تجارة الفحم في آسيا مستمرة رغم نقص التمويل (تقرير)

يرجّح العديد من التجار أن نقص التمويل من البنوك العالمية، الذي عاقَ عمل شركات المناجم الصغيرة، لا يمنع تجارة الفحم في آسيا من الصمود والاستمرار لسنوات مقبلة.

ويجني أولئك التجّار أرباحًا معقولة بسبب الطلب المتزايد على الوقود لتوليد الكهرباء، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وما يزال الفحم في آسيا أحد أكثر السلع المتداولة ربحًا في القارة، رغم الافتقار إلى التمويل البنكي ومناهضة عدّة جهات في العالم لاستعماله بسبب ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وملوثات الهواء الأخرى منه.

أشار إلى ذلك ما لا يقلّ عن 12 تاجرًا، التقت بهم وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) بمؤتمر كوول ترانس في بالي الإندونيسية، خلال الأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر/أيلول.

أرباح تجّار الفحم في آسيا

نتيجة لمشاركة العديد من التجّار في المعاملات، بدءًا من وقت مغادرة شحنة الفحم المنجم حتى وصولها إلى المستعملين النهائيين في بلدان أخرى، فإن عمولة كل طن يحصل عليها التاجر تتحول إلى مبلغ معقول، بحسب حجم التداول ومقدار الشحنة.

بالنسبة إلى الفحم الحراري عيار 4200 كيلو كالوري/كيلوغرام، الوارد من إندونيسيا، وهو أكثر أنواع الفحم في آسيا رواجًا، إذا كانت تكلفة التسليم في بلد آخر هي 50 دولارًا أميركيًا للطن على إحدى ناقلات سوبراماكس بحجم 50 ألف طن متري، تتراوح عمولة إحدى مجموعات التجّار بين 25 -50 سنتًا للطن الواحد، بحسب المصادر.

وتتراوح هذه العمولة بين 12 ألفًا و500 و25 ألف دولار لكل شحنة، أو ما بين 1 مليونًا و2 مليون روبية إندونيسية تقريبًا.

من جهتها، قيّمت منصة بلاتس، التابعة لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، سعر البضاعة في مواني كاليمانتان الإندونيسية لـ4 آلاف و200 سعرة حرارية لكل كيلوغرام من الفحم النقي، بسعر 57.50 دولارًا أميركيًا للطن المتري في 29 سبتمبر/أيلول.

وقُيِّم سعر البضاعة في مواني كاليمانتان للفحم من نوع 5 آلاف سعرة حرارية/كيلوغرام، بسعر 77 دولارًا أميركيًا للطن المتري، وفقًا للبيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال تاجر من مجموعة تجارية كبيرة لها عمليات في إندونيسيا وسنغافورة والهند: "اعتمادًا على حالة العرض والطلب، يرتفع هامش التداول كما حدث بعد الحرب الروسية الأوكرانية عندما كان العرض ضئيلًا للغاية، وكان الطلب قويًا".

أرباح شركات المناجم

على الرغم من أن تكلفة إنتاج 4200 كيلو كالوري/كغم من الفحم في آسيا تتراوح بين 30 دولارًا و35 دولارًا للطن المتري، فقد امتنعت شركات المناجم عن بيعه بأقلّ من 50 دولارًا للطن المتري، نظرًا للتكاليف الأخرى، على سبيل المثال الضرائب والرسوم التي تُدفع للحكومة.

ويتراوح الحدّ الأدنى لهوامش الربح بين 25% و40% لكل طن متري من الفحم المبيع في الخارج، حسبما قال مسؤول من أحد أكبر مناجم الفحم الحراري في إندونيسيا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وأضاف أنه بالنسبة للفحم عالي السعرات الحرارية، تكون الهوامش أعلى، لكن الكميات منخفضة قليلًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتراوح سعر 4200 كيلو كالوري/كغم من الفحم في آسيا ما بين 80 دولارًا و90 دولارًا للطن المتري في يناير/كانون الثاني، قبل أن ينخفض إلى 72 دولارًا و75 دولارًا للطن المتري في أبريل/نيسان و50 إلى 57 دولارًا للطن المتري في سبتمبر/أيلول، وفقًا لتقييمات بلاتس التي أجرتها وكالة إس آند بي غلوبال.

وقال مسؤول من قسم المبيعات في إحدى شركات التعدين الإندونيسية، إن المنتجين يقومون بتسعير منتجاتهم مع الأخذ في الحسبان الهوامش التي سيحتفظ بها التجّار للبيع.

وأوضح أنه "نظرًا لكون اللوائح الحكومية صارمة للغاية بالنسبة لشركات التعدين، فمن المهم إعطاء الربح الأولوية الكبرى، وإلّا فلن يتمكن المنتجون من الاستمرار".

مناهضة استعمال الفحم الحراري

منذ سنوات، يقوم العديد من الوكالات البيئية والبنوك والمنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان ومجموعات المجتمع المدني بحملات لمناهضة استعمال الفحم الحراري لتوليد الكهرباء، وكذلك في القطاع غير المتعلق بالكهرباء، مثل الأسمنت والصلب والمعادن الأخرى، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وأجزاء كبيرة من أوروبا تمكنت من الإبقاء على حصة الفحم في مزيج الطاقة أقلّ من 35%، فإن الاعتماد الإجمالي على الفحم في آسيا يتجاوز 70%.

في المقابل، ارتفع صافي أرباح كبار شركات التعدين في عام 2022 مع ارتفاع أسعار الفحم الحراري العالمية، بسبب الصراع الروسي الأوكراني الذي عطّل التدفقات التجارية، مع سعي أوروبا للحصول على الوقود من آسيا بسبب العقوبات المفروضة على روسيا.

وأعلنت شركة بومي ريسورسز الإندونيسية صافي ربح قدره 525.3 مليون دولار في عام 2022، مرتفعًا بنسبة 213% على أساس سنوي، وحققت شركة أدارو إنرجي الإندونيسية، إحدى أكبر شركات الفحم في آسيا، أرباحًا قدرها 2.8 مليار دولار، ارتفاعًا من 1.02 مليار دولار في العام الماضي.

وارتفع صافي أرباح شركة غلينكور البريطانية بنسبة 248% إلى مستوى قياسي قدره 17.3 مليار دولار في العام الماضي، بسبب ارتفاع أسعار الفحم، في المقام الأول.

موضوعات متعلقة..

• أسعار الفحم في آسيا تشهد ارتفاعات قياسية
• الأزمات تلاحق محطات ومشروعات الفحم في آسيا
• خطط تحول الطاقة في آسيا تميل إلى الانسجام مع توسع قطاع الفحم (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• وزير الطاقة الأردني يدعو إلى إستراتيجية عربية للهيدروجين الأخضر
• مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية في الإمارات يشهد إنجازًا جديدًا
• وظائف الطاقة المتجددة في الصين ترتفع وتواصل الريادة العالمية (تقرير)