أخبار الغازتقارير الغازرئيسيةعاجلغاز

تعطيل نصف سعة الغاز الطبيعي المسال في البرازيل

بعد معاناة البلاد من أسوأ موجة جفاف منذ عام 1930

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • اضطرّت بتروبراس إلى تأجيل الصيانة نتيجة الانقطاع غير المتوقع في محطة لمعالجة الغاز
  • تعديل الجدول الزمني للصيانة لدى بتروناس يمثل تطورًا إيجابيًا لقطاع الكهرباء في البرازيل
  • ستصل خزّانات المياه إلى مستويات منخفضة للغاية بنهاية موسم الجفاف في نوفمبر/تشرين الثاني
  • يتوقع المحللون أن تعتمد البرازيل بشكل كبير على محطات التوليد الحراري العام المقبل

أظهر تقرير أواخر شهر يوليو/تموز الماضي، أن موجة الجفاف القاسية لا تزال تنعكس سلبًا على توليد الكهرباء في البرازيل، وأحدثت فجوة بين الكميات المولدة المتوقع أن تبلغ 2 غيغاواط في شهر نوفمبر المقبل وبين الطلب المتزايد.

ورغم تميّز البرازيل بغزارة هطول الأمطار في نحو 5 أشهر سنويَا، بين نوفمبر/تشرين الثاني ومارس/آذار، فإن البلاد -التي تعتمد على الطاقة الكهرومائية في تلبية 70% من احتياجاتها- تعاني من أسوأ موجة جفاف منذ عام 1930.

وأول أمس الجمعة، أجّلت شركة بتروبراس البرازيلية -المملوكة للدولة- الصيانة الدورية لمنصة الغاز الطبيعي "ميكسلهاو" لمدة 30 يومًا، وخط أنابيب الغاز "روتا 1" لمدة 10 أيام، من أجل إمداد محطات توليد الكهرباء وتلبية الطلب المحلي، بحسب منصة "آرغوس ميديا".

وإذا نتج عن الجفاف انخفاض إنتاج بالطاقة الكهرومائية، يتم التعويض ياستخدام الغاز الطبيعي، ولكن هذا تطلب تأجيل عمليات الصيانة في محطات إعادة التغويز، الأمر الذي سيزيد من الطلب العالمي على الغاز المسال، ويستمر في دعم أسعاره.

خطة طوارئ

اضطرت بتروبراس إلى تأجيل الصيانة نتيجة الانقطاع غير المتوقع في محطة معالجة تتلقّى الغاز من خط أنابيب "روتا 2" تحت سطح البحر؛ نظرًا للحاجة إلى تخصيص خط "روتا 2" لتوفير حصة من الطلب المحلي خلال انقطاع إمدادات منصة ميكسلهاو.

ويرى محللون أن تعديل الجدول الزمني للصيانة لدى بتروناس يمثّل تطورًا إيجابيًا لقطاع الكهرباء في البرازيل؛ لأنه سيقلل قيود إمدادات الغاز، التي كان من المقرر أصلًا أن تستمر لمدة تصل إلى 30 يومًا، إلى 16 يومًا فقط.

وقالت بتروبراس -التي أعادت جدولة صيانة محطتها الكهروحرارية بقدرة 219 ميغاواط، وستستمر في العمل- إن هذا الإجراء سيعزز إمدادات الغاز لتوليد الكهرباء، كما سيضمن إمدادات الغاز لـ5 محطات كهروحرارية أخرى بإجمالي 2 غيغاواط من السعة المركبة.

وأوضحت أنها ستواصل تطبيق إجراءات أخرى لضمان إمدادات الغاز، بما في ذلك زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال.

ويتوقع المراقبون أن تصل خزّانات المياه إلى مستويات منخفضة للغاية بنهاية موسم الجفاف في نوفمبر/تشرين الثاني.

تداعيات أزمة الجفاف

موجة الجفاف الحادة التي أدّت إلى نقص الطاقة الكهرومائية الأساسية، أجبرت السلطات البرازيلية على توفير المزيد من قدرات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز وتتصل بالشبكة الوطنية.

واعتمادًا على مقدار سعة إعادة التغويز المتاحة، يمكن للقدرات الإضافية أن تعزز قدرة الكهرباء البرازيلية التي تعمل بالغاز وتبلغ 14 غيغاواط بنحو 6 غيغاواط.

وبهذا سيبقى نحو 40 مليون متر مكعب/يوميًا من إجمالي 90 مليون متر مكعب/يوميًا من قدرة إعادة التغويز معطَّلًا وغير مستغَل حتى نهاية العام؛ ما قد يجذب شحنات غاز طبيعي مسال جديدة إلى البلاد، حسبما أورده موقع أرغوس ميديا.

محطات التغويز

عندما تنجز شركة بتروبراس طلب الحكومة لنقل سفينة إعادة التغويز إلى محطة بيسيم في ولاية سيارا الشمالية الشرقية، ستصبح شحنات الغاز الطبيعي المسال متاحة.

وستضيف هذه الخطوة قدرة إعادة تغويز قصوى تبلغ 7 ملايين متر مكعب/يوميًا، ويمكن أن تؤدي إلى توليد 750 ميغاواط من محطتين لتوليد الكهرباء في المنطقة لا تحصلان على إمدادات الغاز الطبيعي.

تجدر الإشارة إلى أن مقدار سعة إعادة التغويز غير المستغلة يعتمد أيضًا على كيفية إدارة شركة بتروناس لإنتاج الغاز خلال الصيانة في منصة ميكسيلهاو البحرية.

التدابير الحكومية

تلجأ وزارة المناجم والطاقة البرازيلية إلى مزادات الكهرباء لدى المولدات الصغيرة، التي يمكن تركيبها على المدى القصير، والسعة غير المستغلة في محطات الكهرباء الحالية.

ويتطلب توفير الغاز للمرافق وضع معظم محطات التوليد الإضافي التي يعمل بالغاز بالقرب من محطات إعادة التغويز بالقرب من الساحل، أو توصيلها بخطوط الأنابيب الحالية، والتي تقع أيضًا على الساحل.

كما تتطلع الحكومة إلى تحويل محطات الكهرباء التي تعمل بالوقود المزدوج لتعمل بالوقود الواحد؛ ما يُبقي المزيد من الغاز الطبيعي متاحًا للمولدات الصغيرة، ويوجد في البرازيل 5 محطات للغاز الطبيعي المسال متصلة بالشبكة.

البرازيل
أبراج نقل الكهرباء في سانتو أنطونيو بالبرازيل

وتملك شركة بتروبراس 3 من هذه المحطات: محطة بيسيم في ولاية سيارا، ومحطة بايا دي غوانابارا في ريو دي جانيرو، ومحطة بايا دي تودوس أوس سانتوس في باهيا.

ويملك القطاع الخاص المحطتين الباقيتين: محطة "بترو دي سيرجيبي التابعة لشركة "سيلسي" بولاية سيرجيبي، ومحطة بورتو دي أكو في ريو دي جانيرو المملوكة لشركة (جي إن إيه).

وستساعد الإجراءات قصيرة الأجل البرازيل على تفادي مخاطر نقص 2 غيغاواط في نوفمبر/تشرين الثاني، التي تتوقع الحكومة تجنّبها بفضل واردات الطاقة من الأرجنتين وأوروغواي.

رغم ذلك، ستصبح هذه الإجراءات ضرورية للأمن الكهربائي البرازيلي في عام 2022.

ويتخوف مستهلكو الكهرباء والسلطات البرازيلية من أن خزّانات المياه لتوليد الطاقة الكهرومائية ستصل إلى أدنى مستوياتها التاريخية بحلول نهاية هذا العام.

ويتوقع المحللون أن تعتمد البرازيل بشكل كبير على محطات التوليد الحراري العام المقبل، التي تنتظر تزويدها بالغاز الطبيعي.

ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل 3 منشآت جديدة لإعادة التغويز بحلول عام 2022 أو 2023، مثل: محطة غاز سول، في ولاية سانتا كاتارينا الجنوبية ومحطة سواب، في ولاية بيرنامبوكو الشمالية الشرقية، ومحطة باركارينا في ولاية بارا الشمالية.

وبفضل هذه الإضافات، من المرتقب أن تصل قدرة إعادة التغويز في البرازيل إلى ما مجموعه 144 مليون متر مكعب يوميًا بحلول عام 2023، أو ضعف إجمالي الطلب البرازيلي على الغاز الطبيعي، الذي يجري توفيره، حاليًا، من خلال إنتاج الغاز المحلي واستيراد الغاز الطبيعي المسال.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق