التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةغازنفط

هجمات الطائرات المسيرة تهدد البنية التحتية للطاقة

منطقة الشرق الأوسط وأوروبا تزخر بمنشآت طاقة مكشوفة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • روسيا وجهت ضربات متكررة إلى إمدادات الكهرباء في أوكرانيا، خصوصًا في الشتاء الماضي
  • في سبتمبر/أيلول الماضي، دمرت انفجارات 3 من أصل 4 خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم
  • حقل تمار يوفر ما يقرب من نصف إنتاج إسرائيل من الغاز
  • عادةً ما يكون تأثير هجمات الطائرات المسيّرة بمنشآت الطاقة سياسيًا بشكل أكبر

تمثّل هجمات الطائرات المسيرة (طائرات دون طيّار) تهديدًا متزايدًا للبنية التحتية الحيوية للطاقة، وإمدادات المستهلكين، وتتيح تقنية هذه الطائرات اليوم إمكان التحليق لمسافات مختلفة، وعلى ارتفاعات متفاوتة، وهي قادرة على العمل في جميع الأوقات والظروف المناخية.

ومع قيام إسرائيل بإغلاق حقل غاز تمار البحري، أصبح انتشار المُسيَّرات وصواريخ كروز الموجهة يهدد الجنود ومواقع الإنتاج التي توفر إمدادات الطاقة بأنواعها.

وبرز -مؤخّرًا- دور الطائرات المسيرة التركية المتواضعة ورخيصة الثمن، وتجلّى في انتصار أذربيجان السريع على أرمينيا في سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2020، وفي مجال الطاقة، أثبتت هذه الأسلحة قدرتها في أوقات سابقة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

هجمات الطائرات المسيرة على المنشآت النفطية

تشير التجارب المكتسبة من اشتباكات مثل الحرب العراقية الإيرانية، عندما قصف الجانبان حقول النفط والمصافي والمحطات، إلى أن أهداف الطاقة -الصغيرة نسبيًا- كان من الصعب إلحاق الضرر بها بصواريخ غير موجهة غير دقيقة، أو بطائرات كانت عرضة للاعتراض.

وفي سبتمبر/أيلول 2019، ضربت الطائرات المسيرة وصواريخ كروز منشأة بقيق لمعالجة النفط وحقل خريص النفطي في المملكة العربية السعودية، بعيدة عن الرادار ونظام صواريخ باتريوت الدفاعي.

وأعلنت قوات الحوثيين مسؤوليتها عنها في اليمن، ومن المرجّح أن تلك الطائرات آتية من إيران أو من الجماعات المرتبطة بها في العراق.

وتسببت الضربات في توقّف مؤقت لإنتاج 5.7 مليون برميل يوميًا من النفط. وعولجت المواقع بعناية لتجنّب حدوث أضرار دائمة كبيرة، وتمكنت المملكة العربية السعودية من استعادة قدرتها الكاملة في غضون أسابيع قليلة، حسبما نشرته صحيفة ذا ناشونال الإماراتية (thenationalnews).

وكان التأثير الأبرز للضربات سياسيًا؛ ما يدل على قدرة إيران بالتسبب في تعطيل شديد لمنشآت الطاقة المهمة لكبار مصدّري النفط، ومستهلكيه العالميين.

دور الطائرات المُسيَّرة في الحرب الروسية الأوكرانية

برز دور الطائرات المُسيَّرة مرة أخرى في الحرب الروسية الأوكرانية، وليس فقط على الخطوط الأمامية، ووجهت روسيا ضربات متكررة إلى إمدادات الكهرباء في أوكرانيا، خصوصًا في الشتاء الماضي؛ بهدف تعطيل الاقتصاد وتحطيم الروح المعنوية.

وردّت أوكرانيا بسلسلة من الهجمات الغامضة والانفجارات غير المبررة إلى حدّ ما في مصافي التكرير ومستودعات الوقود ومحطات الكهرباء الروسية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الطائرات المسيّرة ليست جوية فقط، فقد ابتكرت أوكرانيا طائرات مُسيَّرة بحرية، استُعمِلت في سلسلة من الهجمات على الأسطول الروسي في البحر الأسود، وجسر كيرتش المؤدي إلى شبه جزيرة القرم، وعلى ناقلات النفط، في أغسطس/آب.

تدمير خطوط أنابيب الغاز

في سبتمبر/أيلول الماضي، دمّرت انفجارات 3 من أصل 4 لخطَّي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 الممتدين من روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق.

وقد أُلقي اللوم على جميع المشتبه بهم، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا أو الجماعات الموالية لأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ولكن لم يظهر أيّ دليل.

