أصبحت مخاطر نقل الأمونيا على الطرق العامة واضحة للغاية بعد حادث تصادم عدة مركبات، وقع مؤخرًا، وسط مطالب بالبحث عن مصادر نقل آمنة.
فقد أودى تسرّب الأمونيا بسبب انقلاب شاحنة وقود وتحطمها في ولاية إلينوي الأميركية، في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، بحياة 3 بالغين وطفلين وإصابة 7 أشخاص آخرين، ونتيجة لهذا الحادث المروري تسرَّب نحو 15 ألف لتر من الأمونيا السامة في الهواء.
ويرى المحللون أن هذا هو أسوأ حادث طريق في الولايات المتحدة يتعلق بالأمونيا -أحد مشتقات الهيدروجين- منذ عام 1976، عندما تسببت الأبخرة المنبعثة من ناقلة أمونيا تحطمت في ولاية تكساس في مقتل 5 أشخاص وإصابة 178 آخرين، بحسب موقع هيدروجين إنسايت (hydrogeninsight).
حادث تسرّب الأمونيا
وقع الحادث في نحو الساعة 9.25 مساءً على الطريق السريع الأمريكي رقم 40، خارج قرية تيوتوبوليس، جنوب وسط ولاية إلينوي الأميركية.
وبسبب تسرب الأمونيا جرى إجلاء ما يقدّر بنحو 500 شخص من القرية، وسُمح لهم بالعودة إلى منازلهم في اليوم التالي.
وقال عمدة المقاطعة، بول كونز: "تسبب الحادث في ظهور عمود كبير وسحابة من الأمونيا اللامائية على الطريق، ما تسبب في ظروف جوية خطيرة للغاية في المنطقة الشمالية الشرقية من بلدة تيوتوبوليس".
وجرى تجفيف الناقلة، التي كانت تحمل نحو 7 آلاف و500 غالون من الأمونيا، وترقيعها ونقلها إلى مكان آمن، ليفحصها فريق من المجلس الوطني لسلامة النقل، وفقًا لرئيس قسم الإطفاء المحلي، الذي لم يتطرق إلى الحديث عن مخاطر نقل الأمونيا.
وتشير المعلومات الأولية إلى احتمال تورط مَرْكبة أخرى في مناورة مرورية بالقرب من شاحنة نقل الوقود.
وقال عضو مجلس إدارة المجلس الوطني لسلامة النقل، توم تشابمان: "يبدو أن سائق الشاحنة اختار الانعطاف إلى اليمين. الشاحنة غادرت الطريق، وبعد ذلك انقلبت وتعرّض خزان البضائع للتلف".
لمحة عن الأمونيا اللامائية
تُعدّ الأمونيا اللامائية، في الأساس، أمونيا نقية (تعني كلمة "لا مائي" غياب الماء، الذي غالبًا ما يكون مخففًا للأمونيا)، التي يجري إنتاجها عن طريق الجمع بين الهيدروجين والنيتروجين من الهواء، وفق عملية هابر بوش التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمان.
وتُخزّن هذه المادة الكيميائية، التي تُستعمل مباشرة سمادًا، وتتحول بسرعة إلى غاز شديد السُّمية عند إطلاقها تحت الضغط الجوي، بحسب موقع هيدروجين إنسايت (hydrogeninsight).
وتُوصَف الأمونيا بأنها مادة كيميائية كاوية تبحث عن الماء وتلتصق بالرطوبة، بما في ذلك عينا الشخص أو فمه أو رئتاه أو حلقه أو جلده، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتختلف حدود التعرض الدقيقة للأمونيا من منظّم وآخر، وحتى التركيزات المنخفضة جدًا في الهواء، التي تبلغ 30 جزءًا في المليون فقط، ويمكن أن تحدث بسبب تسرب صغير جدًا، قد تسبب صعوبات في التنفس إذا تعرّض الشخص لها لأكثر من 15 دقيقة.
وحال التعرض إلى تركيز بمقدار 100 جزء في المليون، سيحدث تهيج في العينين والحنجرة، وعند تركيز 500-700 جزء في المليون يصبح أي تعرض خطيرًا، مع احتمال الإصابة بحروق في الحلق والجلد والرئتين والعينين، ما قد يسبب العمى. ويزداد خطر الوفاة بصورة ملحوظة في التركيزات الأعلى.
بالإضافة إلى ذلك، تعتمد شدة الإصابة على التركيز الدقيق للأمونيا ومدة التعرّض، وفي أسوأ السيناريوهات يمكن أن يتسبب ذلك في حرق المجاري التنفسية وتورمها، ما يؤدي إلى اختناق الضحية.
وتُعدّ الأمونيا، بصورة عامة، الطريقة الأكثر تفضيلًا لنقل الهيدروجين لمسافات طويلة عن طريق البحر، إذ إنها تحتوي على طاقة أكبر بكثير من حيث الحجم مقارنة بالهيدروجين المضغوط أو المسال، كما أنها أسهل في النقل، ما يتطلب ضغط 7.5 بار فقط، لتصبح سائلًة عند 20 درجة مئوية.
ويرى البعض أن سُمَية الأمونيا تعني أن شحنها حول العالم أمر خطير للغاية، في حين يشير آخرون إلى أن المادة الكيميائية يجري نقلها عن طريق البحر لعقود من الزمن دون وقوع أي حوادث كبيرة، وأن التنظيم سيكون كافيًا للتخفيف من المخاطر.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: النفط والغاز يواجهان حربًا من دعاة تحول الطاقة.. بدعم إعلامي
- مشروعات طاقة الرياح تواجه معارضة من الأثرياء والبيض (دراسة)
- أكبر مشروع كيماويات في الشرق الأوسط يحصل على تمويل ضخم