الطاقة المتجددة في بنغلاديش تنتعش بـ418 مليون دولار
من بنك الاستثمار الأوروبي
أسماء السعداوي
تلقّت الطاقة المتجددة في بنغلاديش دفعة قوية جديدة من بنك الاستثمار الأوروبي التابع للاتحاد الأوروبي، بمنح قرض بقيمة 395 مليون يورو (418.3 مليون دولار أميركي) لتمويل مشروعات الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ومكافحة تغير المناخ.
وقال مسؤولون بقسم العلاقات الدولية، إنه من المقرر توقيع اتفاق رسمي في بلجيكا يوم 24 و25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2023)، بحضور رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن إجمالي المبلغ (395 مليون يورو)، ستأتي 45 مليونًا (47.6 مليون دولار) في صورة منحة من الاتحاد الأوروبي والـ350 مليونًا (370.3 مليون دولار) الأخرى ستكون في شكل قروض، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا بيزنس ستاندرد" المحلية (The business standard).
(اليورو = 1.06 دولارًا أميركيًا).
في سياق متصل، أقرّت البلاد شروطًا جديدة للراغبين في توصيل الكهرباء، تتضمن إلزامًا لأول مرة بتركيب وحدات شمسية بنظام القياس الصافي.
تفاصيل المساعدات الأوروبية
تمضي جميع الأعمال التحضيرية للاتفاقيات المرتبطة بالقرض والمنحة في مراحلها النهائية، وأُرسِل ملخص بشأنها لرئيسة الوزراء خلال الأسبوع الجاري، وستتمّ فور الحصول على موافقتها.
ولم تُحدد بعد المشروعات التي ستحصل على التمويل، بحسب المسؤولين الذين رفضوا كشف هوياتهم.
ويؤكد المسؤولون أن بنك الاستثمار الأوروبي لا يضع شروطًا عادةً على مثل هذا النوع من القروض.
وستقرر بنغلاديش مقدار مبلغ القسط ونسبة الفائدة الثابتة أو المتغيرة، بناءً على حالة السوق.
ويرتبط سعر الفائدة على قروض بنك الاستثمار الأوروبي بسعر الفائدة الذي تتعامل به المصارف الأوروبية (يوروبور)، والذي يبلغ حاليًا 4.13%.
ويُعدّ البنك الدولي أكبر مقرض للبلاد، يليه بنك التنمية الأسيوي وهيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، والبنك الأسيوي الاستثمار في البنية الأساسية.
استثمارات أجنبية
يقول الأمين العام لقسم الكهرباء بوزارة الكهرباء والطاقة والثروات المعدنية وزارة الكهرباء محمد حبيب الرحمن، إن تركيز الحكومة على الطاقة المتجددة قد ازداد، وإن تمويل الاتحاد الأوروبي سيؤدي دورًا مهمًا بدفع مبادرات الطاقة المتجددة في بنغلاديش.
ونالت مشروعات الطاقة المتجددة في بنغلاديش اهتمامًا عالميًا، وجذبت استثمارات أجنبية.
وفي أغسطس/آب من هذا العام (2023)، أعلن تحالف تقوده شركة أكوا باور السعودية استثمار 430 مليون دولار لتطوير أكبر محطة طاقة شمسية في بنغلاديش.
وتمتلك أكوا باور حصة 45% من الأسهم، ومجلس تنمية الطاقة 25%، وشركتا كومفيت كومبوسيت نيت (Comfit Composite Knit)، وفيلاتيكس سبينينغ (Viyellatex Spinning) الحصص المتبقية.
وفي أغسطس/آب أيضًا، كشف سفير الولايات المتحدة في بنغلاديش بيتر هاس أن شركة بلاكستون (Blackstone) الاستثمارية الأميركية تستكشف فرص الاستثمار بقطاع الطاقة الشمسية في بنغلاديش.
دعم أوروبي قوي
يُعدّ القرض والمنحة الأوروبيتان أكبر اتفاق تمويلي بين بنغلاديش وبنك الاستثمار الأوروبي على الإطلاق، وبذلك، يصل إجمالي الدعم المالي المقدّم لبنغلاديش إلى 800 مليون يورو (847.3 مليون دولار).
وخلال مدة الجائحة، قدّم البنك الأوروبي 250 مليون يورو (264.6 مليون دولار) لدعم الميزانية، كما يعدّ شريكًا ماليًا رئيسًا في تمويل مشروعين على الأقلّ لتطوير السكك الحديدية، ومشروع دكا لإمدادات المياه المستدامة بيئيًا.