وفي يوم الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول، تعطَّل خط أنابيب آخر لغاز البلطيق بين فنلندا وإستونيا بسبب انفجار واضح، تلقي فنلندا باللوم فيه على "نشاط خارجي".

وعلى الرغم من أن تنفيذ هذا الأمر أو التخريب في "نورد ستريم" لم يجرِ بوساطة طائرات مُسيَّرة، فمن المرجح أن تكون المتفجرات التي زرعها الغواصون أو الغواصات الصغيرة أو المركبات التي تُشَغَّل عن بعد من السفن، حسبما نشرته صحيفة ذا ناشونال الإماراتية (thenationalnews).

وتُظهر هذه العمليات مدى ضعف الشبكة متزايدة الانتشار من خطوط الأنابيب تحت سطح البحر وخطوط الكهرباء والألياف الضوئية، التي تنمو نتيجة لاندماج الشبكات وتطور مزارع الرياح البحرية.

جنود إسرائيليون يقومون بإعداد طائرات مُسيَّرة مسلحة بالقرب من غزة
جنود إسرائيليون يقومون بإعداد طائرات مُسيَّرة مسلحة بالقرب من غزة – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

الهجمات على حقول الغاز الإسرائيلية

في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس، أغلقت إسرائيل حقل غاز تمار المهم، الذي يمكن رؤية منصة إنتاجه من غزة في يوم صحوٍ، وكان هذا على ما يبدو إجراءً احترازيًا.

وتقع المنشآت الخاصة بحقلي الإنتاج الإسرائيليين الآخرين، ليفياثان وكاريش، إلى الشمال بالقرب من الحدود البحرية اللبنانية.

وأُغلِق حقل تمار لمدة وجيزة خلال اضطرابات مايو/أيار 2021، وإن كانت أقلّ خطورة، وزعم الجيش الإسرائيلي أنه أحبط هجومًا بغواصة مُسيَّرة من غزة على حقل تمار، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي يوليو/تموز 2022، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه أسقط 3 طائرات استطلاع مسيَّرة أطلقها حزب الله باتجاه سفينة الإنتاج العائمة كاريش.

وفي يوم السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول، أشارت تقارير غير رسمية إلى أن بئر قانا -الذي يحظى بمتابعة كبيرة، وتقوم شركة توتال إنرجي الفرنسية بحفره في لبنان فوق الخط الحدودي- قد فشل في العثور على الغاز.

وما يزال يتعين تأكيد ذلك، ولكن إذا كان صحيحًا، فإنه سيُضعف الحافز لدى حزب الله لتجنُّب استهداف البنية التحتية للطاقة الإسرائيلية خوفًا من الانتقام.

ويوفر حقل تمار ما يقرب من نصف إنتاج إسرائيل من الغاز، ويسهم في صادراتها إلى الأردن ومصر، وفي المقابل، كانت مصر بصدد استئناف صادرات الغاز المسال، ما يساعد على إمداد أوروبا.

وفي الوقت الحالي، لا يوجد سبب لتوقّع إطالة أمد الإغلاق، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فسيؤدي ذلك إلى تضييق إمدادات الغاز العالمية مع اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.

وارتفعت أسعار الغاز الأوروبية بأكثر من النصف منذ يوم السبت الماضي، ويرجع ذلك في الغالب إلى تمزُّق خط أنابيب البلطيق.

مزايا الطائرات المسيَّرة

تتميز الطائرات المُسيَّرة بالعديد من المزايا، ويمكن أن تكون رخيصة وبسيطة، وفي حدود قدرة الدول الأضعف أو الأكثر فقرًا، فضلًا عن المجموعات غير الحكومية، ولذلك يمكن إنكارها، ما يجعل من الصعب على الهدف معرفة من سينتقم وطريقة الانتقام.

ويمكن لهذه الطائرات أن تطغى على الدفاعات التقليدية باهظة الثمن بمزيج من الأعداد وعدم القدرة على اكتشافها، وتَحول دون تعريض مستعمليها للأذى المباشر.

وتتمثل نقطة ضعفها الرئيسة في الاعتماد على أنظمة تحديد المواقع (جي بي إس) والاتصالات من المشغّلين البشريين، التي يمكن حظرها عن طريق التدابير الإلكترونية.

وقد يختفي ذلك مع انتشار طائرات مُسيَّرة صغيرة الحجم وأسراب مستقلة بالكامل، وتُعدّ هجمات الطائرات المُسيَّرة أكثر فعالية مقارنة بالصواريخ الموجهة والقنابل، والحرب السيبرانية، والقوات البرية التقليدية، والتوجيه المضلل.

بالإضافة لذلك، تزخر منطقة الشرق الأوسط وأوروبا ببنية تحتية مكشوفة للطاقة، ومن الممكن تعزيز الدفاعات وتقوية الأنظمة الحيوية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق