أنس الحجي: النفط الإيراني يُصدر إلى الخارج عبر دولة خليجية بموافقة أميركية
أسماء السعداوي
يرزح قطاع النفط الإيراني تحت طائلة العقوبات الغربية منذ وقت طويل، لكن الوضع يشهد تحولًا منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن لمقاليد السلطة.
وفي هذا الصدد، قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أميركا منحت الضوء الأخضر لتصدير النفط الإيراني إلى الخارج عبر دولة خليجية.
وأكد الدكتور أنس الحجي -في ندوة مُذاعة عبر مساحات "إكس" (تويتر سابقًا) بعنوان "الخليج بين أطماع حقل الدرة ومغالطات خور عبدالله: أبعاد إستراتيجية واقتصادية"-، أن هناك تناغمًا بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيرتها في إيران، وتجلى ذلك في قطاع النفط منذ عام 2021.
واستهدفت العقوبات الغربية قطاع الطاقة الإيراني منذ عام 2010، أي قبل 13 عامًا تقريبًا، بسبب برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم، واشتدت وطأة العقوبات منذ عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق المبرم في عهد أوباما (2015) وإعادة فرض العقوبات على طهران.
تصدير النفط الإيراني
كشف مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، عن كواليس التعاون النفطي بين أميركا وإيران قبل غزو روسيا لأوكرانيا في أوائل العام الماضي (2022).
وقال إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طالبت دول الخليج بزيادة إنتاج النفط منذ شهر أغسطس/آب من عام 2021، ثم طالبت المملكة العربية السعودية تحديدًا بذلك فيما بعد، مضيفًا: "لكن دول الخليج رفضت التعاون مع أميركا".
وبسبب ذلك -بحسب الحجي- بدأ بايدن السحب من مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي، كما بدأت إيران السحب من المخزون العائم الذي ارتفع إلى قرابة 80 مليون برميل، رغم استمرار العقوبات.
وأشار الدكتور أنس إلى أن الغريب في الأمر أن السحب من مخزون النفط الأميركي والمخزون الإيراني العائم بدأ وانتهى في الوقت نفسه، مضيفًا: "تخلّصت إيران من 80 مليون برميل من النفط، وبايدن تخلّص من 180 مليون برميل".
المقصود بالمخزون العائم -وفق الحجي- هو النفط الموجود داخل سفن لمدة أكثر من 7 أيام، ولكنه في إيران استمر لشهور ولسنوات.
يوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- تراجع مخزون النفط الأميركي ومخزون النفط العائم في إيران:
أسباب التعاون الأميركي الإيراني
أرجع مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أسباب منح أميركا الضوء الأخضر لتصدير النفط الإيراني إلى 3 أسباب، وهي كالآتي:
- السبب الأول: إبقاء إيران على طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي في فيينا، وكان ذلك أحد الوعود الانتخابية للرئيس بايدن.
- السبب الثاني: بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لم تحصل إدارة بايدن على النفط الذي تريده من الدول العربية، ولذلك سمحت لإيران وفنزويلا -رغم العقوبات عليهما- بتصدير النفط إلى الخارج.
- السبب الثالث: صفقة الإفراج عن المساجين الأميركيين في الأسبوع الماضي، فالمفاوضات تتطلّب أن يتغاضى بايدن عن كل العقوبات التي فرضها سابقه ترمب على النفط الإيراني.
وتابع أن ذلك أدى إلى زيادة إنتاج النفط الإيراني، كما تخلصوا من المخزون النفطي العائم بالكامل، موضحًا أن هناك نوعًا من التناغم مع أميركا واستغله الإيرانيون، مؤكدًا أنه ليس بالضرورة أن يكون نوعًا من المؤامرة، بقدر كونه "لعبة شطرنج".
موضوعات متعلقة..
- قطاع النفط الإيراني يسجل نموًا 368% في 3 أشهر
- أموال النفط الإيراني العائدة بعد صفقة الأسرى الأميركيين "لعبة شطرنج"
- سعر النفط الإيراني إلى آسيا يرتفع 5 سنتات في أكتوبر
اقرأ أيضًا..
- إيني الإيطالية تفوز بـ3 مناطق جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في مصر
- وكالة الطاقة الدولية: الطلب على الوقود الأحفوري يجب أن ينخفض 25% بحلول 2030
- خط أنابيب ترانس ماونتن الكندي يحصل على موافقات بالتوسع
- حقل آزادكان.. عملاق نفطي إيراني يوشك على النهوض (مقال)