سوق معدات إنتاج الهيدروجين في الهند تلامس 50 مليار دولار بحلول 2030 (تقرير)
محمد عبد السند
- ازدهار سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند
- سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند مؤشر على رواج صناعة الهيدروجين الأخضر
- توقعات بأن تلامس قيمة سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند ما يتراوح بين 45 و50 مليار دولار بحلول 2030
- تبلغ قيمة سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند 9 مليارات دولار
- تستهدف الهند تعزيز سعة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى 5 ملايين طن متري على الأقلّ
تبرهن الانتعاشة الملحوظة التي تشهدها سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند على التقدم الكبير الذي تحرزه نيودلهي لتعزيز سعة إنتاج هذا الوقود النظيف، بفضل السياسات الحكومية الداعمة لتلك الصناعة التي يُعول عليها في تغطية جانب كبير من الطلب المتنامي على الكهرباء النظيفة بالبلد الأكثر تعدادًا للسكان في العالم.
وتمضي الهند بقوة في مسار إنتاج الهيدروجين الأخضر، مدعومةً بتوافر موارد الطاقة المتجددة؛ إذ تُنتِج البلاد 62 غيغاواط من الكهرباء من الطاقة الشمسية، و42% من طاقة الرياح، بحسب تقديرات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الإطار، توقّع تقرير حديث أن تلامس قيمة سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند ما يتراوح بين 45 و50 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بحسب ما أوردته صحيفة إيكونوميك تايمز Economic Times.
ويشتمل تقييم سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند على جميع الأجهزة المستعملة في محطة إنتاج الهيدروجين، من بينها المحلل الكهربائي ومعدّات موازنة الوحدة، والتي يمكن نشرها في الهند، وتصديرها من الأخيرة إلى مناطق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا؛ ما يُسهم في تحويل نيودلهي إلى مركز إقليمي لسلاسل الإمدادات الخاصة بمشروعات الهيدروجين الأخضر في المستقبل.
وموازنة الوحدة هو مصطلح يُستعمَل في مجال هندسة الطاقة للإشارة إلى جميع المكونات والأنظمة المساعدة في محطات الكهرباء واللازمة لتوصيل تلك السلعة، ولا يُقصد به الطاقة نفسها، بل المكونات والأنظمة الموصلة لها، من بينها المحولات، وهياكل الدعم والتثبيت المتعددة.
موازنة تنافسية
طالب التقرير، الذي يحمل اسم "خدمات ومعدّات إنتاج الهيدروجين" الصادر عن تحالف الهيدروجين الهندي (آي إتش 2 إيه)، الهند بضرورة الاستفادة القصوى من ميزانيتها التنافسية في التصنيع والتصميم الهندسي، من أجل بناء مركز إقليمي لسلسلة الإمدادات الخاصة بسوق معدّات إنتاج الهيدروجين.
وتبلغ قيمة سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند 9 مليارات دولار، بناءً على الرقم المقدّر للمحطات المحلية البالغ عددها 135 بحلول عام 2030، بسعة محلل كهربائي قدرها 6.8 غيغاواط؛ ما يُنتِج هيدروجينًا أخضر بسعة مليون طن متري، تُوجّه كلها للأغراض الصناعية، وفق التقرير الذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح التقرير أن مشروعات الهيدروجين الأخضر البالغ عددها 235 من الممكن أن تتفاوت من حيث السعة الإنتاجية؛ إذ تتراوح بين 10 ميغاواط و20 ميغاواط، ثم 50 ميغاواط، ثم 100 ميغاواط، باستعمال تقنيات تحليل كهربائي مختلفة بنطاقات مختلفة، مع استعمال المولدات، ومولدات البخار لاستعادة الحرارة، وحلول أنظمة التحكم في الغلايات، والمعدّات والمكونات الميكانيكية والكهربائية المساعدة والإضافية.
سعة إضافية
يشير التقرير إلى أن هناك رؤية متفائلة لإضافة سعة محلل كهربائي أخرى قدرها 3.4 غيغاواط، ما يضيف بدوره 4.5 مليارات دولار إلى سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند خلال المدة ذاتها.
وقال التقرير: "الهند لديها القدرة على أن تصبح مركزًا لسلسلة إمدادات إقليمية لمحطات الهيدروجين".
