عرقاب: الجزائر لن تتخلى عن الغاز.. ومشروعات ضخمة لتصدير الكهرباء
الجزائر: عماد الدين شريف
أكد وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب أن بلاده لن تتخلى عن الاستثمار في الغاز، كونه الوقود النظيف والجسر المُوصِل لتحقيق التنمية المستدامة.
وقال خلال مشاركته اليوم الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول (2023) في أعمال النسخة الخامسة ليوم الطاقة الجزائري الألماني -الذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة-، إن انتقال الطاقة لا يعني بالضرورة التخلّي عن الغاز الطبيعي.
وأضاف عرقاب أنّ الجزائر استثمرت كثيرًا في التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما، وعملت على تطوير بُنيتها التحتية لضمان أمن الطاقة، والمساهمة في تلبية الطلب العالمي، ومن أجل تأمين استدامة هذه الاستثمارات كان لزامًا أن تكون هناك رؤية واضحة لتطورات الطلب العالمي، ومعرفة جيدة لمتطلبات السوق لتأمين الطلب على الطاقة بصفة موثوقة على المدى الطويل.
استثمارات النفط والغاز
أشار الوزير الجزائري إلى أن تأثيرات التغيرات الجيوسياسية الحالية، والمساعي لاعتماد سياسات طموحة في مجال الحدّ من الانبعاثات غازية الدفيئة بحلول 2050، أدت إلى تقلّص أسواق وتدفقات الطاقة.
واعترف محمد عرقاب بتراجع الاستثمارات البينية في مجال الصناعة النفطية الغازية، ما يؤثّر في أمن الطلب العالمي المتزايد على الطاقة في المستقبل.
يقول الوزير الجزائري: إن "هذه الوضعية تفرض ضرورة مواصلة إنتاج الطاقة الأحفورية، خاصة الغازية منها، وفقًا لقواعد صارمة من أجل تقليل التأثير على النظم البيئية والحدّ من الانبعاثات الغازية من جهة، ومن جهة أخرى الاستثمار أكثر فأكثر في الطاقات الجديدة والمتجددة لضمان الأمن والانتقال الطاقي".
وأضاف -في التصريحات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة- أن هذه المعطيات تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الشركاء، وحوارًا مستمرًا بين كل الجهات الفاعلة، "إذ تؤدي الشراكة والتعاون الدولي دورًا مهمًا، وخاصة الشراكة الألمانية التي نفتخر الآن بتجسيدها، ونعمل جاهدين على إعطائها الديناميكية اللازمة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة".
الطاقة في الجزائر
أوضح محمد عرقاب أنّ سياسة الطاقة في الجزائر ترتكز على الأمن والانتقال الطاقي في إطار التنمية المستدامة، وهو ما يتطلب مجموعة عوامل هي تنويع المزيج الطاقي، وتعزيز كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك الطاقي، والإسهام في الجهود العالمية للحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ.
وأشار إلى أنّ بلاده تهدف إلى رفع مساهمة الطاقة المتجددة في الجزائر إلى 30% من مزيج الكهرباء الوطني بحلول عام 2035، من خلال برنامج طموح لتطوير الطاقات المتجددة بقدرة 15 ألف ميغاواط، منها 2000 ميغاواط قيد الانطلاق.
وأوضح محمد عرقاب أنّ الجزائر تعمل على تعزيز بنيتها التحتية للنقل الكهربائي، وتعمل على إنشاء شبكة الربط الكهربائي مع جيرانها، خاصة الدول الأفريقية، بالإضافة إلى تجسيد خط يربط الجزائر بأوروبا، لتصدير الطاقة النظيفة والمتجددة إليها.
ودعا الوزير الشركات والمؤسسات الألمانية إلى المشاركة في هذا النهج، ودعم المشروع الذي سوف يسمح بتأمين الربط الكهربائي على المستوى الإقليمي والدولي، كما سيسمح بتسريع عملية الانتقال الطاقي والتقليل من البصمة الكربونية.
