تقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة المتجددة قد تؤمن 80% من الكهرباء في أوكرانيا بحلول 2050 (تقرير أممي)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • توليد 80% من الكهرباء في أوكرانيا من الطاقة المتجددة بحلول 2050
  • اتجاه قوي لاستعمال المصادر المتجددة واستبدالها بالوقود الأحفوري
  • يستحوذ الوقود الأحفوري على 70% من إمدادات الطاقة في أوكرانيا
  • تحتاج أوكرانيا إلى إعادة تأسيس بنية تحتية قوية للكهرباء
  • هبط الطلب على الكهرباء بنسبة 40% بحلول أكتوبر من عام 2022

تبرز الطاقة المتجددة في أوكرانيا بوصفها الشماعة التي تعلّق عليها البلاد آمالها في توليد الكهرباء النظيفة المُستدامة، رغم ما تعانيه البلاد من ويلات الحرب التي دمرت معظم البنية التحتية للطاقة.

ويتجه الاقتصاد الأوكراني إلى تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، واستبدالها بالوقود الأحفوري، درءًا لأيّة أزمة طاقة محتملة، أو حتى أيّ صدمات أخرى خارجية في المستقبل.

وفي سيناريو باعث على الأمل، من الممكن أن تُسهم مصادر الطاقة المتجددة في أوكرانيا -الشمس والرياح والمياه- في توليد نحو 80% من إجمالي الكهرباء في البلاد بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، حسبما خلصت إليه نتائج تقرير حديث صادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا "يو إن إي سي إي".

وفرضت الحرب في أوكرانيا مسألة إعادة إعمار عاجلة، وكذلك إعادة تأسيس منظومة الطاقة بها، بعد أن تسببت تلك الحرب في معاناة شديدة للسكان، ونتج عنها تدمير واسع للبنية التحتية، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

الوقود الأحفوري يتصدر

تعتمد أوكرانيا اعتمادًا كبيرًا على مصاد الوقود الأحفوري، التي استحوذت على قرابة 70% من إمدادات الطاقة الرئيسة لديها في عام 2020.

وقاد الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي اندلعت شرارته الأولى في 24 فبراير/شباط (2022)، إلى احتلال موسكو محطة زابوريجيا النووية، ووضع أيديها على 44% من إمكانات الطاقة الحرارية في البلاد، وتدمير البنية التحتية للكهرباء، ما نتج عنه هبوط حادّ في إجمالي إمدادات الطاقة.

وهبط الطلب على الكهرباء في أوكرانيا بنسبة 40% بحلول أكتوبر/تشرين الأول (2022).

محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا
محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا -الصورة من رويترز

الحياد الكربوني

من الممكن أن تدعم الطاقة المتجددة أوكرانيا في مسارها نحو تحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وفي هذا الخصوص، قالت الأمينة العام التنفيذية لـ"يو إن إي سي إي" أولغا ألغايروفا: "هذا التقرير يستهدف وضع خريطة طريق لصنّاع السياسة والمستثمرين، ويقدّم رؤى وتوصيات لتحوّل الطاقة في أوكرانيا".

وأوضحت ألغايروفا:"ستواصل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا التعاون الوثيق مع الحكومة الأوكرانية، والمنظمات الدولية، والشركات، في جهود إعادة الإعمار والتعافي من أجل مستقبل مستدام لأوكرانيا، بما يتّسق مع تعهدات المناخ العالمية".

ويستلزم تحقيق الحياد الكربوني تحولاً جذريًا، من بين ذلك التخلص التدريجي من مصادر الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة، وإدخال تحسينات ضخمة على كفاءة الطاقة، والاستفادة من الطاقة الحيوية.

وتَزيد حاجة الاقتصاد الأوكراني للكهرباء عن متوسط مثيلتها في بلدان الاتحاد الأوروبي بما يتراوح بين 3-4 مرات، مدفوعة في ذلك بالطلب الصاروخي على أغراض التدفئة المنزلية، والهيكل الصناعي الذي يتركز في العاصمة كييف، والأنشطة التي تتطلب كميات هائلة من الكهرباء، وإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة نتيجة عقود من تراجع الاستثمارات.

وعبر إدخال تحسينات على كفاءة الطاقة وتوليد الكهرباء، من الممكن أن تقلّص أوكرانيا نمو الطلب، وتخفض كثافة الطاقة بنسبة تصل إلى 60% بحلول عام 2050.

إزالة الكربون

تمثّل جهود إزالة الكربون في جميع القطاعات ركيزة أساسية لتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ويقدّر تقرير "يو إن إي سي إي" إمكان خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري في أوكرانيا بنسبة 93% في قطاع النقل، و 97% في القطاع الصناعي، ونحو 100% في المباني، بحلول عام 2050.

ومن الممكن أن تقود جهود إزالة الكربون الموسّعة إلى مضاعفة الطلب على الكهرباء.

وعلاوة على ذلك، فإن التحول إلى نظام طاقة حيادي الكربون من شأنه أن يُعزز مرونة منظومة الكهرباء في أوكرانيا، ويدعم استقلاليتها.

ووضع التقرير سيناريو التحول صوب مصادر الطاقة المتجددة، والتقنيات منخفضة الكربون، والتي ستجعل أوكرانيا مكتفية ذاتيًا في الكهرباء، بنسبة 98% -تقريبًا- بحلول عام 2050.

ولن يسهم هذا التحول في تعزيز أمن الطاقة فحسب، ولكنه سيخفف من آثار أزمات الطاقة الإقليمية والعالمية في البلد الذي مزّقته الحرب.

محطة طاقة شمسية دُمرت في قصف روسي
محطة طاقة شمسية دُمرت في قصف روسي -الصورة من بي في ماغازين

استثمارات ضخمة مطلوبة

سيتطلب تحقيق تلك الأهداف الطموحة زيادة في الاستثمارات السنوية بواقع 30 مليار يورو سنويًا (نحو 33 مليار دولار أميركي)، أو ما يعادل نسبته نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050، عبر مختلف القطاعات، من بينها النقل والمباني السكنية والصناعة وتوليد الكهرباء ومصادر الطاقة المتجددة.

(اليورو = 1.10 دولارًا أميركيًا).

وسيحتاج قطاع الطاقة -بمفرده- استثمارات تلامس قيمتها 9.5 مليارات يورو سنويًا، مع الحاجة لضخّ استثمارات إضافية في البنية التحتية للكهرباء، مثل شبكات الكهرباء وشبكات التدفئة وخطوط أنابيب الغاز.

بالإضافة إلى ذلك، تبرز أهمية منح أولوية للاستثمارات في أجهزة المستعمل النهائي النظيفة والفاعلة، بجانب مضاعفة الاستثمارات بواقع 3 مرات في توليد الكهرباء، لا سيما في البطاريات، والطاقة الحيوية والرياح وتقنيات الطاقة الشمسية، بما يحقق في النهاية أهداف الحياد الكربوني.

يُشار إلى أن تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا قد بنى تلك النتائج على فرضية استعادة أوكرانيا لأراضيها المحتلة كافة من قبل روسيا، واستردادها كذلك جميع منشآت الكهرباء سواء المحتلة أو المتضررة بفعل آلة الحرب بحلول عام 2025.

غير أن التقرير لم يأخذ في الحسبان واردات وصادرات الهيدروجين والميثان الحيوي أو أيّ أنواع أخرى من الوقود الأخضر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق