أجرت الحكومة عدّة تعديلات للحظر المفروض على صادرات الوقود الروسي، مع الإبقاء على القيود في جميع أنواع البنزين والديزل عالي الجودة قائمًا.
كانت روسيا قد أعلنت، يوم الخميس (21 سبتمبر/أيلول 2023)، أنها حظرت مؤقتًا صادرات البنزين والديزل إلى جميع الدول خارج دائرة الدول السوفيتية السابقة الـ4، بأثر فوري، من أجل تحقيق الاستقرار في السوق المحلية.
وقالت وزارة الطاقة الروسية، إن القيود المفروضة على تصدير البنزين والديزل ستساعد في وقف الصادرات "الرمادية"، وتشبع السوق المحلية، وقد تؤدي أيضًا إلى انخفاض إضافي في الأسعار، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
(السوق الرمادية هي تجارة السلع من خلال قنوات توزيع قانونية، لكنها غير مستهدفة من المصنع الأصلي).
إعفاءات الحظر على صادرات الوقود الروسي
تشمل الإعفاءات من الحظر المفروض على صادرات الوقود الروسي الذي أعلنته الحكومة، إزالة الوقود البحري والديزل الأحمر ونواتج التقطير المتوسطة من الحظر.
كما سمحت الحكومة بنقل المنتجات النفطية التي تقبلها السكك الحديدية الروسية ومشغّل خطوط أنابيب النفط الذي تسيطر عليه الدولة ترانسنفط (Transneft)، حتى 21 سبتمبر/أيلول 2023، بحسب ما نقلته وكالة تاس (Tass) الروسية.
وفقًا للوثيقة، لا ينطبق الحظر الآن على البضائع الموضوعة قبل 21 سبتمبر/أيلول بموجب الإجراءات الجمركية للتصدير من الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتي قبل هذا التاريخ "قُبلت من قبل شركة السكك الحديدية الروسية و/أو ترانسنفط للنقل و/أو التي صدر بشأنها أمر بتحميلها على سفينة بحرية، قبل دخول هذا القرار حيز التنفيذ".
كما ألغى مجلس الوزراء الاستثناء من الحظر المفروض على تصدير المنتجات النفطية إلى أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وسمح بالنقل عن طريق البحر بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي دون الدخول إلى ميناء أجنبي.
وقد وقّع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين المرسوم في 23 سبتمبر/أيلول 2023.
وذكرت ترانسنفط، يوم الجمعة (22 سبتمبر/أيلول 2023)، أنها توقفت عن تحميل وقود الديزل للتصدير في مينائي نوفوروسيسك وبريمورسك، الذي وصل إلى هناك عبر خطوط أنابيب المنتجات النفطية الجنوبية والشمالية.
وقال الممثل الرسمي لشركة ترانسنفط إيغور ديمين، إن الشركة ستضمن شحن المنتجات النفطية للتصدير، بموافقة السلطات الجمركية في الاتحاد الروسي، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة تاس الروسية.
صادرات الوقود الروسي
بينما قالت الحكومة الروسية، إن القيود مؤقتة، إلا أنها لم تحدد موعدًا نهائيًا للحظر.
وقد قفزت أسعار الديزل في أوروبا بسبب القلق من أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تفاقم النقص العالمي.
ويرى بعض المحللين أن هذه الإجراءات هي مثال آخر على استعمال موسكو لصادرات الطاقة بوصفها سلاحًا، مع دخول غزوها أوكرانيا شهره الـ20، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وفي العام الماضي (2022)، بلغت صادرات روسيا المنقولة بحرًا من جميع أنواع وقود الديزل نحو 0.95 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات فورتكسا (Vortexa)، ما يمثّل نحو 3.4% من إجمالي الطلب العالمي.
وكانت تركيا والبرازيل والمملكة العربية السعودية من بين الوجهات الرئيسة للشحنات في العام الجاري (2023)، في أعقاب العقوبات الغربية التي حظرت معظم واردات المنتجات النفطية الروسية إلى الاتحاد الأوروبي.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر 5 مستوردين للوقود الأحفوري الروسي في شهر يوليو/تموز المنصرم:
تفاقم شح إمدادات الديزل في آسيا
قد يؤدي تحرّك روسيا لحظر صادرات الديزل مؤقتًا لتخفيف ارتفاع أسعار الوقود المحلية إلى انتقال المزيد من البراميل من الخليج العربي للغرب، إذ يتوقع المشاركون في السوق تفاقم شح الإمدادات في آسيا في الربع الرابع من 2023 إذا لم يُرفع الحظر.
ومن المتوقع أن يؤدي الحظر إلى إزالة نحو مليون برميل يوميًا من الديزل من السوق العالمية، أو نحو 3.4% من الطلب العالمي، ونحو 150 ألف برميل يوميًا من صادرات البنزين، حسبما ذكرت وكالة إس إند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) في وقت سابق.
ومن شأن الحدّ من تدفقات الديزل الروسية إلى الخارج أن يجعل المشترين الذين استفادوا من سقف السعر الروسي، يتنافسون على الديزل من المصدّرين الإقليميين الآخرين.
وقال بعض المشاركين في السوق، إن هذا الحظر قد يكون مؤقتًا، وقدّروا أن روسيا قد تستغرق 10 أيام لإعادة تخزين الديزل، ونحو 60 يومًا لتعزيز مخزوناتها من البنزين، بحسب ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).
وقال تاجر إقليمي: "التأثير المباشر هو أن المشترين في أفريقيا سيسحبون المزيد من البراميل من الخليج العربي.. لكن إذا ارتفعت الفروق النقدية في الخليج العربي، فإن الفروق النقدية في سنغافورة ستتبعها قريبًا".
وأوضحت مصادر صناعية أن الحظر يأتي في وقت تصعب فيه زيادة إنتاج المصافي وإمداداتها، خاصة أن معدلات الإنتاج مرتفعة بالفعل.
ومن ناحية الطلب، يتجه نصف الكرة الشمالي إلى موسم التدفئة، ومن المتوقع أن يحدث نشاط التخزين الشتوي خلال الأسابيع المقبلة.
وقال تاجر رابع: "قد تصبح سوق الديزل الأحمر الآسيوية صعودية للغاية مع الحظر، هناك تحولات كبيرة تحدث في أوروبا والولايات المتحدة، لذلك من المرجح أن يضطر المشترون في أوروبا إلى سحب البراميل من آسيا أو الخليج العربي"، مضيفًا أنه من المتوقع أن يكون العرض محدودًا في آسيا خلال الربع الرابع من 2023 حتى دون الحظر الروسي.
موضوعات متعلقة..
- انخفاض صادرات الوقود الروسي.. ودولتان عربيتان تحصدان كميات أكبر من البنزين والديزل
- صادرات الوقود الروسي تنتهك سقف الأسعار.. وأميركا ترد
- صادرات الوقود الروسي تتدفق إلى إيران عبر السكك الحديدية
اقرأ أيضًا..
- كيف تؤثر مستويات مخزونات النفط في اتجاهات السوق العالمية؟ (تحليل)
- واردات بولندا من الغاز المسال تسجل رقمًا تاريخيًا.. وهذا دور قطر ومصر
- أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في العالم.. 3 دول عربية بالقائمة
- هل يمنع الجليد توليد الكهرباء من الألواح الشمسية؟