الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يستعد للريادة خلال العقد الجاري
داليا الهمشري
يتصدر الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان اهتمامات الحكومة والمستثمرين الدوليين في ظل ما تتمتع به البلاد من موارد طبيعية هائلة من طاقة الشمس والرياح، فضلًا عن موقعها الإستراتيجي المميز الذي يؤهلها للريادة في التصدير.
ورغم أن سلطنة عمان دولة منتجة للنفط والغاز، فإنها تتطلع لتنويع مصادر الطاقة لديها من خلال التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة العمانية الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين في فبراير/شباط من عام 2020؛ بهدف إنتاج 1 إلى 1.25 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، وزيادته إلى نحو 8 ملايين طن بحلول عام 2050، بقيمة استثمارية للمشروعات قدرها 140 مليار دولار.
ولتسليط الضوء على هذا القطاع المهم، نظّمت منصة الأكاديمية العربية للطاقة المتجددة (اربرينا) بالتعاون مع كلية الهندسة في جامعة السلطان قابوس ومركز مجان للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة MCREEE ورشة تدريبية مساء أمس الثلاثاء (14 أكتوبر/تشرين الأول) بعنوان " الهيدروجين الأخضر وطرق الإنتاج والنقل والتخزين والاستخدام".
تقنيات النقل
تأتي الورشة التدريبية الافتراضية -التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة- ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الـ18 حول "الحلول النظرية والهندسية لطاقة الهيدروجين (Hypothesis XVIII)"، الذي يُعقد في جامعة السلطان قابوس خلال المدة من 23 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويمثّل المؤتمر منتدى يضم الباحثين وصانعي السياسات لمناقشة أحدث التطورات في الإنتاج ونظم التحليل الكهربائي وتقنيات نقل الهيدروجين الأخضر.
وسلّطت الورشة التدريبية -التي عُقدت عبر خاصية التواصل المرئي- الضوء على أهمية قطاع الهيدروجين، ليس فقط على مستوى سلطنة عمان، بل على المستوى الإقليمي بأكمله.
وأكد رئيس مركز أبحاث الطاقة المستدامة بجامعة السلطان قابوس الدكتور راشد العبري أن سلطنة عمان تتمتع بمزايا عدّة تؤهلها للريادة في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر من موارد ضخمة للطاقة المتجددة من الشمس والرياح، وموقع إستراتيجي متميز بالقرب من طرق الشحن الرئيسة.
تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري
أوضح العبري أن عمان تستهدف إنتاج يتراوح ما بين 1 و1.5 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وما بين 3.5 و3.7 مليون طن سنويًا بحلول 2040، وما بين 7.5 و8.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050.
وأفاد أن عمان تعوّل على مشروعات الهيدروجين الأخضر لتحقيق أهداف عدّة، أبرزها تقليل الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري، وتحقيق هدف الحياد الكربوني، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز أمن الطاقة، ودعم الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات والخبرات العالمية في المنطقة.
وأشار إلى أن جامعة السلطان قابوس قد شاركت مع الحكومة في مشروعين، هما مجموعة انتقال الهيدروجين الأخضر في ولاية صور، وإطلاق الإمكانات الاقتصادية للهيدروجين الأخضر، وفقًا لإستراتيجية الدولة لعام 2050.
من جانبه، لفت مستشار الطاقة المتجددة والرئيس التنفيذي للأكاديمية العربية للطاقة المتجددة (اربرينا) الدكتور عبدالرحمن بابريك إلى أن العالم قد مرّ بتجربتين قاسيتين، تمثّلتا في كوفيد-19 والأزمة الأوكرانية الروسية؛ ما سلّط الضوء على ضرورة ضمان أمن الطاقة والبحث عن بدائل مستدامة.
وذكر أن هذه الأزمات قد دفعت الدول إلى إعادة تشكيل وتنويع الاقتصاد المحلي لارتباط الطاقة بالأحداث العالمية، ولا سيما في ضوء التقلبات المستمرة في أسعار النفط والغاز والفحم؛ ما يهدد الدول التي يعتمد اقتصادها على الوقود الأحفوري.
ضمان أمن الطاقة في المستقبل
قال بابريك، إن أزمات الطاقة المتتالية دفعت دول العالم إلى البحث عن بدائل طاقة أقلّ تكلفة لتقليل فاتورة الوقود، مع تجنّب اضطرابات السوق.
وأضاف أن هناك عوامل عدّة تشكّل أمن الطاقة في المستقبل، أبرزها مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة الطاقة والهيدروجين الأخضر والتوسع في السيارات الكهربائية وتقنية التقاط الكربون وتخزينه.
وتابع أن الهيدروجين الأخضر يُعدّ مشاركًا، وليس لاعبًا رئيسًا، في عملية تحول الطاقة، وما يزال أمامه شوط كبير للتغلب على تحديات التخزين وارتفاع تكلفة الإنتاج.
وقال، إن الهيدروجين الأخضر يتميز عن غيره من حيث محتوى الطاقة الذي يبلغ 39.5 كيلوواط/ساعة لكل كيلوغرام، مؤكدًا أن ذلك يبشر بمستقبل واعد للهيدروجين في أسواق الطاقة.
استثمارات ضخمة
أشار مستشار الطاقة المتجددة الرئيس التنفيذي للأكاديمية العربية للطاقة المتجددة (اربرينا) إلى أن أكثر الدول استعمالًا للهيدروجين -حاليًا- هي الصين وأميركا ودول الشرق الأوسط والهند وأوروبا.
وسلّط الضوء على نجاح قطاع الهيدروجين في استقطاب استثمارات ضخمة حول العالم، مشيرًا إلى أنه في مايو/أيار عام 2022 بلغ عدد المشروعات نحو 1046 مشروعًا في أوروبا وآسيا وأميركا والعالم العربي مثل المغرب ومصر ودول الخليج، ولا سيما السعودية والإمارات وعمان.
وأوضح أن قيمة الاستثمارات قد بلغت -في ذلك الوقت- نحو 170 مليار دولار أميركي مقارنًة بـ320 مليار دولار أميركي في يناير/كانون الثاني عام 2023، أي بنسبة نمو بلغت نحو 35% خلال 8 أشهر فقط.
كما أكد أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تسريع مشروعات الهيدروجين الأخضر.
موضوعات متعلقة..
- سلطنة عمان تدرس مشروعًا للتزود بوقود الهيدروجين الأخضر
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يتصدر صفقات منتدى الدقم الاقتصادي
- سلطنة عمان تستثمر في شركة أميركية لإنتاج الهيدروجين الأخضر
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط تتراجع لليوم الرابع.. وخام برنت تحت 88 دولارًا
- 4 من عمالقة الطاقة في الخليج يوسعون استثماراتهم بقطاع الغاز
- أكبر 10 دول منتجة للطاقة الكهرومائية في العالم (إنفوغرافيك)
- انهيار واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بعد حرب غزة.. بالأرقام