التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةروسيا وأوكرانياطاقة متجددة

هل تدعم إعادة إعمار أوكرانيا خطط الطاقة النظيفة في أوروبا؟ (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الجيش الروسي هاجم البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا ضمن استهداف المدنيين
  • • يتوقع الخبراء أن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا ستتجاوز تريليون دولار
  • • قطاع التكنولوجيا في أوكرانيا استمر في النمو حتى خلال الحرب
  • • الطاقة النظيفة ستساعد على تعافي أوكرانيا ااقتصاديًا وخلق فرص العمل
  • • إزالة الكربون في أوكرانيا تسهم بتحقيق الأهداف المناخية الشاملة لأوروبا
  • • تعزيز صناعة الطاقة المتجددة في أوكرانيا سيساعد اقتصاد البلاد على النمو

يثير الحديث حول إعادة إعمار أوكرانيا تساؤلات حول دعم مسار تحول أوروبا إلى الطاقة النظيفة، وذلك في غياب فرص وشيكة لانتهاء الحرب الدائرة هناك، التي بدأتها روسيا في 24 فبراير/شباط 2022.

وقد هاجم الجيش الروسي البنية التحتية للطاقة في كييف، ما ترك العديد من الأوكرانيين دون تدفئة أو كهرباء خلال فصل الشتاء، بحسب مقال، من جزأين، للكاتب الصحفي غير المقيم لدى مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي (atlanticcouncil.org)، مارك تيمنيكي.

وتنطوي إعادة إعمار أوكرانيا على مكاسب شتى محليًا وإقليميًا ودوليًا، بعد الدمار الذي شهدَه مختلف مرافق البلاد، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويتوقع الخبراء أن تبلغ تكلفة إعادة إعمار كييف أكثر من تريليون دولار، وتتردد بعض الجهات الدولية بالاستثمار في هذا البلد المنكوب، بسبب ضبابية موعد انتهاء الحرب والمخاوف المتعلقة بالفساد، وهو الإرث المصاحب لماضي أوكرانيا في الحقبة السوفييتية.

على الرغم من هذه المخاوف، يبرز العديد من الأسباب التي تجعل المستثمرين الدوليين يرون إعادة بناء قطاع الطاقة في أوكرانيا بوصفها فرصة جديرة بالاهتمام، وفي حال نجاح هذه المساعي، يمكن لهذا البلاد أن تصبح مركزًا رائدًا يدعم تحوُّل الطاقة في أوروبا.

المقومات اللازمة للمستقبل

الكاتب الصحفي غير المقيم لدى مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، مارك تيمنيكي
الكاتب الصحفي مارك تيمنيكي – الصورة من الموقع الرسمي للمجلس

تتمتع أوكرانيا بالمقومات اللازمة لمستقبل مشرق ومزدهر، ويتميز سكانها بأعلى مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة والتحصيل العلمي في العالم.

في المقابل، تحظى المهن العلمية والهندسية والرياضية في أوكرانيا بتقدير كبير، واستمر قطاع التكنولوجيا في البلاد في النمو خلال الحرب.

وتمثّل قدرة كييف على الابتكار والتكيف أهمية بالغة في جهود إعادة الإعمار، ويتوقع بعض خبراء الصناعة أن تصبح أوكرانيا واحدة من أكثر المراكز ديناميكية في العالم للابتكار التكنولوجي بعد الحرب، وفقًا لمقالة حديثة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز.

واتضحت أهمية الابتكار الأوكراني خلال الغزو الروسي للبلاد، إذ نجح الفنّيون الأوكرانيون في تشغيل شبكات الكهرباء وسط حملات القصف الروسية المتكررة، بفضل التخطيط الاستباقي قبل الحرب لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية وإدارة الأزمات أيامَ الحرب.

على صعيد آخر، تسعى كييف إلى تنويع مواردها الاقتصادية والاستغناء عن الغاز الروسي، ما يخلق فرصة لإعادة تشكيل نظام الطاقة في البلاد، ودعم جهود التنويع الأكبر داخل الاتحاد الأوروبي.

من ناحية ثانية، أدت الإجراءات الطارئة إلى خفض الطلب على الغاز وزيادة الإنتاج المحلي، ما يعزز إمكان زيادة الصادرات في المستقبل.

ولا تعدّ كييف نفسها مجرد مورّد بديل للغاز الطبيعي إلى أوروبا، وتخطط البلاد لإعادة بناء نظام الطاقة لديها وفق الاعتبارات البيئية، ما يسمح لها بإنهاء اعتمادها على الغاز الروسي ومساندة تحول الطاقة في أوروبا.

وتشير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن أوكرانيا اتخذت الخطوات الأساسية في هذه المضمار، إذ نفّذت الإصلاحات اللازمة لزيادة دور قوى السوق اللازمة للاستفادة من المشروعات الخاصة بتحقيق التحول الأخضر في البلاد.

وإذا وفّر المستثمرون الغربيون التمويل لنظام الابتكار البيئي في أوكرانيا لدعم هذا التحول، فيمكنهم إنشاء مركز للطاقة النظيفة لأوروبا قادر على دعم جهود إزالة الكربون في جميع أنحاء القارة وخارجها.

مكاسب أوكرانيا وأوروبا

عند إعادة إعمار أوكرانيا، بعد الدمار الذي جلبه عليها استهداف روسيا المتعمد للبنية التحتية المدنية، فإن دمج برامج الطاقة الحديثة سيساعد البلاد في جهود التكامل الأوروبي.

وسيساعد التحول إلى الطاقة النظيفة على تعافي أوكرانيا اقتصاديًا وخلق فرص العمل، ومن شأن ذلك أن يعزز مواءمة الاقتصاد الأوكراني مع إستراتيجيات الطاقة النظيفة التي يتبنّاها الاتحاد الأوروبي، ما يساعد أوكرانيا في عملية اندماجها مع التكتل.

وستسهم إزالة الكربون في أوكرانيا بتحقيق الأهداف المناخية الشاملة لأوروبا، بحسب مقال، من جزأين، للكاتب الصحفي غير المقيم لدى مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي (atlanticcouncil.org)، مارك تيمنيكي.

وفي الوقت الذي تعمل فيه أوكرانيا على تنويع مزيج الطاقة لديها لتعزيز أمن الطاقة لديها، تنتهج القارة الأوروبية مسارًا مماثلًا للحدّ من اعتمادها على الغاز الروسي.

لذلك، يصبح من الضروري أن يتعاون الطرفان، ويدفع كل منهما الآخر نحو أنظمة الطاقة النظيفة، لضمان النجاح المتبادل، ويشمل ذلك الربط القوي بين أنظمة الكهرباء لدى الشريكين.

بالإضافة إلى إمكانات البلاد لتصدير الطاقة النظيفة عبر شبكة مترابطة، تمتلك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من معادن الطاقة النظيفة التي يمكن استعمالها بالتحول في أوروبا، وهذا من شأنه أن يساعد في تسريع عملية التحول في أوروبا، ويضع أوكرانيا في موقع يدعم سعي أوروبا من أجل استقلال الطاقة.

الطاقة النظيفة في أوروبا

منذ اندلاع "ثورة الكرامة" في أوكرانيا عام 2013، سعت البلاد إلى جني فوائد الشراكة مع الغرب، وقد حدّ تراجع الاقتصاد الأوكراني وقضايا الفساد المستمرة من قدرة أوكرانيا على المساهمة في المشروع الأوروبي الأطلسي.

وبعد سنوات من الإصلاحات، أصبحت أوكرانيا في وضع يسمح لها بأن تصبح جزءًا مهمًا من الأسرة الأوروبية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وهنا تبرز الحاجة إلى تدابير إضافية لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، التي يمكن أن تساعد أوكرانيا على تحقيق المعايير الأوروبية للحكومة، وستشجع هذه السياسات بدورها المستثمرين الدوليين على مزيد من الاهتمام بأوكرانيا، وزيادة دعم قطاع الطاقة الأوكراني.

القوات الروسية تحاصر المرافق الأساسية للكهرباء في أوكرانيا
القوات الروسية تحاصر المرافق الأساسية للكهرباء في أوكرانيا - الصورة من فرانس 24

وسيساعد تعزيز صناعة الطاقة المتجددة في أوكرانيا اقتصاد البلاد على النمو، لأنه سيخلق المزيد من فرص العمل، وسيسمح للأوكرانيين بمشاركة معارفهم وخبراتهم مع أوروبا، وهذا بدوره سيساعد أوروبا في مسارها نحو أهدافها المناخية، مع دور أوكرانيا المباشر في هذه الجهود.

الاستفادة من التجارب السابقة

بعد الحرب العالمية الثانية، تعرضت ألمانيا واليابان للدمار بسبب سياساتهما الإمبريالية، وعلى الرغم من الانتهاكات التي ارتكبها كلا البلدين، اختار المجتمع الدولي الاستثمار في الدولتين وإعادة بنائهما.

وأُعيد إعمار البنية التحتية الألمانية واليابانية وتحديثها، ما وفّر العديد من فرص العمل والنمو الاقتصادي، واستغرق الأمر بعض الوقت، وبعد مرور 70 عامًا، أتت هذه الجهود بثمارها.

ويشكّل هذان البلدان، حاليًا، جزءًا من مجموعة الـ7، وهي مجموعة من أكبر الاقتصادات في العالم، بحسب مقال للكاتب الصحفي غير المقيم لدى مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي (atlanticcouncil.org)، مارك تيمنيكي.

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا واليابان تُعدَّان من بين أكبر 10 دول تصنيعية على مستوى العالم، وقد صنّف تقرير إخباري أميركي حديث اليابان في المرتبة الأولى وألمانيا في المرتبة الخامسة من حيث الخبرة التكنولوجية العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق