أنس الحجي: النفط الصخري الأميركي غيّر العالم.. وهكذا ينافس الخليج
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن النفط الصخري الأميركي بدأ استخراجه بعد الغاز الصخري في الولايات المتحدة بنحو 5 سنوات، ومنذ ذلك الوقت تغيّر العالم.
وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة" على مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قدّمها بعنوان "انخفاض إنتاج النفط الصخري الأميركي وآثاره في السعودية وباقي دول أوبك"- أن تقنية التكسير المائي نجحت في استخراج النفط بأميركا خلال عام 2010، وذلك بعد استخراج الغاز في 2005.
وأضاف: "تمكّن النفط الصخري الأميركي من تغيير العالم، لأنه الآخر -وفق أحدث البيانات- وصل إنتاجه إلى أعلى مستوى له منذ اكتشاف الإنتاج الأميركي، إذ يتجاوز حاليًا حاجز الـ8 ملايين برميل يوميًا".
ثورة النفط الصخري
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن إنتاج النفط الصخري الأميركي تجاوز صادرات النفط السعودي، أي أنه تمكن من إحداث ثورة عالمية في عالم النفط وإنتاجه وتجارته.
وتابع: "للأسف استهان بعض الكتّاب في الإعلام الخليجي بالموضوع على مر السنوات، ولم يدركوا هذا الموضوع نهائيًا، والمؤسف في الأمر أن كل من كتب فيه تقريبًا -عدا شخصًا واحدًا فقط- لم تطأ قدماه النفط الصخري، أو يرَ أي حقول صخرية في حياته".
وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن إنتاج النفط الصخري زاد بصورة كبيرة، لدرجة أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، بعد أن كانت تستورد كميات كبيرة منه، إذ إنها كانت تستورد 13 مليون برميل، الآن تستورد 7 ملايين فقط.
وأضاف: "الولايات المتحدة الآن أكبر منتج للغاز في العالم، كما أنها أكبر منتج ومصدّر للغاز المسال في العالم، مع أنها كانت في الأصل من الدول المستوردة، وكل مشاركاتها مع قطر كان هدفها أخذ الغاز القطري إلى أميركا، ولكن الآن انقلبت الآية بالكامل".
لذلك -وفق الحجي- فإن ثورة الصخري غيّرت كل الاتجاهات الموجودة في عالم النفط والغاز للاتجاه المعاكس، لدرجة أن ارتفاع أسعار النفط بصورة كبيرة أصبح يفيد الولايات المتحدة أكثر مما يؤذيها.
ولفت إلى أنه -تاريخيًا- قبل ثورة النفط الصخري الأميركي كان أي ارتفاع في الأسعار يؤذي اقتصاد الولايات المتحدة، ولكن الأمور تغيّرت بسبب الإنتاج الكبير والصادرات الضخمة، إذ أصبح الارتفاع يفيد الاقتصاد الأميركي.
التكسير المائي الهيدروليكي
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن من ضمن الأمور التي لا يمكن التغاضي عنها في موضوع تقنية التكسير المائي الهيدروليكي المستعملة في استخراج النفط الصخري الأميركي، أنها تتطلب أشياء عديدة، وهي أمور تدخل في صميم التنمية الاقتصادية.
ولفت إلى أن كل ما تحقق في ثورة الصخري الأميركي ما كان ليحدث لولا وجود جامعات أميركية تؤهل الناس للعمل في هذا المجال، وتحديدًا في الولايات النفطية مثل تكساس، إن وجود كادر تدريسي متمكن وجاهز ووجود الجامعات ومراكز الأبحاث وغيرها أفاد بقوة.
وأضاف الدكتور أنس الحجي: "كل التطورات الجيدة في ثورة الصخري، جاءت نتيجة بحوث جرى أغلبها في الجامعات، ويجب أن نتذكر موضوع التعليم، إذ إن الجامعات غيّرت اتجاهات كثيرة داخل الولايات المتحدة".
وأوضح أنه عندما بدأ إنتاج النفط الصخري يزيد، خلال عقد من عام 2010، صارت هناك إشكالية، إذ إنه منذ عهد الرئيس نيكسون في عام 1974 صدر قرار -بعد المقاطعة النفطية والمشكلات التي حدثت في السبعينيات- بمنع تصدير النفط الأميركي الخام.
وتابع: "ما دام أن أميركا كانت مستوردة، ووارداتها تزداد باستمرار، لم يهتم أحد بهذا القانون، لأنه بلا معنى، فأنت تستورد والقانون يخص الصادرات، ولا أحد يرغب في التصدير، لأنه كان مستوردًا صافيًا للنفط".
ولكن -وفق الحجي- كان الإنتاج الأميركي في انحدار دائم، ومن ثم بدأ السياسيون الأميركيون يفكرون في البحث عن مصادر إمدادات أخرى، خاصة في مجال الغاز، لذلك تم التركيز على دولة قطر بصورة كبيرة.
زيادة مستمرة في الإنتاج
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن ما يحدث هنا أن إنتاج النفط الصخري يزيد باستمرار، والمعروف أنه ينتج نوعية معينة من النفط، وهي النفط الخفيف والخفيف جدًا والمكثفات.
وأوضح أن هذه الأنواع من النفط الأميركي مناسبة جدًا لإنتاج البنزين وأنواع معينة من وقود الطائرات، وأنواع معينة من البتروكيماويات، ولكنها في الوقت نفسه لا تصلح لإنتاج الديزل وبعض الأنواع الأخرى من المنتجات النفطية، وهو ما يفسّر استمرار أميركا في استيراد 7 ملايين برميل يوميًا من النفط.
ولكن -وفق الدكتور أنس الحجي- مع زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي الآن، نجد أن عدد المصافي المجهزة لاستقبال هذا النفط الخفيف والخفيف جدًا قليل، إذ إن المصافي في الولايات المتحدة مجهزة في الأصل لاستقبال النفط من دول الشرق الأوسط وكندا وأميركا اللاتينية.
وتابع: "أغلب النفط الخليجي والكندي من النوع المتوسط والحامض، في حين النفط الذي يُستخرج من الحقول الصخرية في الولايات المتحدة من النوع الخفيف الحلو، ومن ثم وصلت المصافي الأميركية إلى حد الإشباع منه، ولا يمكنها أن تأخذ أي كميات أخرى".
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما واجهت ضغوطًا شديدة للسماح بتصدير النفط، لأن الإنتاج يزيد ولا توجد أسواق له، وهو ما استجاب له أوباما في ديسمبر/كانون الأول 2015، وسمح بتصدير النفط الصخري الأميركي، وكان نائبه حينها هو جو بايدن.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط الصخري الأميركي قد يهبط 40 ألف برميل يوميًا خلال أكتوبر
- شركات النفط الصخري الأميركية تعزز إنفاقها.. هل انتهت إستراتيجية الانضباط المالي؟
- تباطؤ إنتاج النفط الصخري الأميركي يربك ميزان الصادرات والواردات
اقرأ أيضًا..
- تكاليف بناء الطاقة المتجددة في أميركا تواصل الانخفاض (تقرير)
- طاقة الرياح في فيتنام تواجه مخاطر "إغراق" التوربينات الصينية
- عقود تشغيل الطاقة الشمسية وصيانتها عالميًا تسجل 207 غيغاواط في 2022