أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم تدخل حيز التشغيل
محمد عبد السند
- دخول أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم الخدمة
- قطاع الشحن البحري يسعى لإزالة الكربون من أنشطته
- أظهرت البيانات إضافة 21 وحدة من السفن العاملة بالغاز المسال إلى قطاع الشحن البحري في أغسطس
- هناك 216 سفينة تعمل بوقود الميثانول قيد الطلب أو التشغيل
- استعمال الغاز الطبيعي المسال وقودًا يُسهم في إزالة انبعاثات أكسيد الكبريت
تبرهن أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم على الجهود التي تسير على قدم وساق لإزالة الكربون من قطاع الشحن البحري العالمي، عبر استعمال أنواع وقود نظيف تحل محل نظيرتها التقليدية الملوثة للبيئة.
وتستأثر انبعاثات غازات الدفيئة، المسبب الرئيس للتغيرات المناخية، الناتجة عن أنشطة الشحن البحري، بنصيب الأسد في قطاع نقل البضائع بوجه عام، إذ تُنقَل 90% من البضائع عالميًا بحرًا، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أحدث علامة على تلك الجهود بدأت أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم من طراز باناماكس عملياتها التجارية، بعد أول عملية تزود بالوقود في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول (2023)، وفق ما أورده موقع أوفشور إنرجي (OFFSHORE ENERGY).
وبُنيت أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم من قبل حوض بناء السفن الياباني أوشيما شيبارد Oshima Shipyard، لصالح مواطنتيها "نيبون يوسين كابوشيكي كايشا" (Nippon Yusen Kabushiki Kaisha)، و"كيوشو إلكتريك باور كو" (Kyushu Electric Power Co).
وسَلمت أوشيما شيبارد أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول (2023).
مهمة الناقلة
تتمثّل المهمة الرئيسة لناقلة الفحم الجديدة التي تحمل اسم "شويو" (Shoyo) في نقل هذا الوقود الأحفوري الحساس بيئيًا من أماكن خارجية إلى محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم المملوكة لشركة كيوشو إلكتريك باور كو.
وقد زُودت أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم بهذا الوقود منخفض الكربون في ميناء توباتا الكائن بمقاطعة فوكوكا شمال شرق جزيرة كيوشو في 12 أكتوبر/تشرين الأول (2023).
وجرت عملية تزويد أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم بهذا الوقود من الشاطئ إلى السفينة، إذ نُقل الوقود مباشرةً من محطة المعالَجة المستقرة على الشاطئ إلى الناقلة.
وتعد تلك أول عملية تزود بالوقود من الشاطئ إلى السفينة مباشرةً لناقلة تعمل بالغاز الطبيعي المسال في اليابان، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقد صُممت أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم، كي تتوافق مع تقنيتي التزود بالوقود من الشاطئ إلى السفينة، ومن السفينة إلى أخرى.
سفينة جديدة
وقالت شركة نيبون يوسين كابوشيكي كايشا، إنه بدءًا من شهر مارس/آذار (2024)، من الممكن أن تُسلم سفينة جديدة تعمل بالغاز المسال في منطقتي سيتوتشي وكيوشو وقود الغاز المسال للتزود به من سفينة إلى أخرى.
ووفقًا لما قالته نيبون يوسين كابوشيكي كايشا فإن استعمال وقود الغاز المسال يتيح أداءً بيئيًا ممتازًا، مقارنة بأشكال الوقود البحري التقليدية الأخرى، وهو ما يُعول عليه في استعمال أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم.
وتشير تقارير إلى أن استعمال الغاز الطبيعي المسال وقودًا يُسهم في إزالة انبعاثات أكسيد الكبريت، مغ خفض نحو 80% من أكسيد النيتروجين، و30% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وفق ما أورده موقع بورت تكنولوجي إنترناشونال (Port Technology International).
سفن الغاز المسال تتفوق
على خلفية دخول أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم الخدمة، تفوقت السفن العاملة بهذا الوقود النظيف على نظيرتها العاملة بوقود الميثانول خلال شهر أغسطس/آب (2023)؛ ما يسلط الضوء على جدية قطاع النقل البحري في تقليص الانبعاثات الكربونية، توافقًا مع الأهداف المناخية وتحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني.
وسجلت الطلبات على السفن العاملة بالغاز المسال صعودًا في أغسطس/آب (2023)، بحسب أحدث الأرقام الصادرة عن منصة "إيه إف آي" AFI، التابعة لجمعية التسجيل والتصنيف الدولية دي إن في DNV ومقرها النرويج.
21 سفينة جديدة
بخلاف أول ناقلة فحم تعمل بالغاز المسال في العالم، أظهرت قاعدة البيانات الخاصة بالمنصة إضافة 21 وحدة من السفن العاملة بالغاز المسال إلى قطاع الشحن البحري في أغسطس/آب (2023)، مسجلةً بذلك ثاني أقوى شهر لطلبات الغاز المسال في أكثر من عام، وفق الأرقام التي نشرها موقع مارين لينك Marine Link المتخصص.
وسجل شهر سبتمبر/أيلول (2023) نموًا مستمرًا مع إضافة 8 سفن جديدة تعمل بالغاز المسال إلى قاعدة البيانات المذكورة.
وتستحوذ السفن العاملة بالغاز المسال على حصة كبيرة من السفن الجديدة المضافة في كل من أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول (2023)، تليها حاويات وناقلات السيارات العاملة بالوقود النظيف نفسه.
في غضون ذلك هناك 978 سفينة مؤكدة تعمل بالغاز المسال، سواء قيد الطلب أو التشغيل.
نمو قياسي
سجلت تجارة الغاز المسال العالمية نموًا قياسيًا خلال العام الماضي (2022)، على خلفية تداعيات أزمة الطاقة الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في 24 فبراير/شباط (2022)، بحسب بيانات تحليلية حديثة.
وقفزت تجارة الغاز المسال عالميًا خلال العام الماضي، لتسجل مستوى قياسيًا عند 51.7 مليار قدم مكعبة يوميًا، بصعود نسبته 5% قياسًا بالعام قبل الماضي (2021)، بحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في 5 يوليو/تموز (2023)، استنادًا إلى بيانات شركة سيدغاز (Cedigaz) المتخصصة.
وأسهمت إضافات قدرات إسالة الغاز الجديدة في الولايات المتحدة في تعزيز نمو تجارة الغاز المسال العالمية خلال عام 2022، مستفيدةً من الفجوة التي خلفتها مسألة قطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا، حسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
إلى ذلك ارتفع الطلب على الغاز المسال في أوروبا بصورة ملحوظة لتعويض الغاز الروسي، ما أدى بدوره إلى انتعاش تجارة الغاز المسال العالمية وزيادة التنافس مع آسيا، الوجهة الأساسية للغاز المسال تاريخيًا.
موضوعات متعلقة..
- السفن العاملة بالغاز المسال تتفوق على ناقلات الميثانول في أغسطس
- آفاق سوق الغاز المسال العالمية.. فرص وتحديات أمام المصدرين (تقرير)
- تجارة الغاز المسال العالمية تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا في 2022 (تقرير)
- 3 تغيّرات في سوق الغاز المسال العالمية بعد غزو أوكرانيا
اقرأ أيضًا..
- مشروعات الطاقة المتجددة في تونس.. هل تهبّ "ثورة الياسمين" الخضراء قريبًا؟
- هل تضرب إسرائيل منشآت إيران النفطية.. وما أزمات بايدن الـ3؟ (تقرير)
- مصادر: انقطاع الكهرباء في مصر قد يتفاقم.. وسيناريو غير متوقع