وقال الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة تشارت إنداستريز Chart Industries العضو المؤسس لتحالف الهيدروجين الهندي جيل إيفانكو: "هذه فرصة ذهبية تتطلب منا مواصلة ضخ الاستثمارات في تصنيع أجهزة التحليل الكهربائي ومعدّات موازنة الوحدة".
وأضاف أن مطوري المشروعات وشركات تصنيع معدّات إنتاج الهيدروجين الكبرى ينتظرون سماع أنباء سارّة من الحكومة بشأن المشروعات القديمة، قبل أن يلتزموا بضخّ استثمارات رأسمالية كبيرة.
وتابع: "فرصة توفير سوق معدّات إنتاج الهيدروجين في الهند التي تتراوح قيمتها من 45 إلى 50 مليار دولار قابلة للتحقيق، ومن الممكن أن تحول تلك الفرصة الهند إلى مركز إقليمي لسلسلة الإمدادات وتطوير الاقتصاد القائم على الهيدروجين الأخضر".
هدف طموح
قال العضو المنتدب في مؤسسة إف تي آي كونسالتينغ، رئيس أمانة تحالف الهيدروجين الأخضر، أمريت سينغ ديو، إن سوق صادرات معدّات موازنة الوحدة أكبر من سوق أجهزة التحليل الكهربائي.
وأشار إلى أنه ينبغي أن تركّز الهند على أن تصبح المورد المفضل لمعدّات إنتاج الهيدروجين إلى جميع مشروعات الهيدروجين في المنطقة على مدار العقد المقبل.
وتقلّ إمكانات صادرات معدّات إنتاج الهيدروجين الإقليمية عن 34 مليار دولار، مع أجهزة تحليل كهربائي مصنّعة محليًا تُصدَّر إلى 540 مشروًعا عبر مناطق آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا.
وسبق أن كشفت الهند النقاب عن خطط لتصبح مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مستهدفةً إنتاج 5 ملايين طن سنويًا من هذا الوقود النظيف بحلول عام 2030.
وفي يناير/كانون الثاني (2030)، وافقت الهند على خطط تحفيزية شاملة بقيمة ملياري دولار للترويج لمشروعات الهيدروجين الأخضر.
دعم حكومي مطلق
من المتوقع أن تمضي الهند في مسار دعم زيادة الطلب على الهيدروجين الأخضر، عبر منح سلسلة من الحوافز والإعانات للّاعبين في هذا القطاع النظيف.
وتشتمل إستراتيجية مهمة الهيدروجين الوطنية الصادرة في مطلع العام الجاري (2023) على المعالم الرئيسة لتطوير قدرات الصناعة، بما يُسهم في تقليص الانبعاثات الكربونية وتقليل تكلفة واردات الوقود الأحفوري.
وفي هذا الخصوص، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الهندي راج كومار سينغ، إن نيودلهي تستهدف خفض واردات الوقود الأحفوري بواقع 12 مليار دولار في المجمل بحلول عام 2030، عبر السعي لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في مهمة الهيدروجين، بتصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المرجّح أن يؤدي إنتاج الهيدروجين الأخضر واستهلاكه في الهند إلى التخلص من نحو 50 مليون طن متري من انبعاثات الكربون، بحسب تصريحات سابقة للوزير.
وتستهدف الهند تعزيز سعة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى 5 ملايين طن متري على الأقلّ بحلول نهاية العقد الجاري 2030، علمًا بأنه يُتوقع أن يلامس الطلب السنوي على الهيدروجين الأخضر 2.85 مليون طن متري سنويًا بحلول المدة ذاتها.
في غضون ذلك، تسعى الحكومة لجعل الهند مصدّرة رئيسة للهيدروجين الأخضر، وتغطية 10% من الطلب العالمي للأسواق المستهدفة.
موضوعات متعلقة..
- 56 مليار دولار تفصل بين الهيدروجين الأخضر في الهند والعالمية (تقرير)
- الهيدروجين الأخضر في الهند يسيِّر السفن لأول مرة بحلول 2035
- الهيدروجين الأخضر في الهند يصل إلى منشآت الجيش
- جنرال إلكتريك ترسم ملامح سياسة الهيدروجين الأخضر في الهند
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقات النفط والغاز في العالم منذ 2001.. أرامكو بالقائمة (إنفوغرافيك)
- أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أوروبا تدخل حيز الخدمة
- قناة السويس ترفع رسوم عبور ناقلات النفط والغاز 15%
- 9 خبراء لـ"الطاقة": أسعار النفط قد ترتفع إلى 100 دولار مع تطورات حرب غزة