وأضاف أن بلاده مُلزَمة بخفض انبعاثات غازات الدفيئة عن طريق وضع تدابير وإجراءات لرصد ومراقبة الانبعاثات، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين.
تخزين الكربون
كشف وزير الطاقة محمد عرقاب عزم شركة سوناطراك تنفيذ مشروع عملاق لتخزين الكربون في الجزائر، باستثمارات تصل إلى مليار دولار، بما يدعم خطط البلاد لخفض الانبعاثات.
وقال، إن إطلاق مشروع يهدف لتخزين طبيعي للكربون من خلال غرس 420 مليون شجرة على مدى 10 سنوات، باستثمار يُقدَّر بمليار دولار.
يهدف مشروع تخزين الكربون في الجزائر الذي ستنفّذه شركة سوناطراك إلى دعم أهداف البلاد بخفض انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح من 7 إلى 22% بحلول عام 2030، وخفض الحجم الإجمالي للغاز المحترق إلى أقلّ من 1%.
وأشار عرقاب إلى أنّ الجزائر منفتحة على شركائها الألمان لتعزيز التعاون التقني والتكنولوجي، وبذل كل الجهود للحدّ من انبعاثات غاز الميثان، مع وجوب الاستعمال الأمثل للميثان المسترجع من أجل إعادة تثمينه واستغلاله في السوق الداخلية أو تصديره.
الهيدروجين في الجزائر
شدد عرقاب على أنّ تطوير الهيدروجين الأخضر أحد الأهداف الأولية للحكومة الجزائرية، موضحًا أنّ بلاده تمتلك مؤهلات وقدرات كبيرة تسمح لها أن تكون فاعلًا إقليميًا رئيسًا في هذا المجال، وتحقيق هدف جعل الهيدروجين ناقلًا إستراتيجيًا، احترامًا منها لالْتزاماتها المناخية، وبرنامجها من حيث التحول الطاقوي.
وقال: "إن البحث والتنقيب عن المواد النادرة وإنتاجها يُعدّ أيضًا من بين المحاور المهمة لإستراتيجيتنا، لا سيما تلك المستعمَلة في تقنيات تخزين الكهرباء، مثل: الليثيوم والزنك والمعادن النادرة"، حسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُدرَس حاليًا إمكان القيام مشروعات تجريبية علمية للتحكم في سلسلة قيمة إنتاج الهيدروجين بأكملها، ومن بين هذه المشروعات مشروع بقدرة 50 ميغاواط لإنتاج الهيدروجين الأخضر بدعم من الحكومة الألمانية.
وأكد محمد عرقاب أنّ الجزائر تعدّ شريكًا مميزًا لألمانيًا في تطوير تكنولوجيات الطاقة المستدامة بفضل مواردها الطبيعية الوفيرة، وموقعها الجغرافي الإستراتيجي المتميز.
وقال، إن بلاده تطمح إلى إقامة شراكة استثنائية مع ألمانيا في مجال الطاقة، والعمل على بناء شراكة حقيقية وقوية، تتجاوز التبادلات التجارية، ذكر أنّ فوائدها ستكون مفيدة لكلا الطرفين.
موضوعات متعلقة..
- إمكانات الطاقة في الجزائر تفتح شهية أوروبا.. الهيدروجين والربط الكهربائي بالمقدمة
- قطاع الطاقة في الجزائر.. 5 أرقام تهدد المصدر الرئيس للدخل (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- ماذا لو أُغلقت حقول الغاز الإسرائيلية؟.. مصر والأردن وأوروبا في خطر (تحليل)
- المقاطعة النفطية عام 1973.. رسالة حاسمة من السعودية.. ودولتان ترفضان المشاركة
- أوبك تتوقع وصول الطلب على النفط إلى 116 مليون برميل يوميًا بحلول 2045
العبد الكرغولي لا زال يحلم في عز الظهر
يقول الشاعر
كرغوليا كرغوليا استيقظي
الم تسأمي قدم ولد الحركي