اعتبارات تغير المناخ تهدد بتراجع الاستثمارات العالمية.. شركات الطاقة أبرز الضحايا
مجموعات مالية تستعبد عدة شركات من محافظها الاستثمارية
نوار صبح
تمثّل اعتبارات تغير المناخ ومخاطر الانبعاثات أسبابًا جوهرية تدفع المجموعات المالية لاستبعاد الشركات، وخصوصًا المعنية بإنتاج أنواع الوقود الأحفوري التي لا تراعي معايير حماية البيئة والسلامة والصحة العامة، من محافظها الاستثمارية.
وأشار بحث جديد، أجراه تحالف من المجموعات البيئية والاستدامة غير الربحية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن سينوفوس إنرجي وسنَكْور وإكسون موبيل كانت بين الشركات الأكثر استبعادًا من جانب المستثمرين والمصارف، بسبب استثماراتها في الوقود الأحفوري
وقال الباحث الأول لدى شركة الأبحاث والاستشارات بروفوندو الهولندية، وورد وارمردام: إن المتتبّع "يُظهر أن الوقود الأحفوري أصبح صناعة "رديئة"، حسبما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية (Financial Times).
وأضاف وورد وارمردام أنه يجب أن "يحفّز شركات النفط والغاز على تسريع جهودها في مجال التحول في مجال الطاقة، من خلال إجراءات ملموسة وفورية لتجنّب خسارة المستثمرين".
استثمارات الوقود الأحفوري
أصبح بعض المستثمرين يشعرون بالقلق إزاء المخاطر المالية لتغير المناخ في السنوات الأخيرة، خوفًا من تعذُّر بيع أصول الشركات التي تفشل في الاستعداد للتحول إلى اقتصاد أكثر مراعاة للبيئة.
ويُعدّ صندوق النفط النرويجي الذي تبلغ قيمته 1.4 تريليون دولار، وهو أكبر صندوق وَقْفي في العالم، من بين كبار المستثمرين الذين وضعوا شركتي سينوفوس وسَنْكور على قائمة الاستبعاد، متذرّعين بانبعاثات غازات الدفيئة "المرتفعة بشكل غير مقبول".
ويشير المحللون إلى ارتفاع عدد المستثمرين الذين أعلنوا خططًا للخروج من الشركات كثيفة الوقود الأحفوري.
وقد باع الصندوق الوطني للمعاشات المدنية في هولندا (إيه بي بي)، أحد أكبر صناديق التقاعد في العالم، ممتلكاته في شركات الوقود الأحفوري في عام 2021، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
في وقت سابق من هذا العام، أعلنت كنيسة إنجلترا أن صناديق التقاعد والأوقاف التابعة لها، التي تشرف بشكل جماعي على أكثر من 13 مليار جنيه إسترليني (15.84 مليار دولار)، أنها ستبيع أسهمها في أكثر من 10 شركات نفط كبرى، بما في ذلك إكسون وشل.
وقال مسؤول السياسات لدى منظمة أصدقاء الأرض في هولندا، بير دي ريك: "إننا نرحب بأن العديد من المؤسسات المالية تستبعد الشركات بسبب ارتباطها بتأثيرات تغير المناخ الضارة من التمويل"، مضيفًا أن هذا يوضح أن "بعض المؤسسات المالية على استعداد لاتخاذ خطوات لتقليل تمويل الانبعاثات".
المخاطر المالية لتغير المناخ
تُظهر نتائج البحث التي توصل إليها تحالف من المجموعات البيئية والاستدامة غير الربحية، أن 40% من الاستبعادات كانت مدفوعة بالقلق بشأن تغير المناخ، ونحو 17% من الاستثناءات كانت مدفوعة بمخاوف بشأن الشركات العاملة في تصنيع الأسلحة، إذ يمثّل التبغ 12%.
ويشير البحث إلى أن المجموعات المالية تواصل أخذ المسائل البيئية والاجتماعية والحوكمة في الحسبان عند اتخاذ القرارات، حسبما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية (Financial Times).
ودرس تحالف المنظمات غير الحكومية، الذي يضم منظمة أصدقاء الأرض الهولندية، وفير فايننس إنترناشونال، وبروفندو، -وهي شركة استشارية بحثية هولندية-، الاستبعادات من جانبنحو 150 من صناديق التقاعد وشركات التأمين والمصارف،
ووضع قائمة تضم 4532 شركة استُبعِدَت من قبل 87 مؤسسات مالية في 16 دولة، ويشمل العدد النهائي الشركات التابعة المدرجة بشكل منفصل.
وأعربت المجموعات التي تقف وراء البحث عن أملها بأن تضع القائمة المتاحة للجمهور ضغوطًا إضافية على تلك الشركات المحددة لتغيير ممارساتها.
تجدر الإشارة إلى أن الشركة الأكثر استبعادًا هي شركة بونغسان الكورية الجنوبية، التي ذكرها 75 مستثمرًا ومصرفًا بسبب تورطها في تصنيع أسلحة مثيرة للجدل، مثل الذخائر العنقودية.
وتأتي بعد شركة بونغسان مجموعة الدفاع الأميركية نورثروب غرومان، والمجموعة الصناعية الهندية لارسن آند توبرو.
اقرأ أيضًا..
- تشغيل محطات الطاقة الكهرومائية دون قتل الأسماك.. تقنية جديدة
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 53%.. وتل أبيب تفاجئ القاهرة
- لأول مرة.. الطاقة النووية في أميركا تشهد إعادة مفاعل متوقف إلى الخدمة