وبحسب مسؤولين محليين، فقد أبدى بنك الاستثمار الأوروبي اهتمامًا بتقديم قروض لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة في بنغلاديش، وذلك في نوفمبر/تشرين الأول من العام الماضي 2022، ثم قدّم الاتحاد الأوروبي منحة تكميلية للقرض.
أهداف الطاقة المتجددة في بنغلاديش
وضعت بنغلاديش أهدافًا لخفض انبعاثات الكربون وزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء لتأمين أكثر من 4 آلاف و100 ميغاواط من قدرات الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وأعلنت في يناير/كانون الثاني من 2023 رفع حصة توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة إلى 40% بحلول 2041، واستيراد نحو 9 آلاف ميغاواط من الدول المجاورة.
وتصل قدرات توليد الكهرباء حاليًا إلى 27 ألفًا و361 ميغاواط، من المحطات الأسيرة والطاقة المتجددة، في حين يتراوح حجم الطلب بين 15.600 ميغاواط و16 ألف ميغاواط خلال موسم ذروة الطلب.
يُقصد بمحطات الكهرباء الأسيرة هي محطات توليد الكهرباء التي يستعملها ويديرها مُستعمِل طاقة صناعي أو تجاري، من أجل استهلاكه الخاص، ويمكن لهذه المحطات العمل خارج الشبكة الرئيسة، أو توصيلها لتبادل القدرات الزائدة.
وتُسهم الطاقة المتجددة بألف و194 ميغاواط من الكهرباء، سواء من خارج الشبكة أو داخلها.
ومن النسبة الإجمالية، تأتي 960.64 ميغاواط من الطاقة الشمسية، و2.9 ميغاواط من الرياح، و230 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية.
قواعد جديدة لتوصيلات الكهرباء
ألزمت الحكومة المباني السكنية والتعليمية والطبية والصناعية والتجارية بتركيب أنظمة شمسية على الأسطح مع التعامل بنظام صافي القياس بصفته شرطًا مسبقًا للتوصيلات الجديدة بالشبكة، بحسب تقرير نشرته مجلة "بي في ماغازين" (pv-magazine) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي نظام صافي القياس (net metering)، تُحسَم الكهرباء الموردة من النظام الشمسي إلى الشبكة، من فاتورة العميل.
وبالنسبة للمباني التي تتجاوز مساحتها 92.2 مترًا مربعًا، فإن أنظمة الطاقة الشمسية بنظام صافي القياس إلزامية، وعلى الراغبين في الحصول على تيار كهربائي أحادي الطور تركيب نظام طاقة شمسية بنظام صافي القياس لا تقلّ قدرته عن 2 كيلوواط.
أمّا الراغبون في تيار كهربائي ثلاثي الأطوار، فعليهم تركيب نظام بقدرة 3 آلاف كيلوواط.
وبموجب اللائحة الجديدة، ستُطبَّق تلك المعايير نفسها على المدارس والمستشفيات والجمعيات الخيرية، التي لا تقلّ مساحتها عن ألف قدم مكعبة.
وبالنسبة للمشروعات الصناعية والتجارية، يتطلب الحصول على توصيلات كهربائية من الشبكة تركيب نظام شمسي على الأسطح يعادل 15% من إجمالي استهلاكها.
وعلى المباني القائمة التي ترغب في زيادة سعة التيار، تركيب أنظمة شمسية إضافية فوق الأسطح.
من جانبه، يقول الرئيس السابق والمستشار الحالي لجمعية الطاقة الشمسية والمتجددة في بنغلاديش ديبال باروا، إن هناك دعمًا قويًا للوائح الجديدة.
وأضاف: "ستُضاف مئات الميغاواط من الكهرباء من الطاقة الشمسية على الأسطح سنويًا"، مضيفًا أن "المباني الجديدة ملزمة باتّباع القواعد إذا كانت بحاجة للكهرباء".
موضوعات متعلقة..
- تكلفة الطاقة الشمسية في بنغلاديش قد تصبح الأرخص بحلول عام 2025 (تقرير)
- معلومات عن أول مصنع سيارات كهربائية في بنغلاديش (تقرير)
- إغلاق 6 محطات لتوليد الكهرباء في بنغلاديش رغم الأزمة.. ما السبب؟
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط الإيرانية أمام تهديد أميركي بسبب الحرب في غزة (تقرير)
- إنتاج أوبك النفطي في سبتمبر يقفز 273 ألف برميل يوميًا
- إيرادات صادرات النفط الروسي ترتفع لأعلى مستوى منذ يوليو 2022 (رسم بياني)