2032 (تقرير)
- أهداف الطاقة الشمسية في أوروبا قد تتحقق بـ23 دولة قبل 2030 (تقرير)
- الطاقة الشمسية في أوروبا بين خيارين أحلاهما مُر.. الازدهار أم حقوق الإنسان؟
اقرأ أيضًا..
- هل يؤثر النفط الفنزويلي في السوق العالمية ودول الخليج؟ أنس الحجي يجيب
- أبرز حوادث محطات الطاقة الكهرومائية خلال 15 عامًا (صور)
- 3 عوامل توضح مخاطر أزمة المناخ على الوظائف والعمال (تقرير)