هل تتأثر قناة السويس بالطريق البديل لعبور السفن؟.. حل قديم قد ينقذ مصر (صوت)
أحمد بدر
على مدار الأيام الماضية، ثار الجدل بشأن لجوء السفن والناقلات إلى طريق بديل لقناة السويس، ومدى صحة ذلك الخبر، وتأثير تلك الخطوة في الدولة المصرية.
في هذا السياق، يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن قناة السويس قد تتأثر بذوبان الجليد في الدائرة القطبية، ولكنها لديها حلول لجذب الناقلات للعبور من خلالها.
وأوضح الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، المذاع عبر مساحات "إكس" بعنوان "هل تمنع الصين وإيران صعود النفط فوق 100 دولار؟"، أن هناك مشكلة كبيرة في العالم العربي، والحديث ليس عن دولة محددة، وهي أنه عندما مرّت أول سفينة غاز مسال عبر الدائرة القطبية، وجرت تغطيتها في منصة الطاقة المتخصصة، كان هناك هجوم من بعض الشباب المصريين بأن الخبر كاذب.
وأضاف: "اتهمنا شباب وشابات من مصر بأننا نختلق هذا الكلام ونريد أن نؤذي مصر، بينما الخبر حقيقي وكان في كل مكان، بأن سفينة كان من المفترض أن تمر عبر قناة السويس، وذهبت عبر القطب الشمالي بسبب ذوبان الجليد هناك".
ولفت إلى أن الحديث عن موضوع الممر الشمالي إذا ذاب الجليد موثق بكلام العلماء المتخصصين في تغير المناخ وعشرات الدراسات الأكاديمية، كما أن هناك اتفاقات دولية حدثت بسبب هذا الموضوع، ولكن البعض لا يريدون أن يقرأوا أو يفهموا أو يتحروا، ويكتفون بالهجوم على من يتحدث في الموضوع.
طريق بديل لقناة السويس
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إنه في حالة ذوبان الجليد في الدائرة القطبية، على الأقل في فصل الصيف، سيكون هناك تحويل للشحنات من قناة السويس إلى تلك الدائرة؛ إذ إن التوفير كبير.
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن الشركات ستوفر ملايين الدولارات إذا تم الشحن من شمال روسيا إلى الصين عبر الدائرة القطبية؛ لذلك فإن الأمر جاد؛ إذ إن هناك كاسحات جليد لدى روسيا، ولكن استعمالها سيكلف كثيرًا، بجانب أنها كلها على لائحة العقوبات الأوروبية ومن ثم لا يمكن استعمالها.
ولكن، وفق الحجي، في حالة ذوبان الجليد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بغض النظر عن موضوع التغير المناخي، وعلى الأقل خلال الصيف، يمكن بكل بساطة أن تنتقل السفن وتوفر ملايين الدولارات، ولا تمر عبر قناة السويس.
وأضاف: "هذه إشكالية بالطبع، ولكن إدارة قناة السويس بإمكانها أن تمنح تخفيضات -مثلًا- لهذه السفن بحيث تغريها بعدم الذهاب في ذلك الطريق، وقد سبق أن حدث هذا تاريخيًا؛ إذ منحت القناة تخفيضات لناقلات الغاز المسال وناقلات النفط".
وقف صادرات النفط المكسيكي
في سياق آخر، أشار خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إلى قرار المكسيك بوقف صادراتها النفطية تمامًا بنهاية العام الجاري بموجب قرار رئاسي تبنّته البلاد في عام 2021، وذلك في محاولة من الرئيس المكسيكي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود.
ولفت إلى اعتماد المكسيك على استيراد البنزين من الولايات المتحدة، والذي زاد 5 أضعاف خلال 12 عامًا، وهو أمر مخيف بالطبع لأي صانع قرار في أي بلد؛ لذلك فهو يحاول تحقيق الاكتفاء الذاتي؛ ومن ثم تحويل هذا النفط إلى الداخل.
وأوضح أن المكسيك بنَت مصفاة جديدة ضخمة وحديثة، ولكن شركة "بيمكس" التي تمتلك 7 مصافٍ تعاني مشكلة كبيرة؛ فهي من أقدم شركات النفط في العالم، وبنيتها التحتية قديمة جدًا ومهترئة، كما أن الفساد الإداري خلق مشكلات كثيرة.
وأضاف الدكتور أنس الحجي: "هناك دائمًا حرائق في هذه المصافي، وانفجارات؛ فلم يستطِع الرئيس أن يحقق حلمه بتحقيق الاكتفاء الذاتي من البنزين والمنتجات النفطية، ولكن الأمر الآن أن المكسيك -وهي عضو في أوبك+- بكل بساطة ستتحول إلى دولة مستوردة صافية؛ ومن ثَم عليها الخروج من أوبك+ لأنها لا تستوفي الشروط".
وقال: "بحسب ما نراه الآن في السوق، الاكتفاء الذاتي لن يحصل؛ إذ ستضطر المكسيك إلى الاستمرار في بيع النفط عالميًا، ولكن ستقل الكميات مع الزمن، كما أن المكسيك من الدول المخزنة، وعندما نرى الاحتياطيات الضخمة التي كانت موجودة قبل 60 عامًا والانخفاض الشديد؛ نجدهم خسروا نحو 80% من احتياطياتهم".
موضوعات متعلقة..
- طريق بديل لقناة السويس.. أول شحنة غاز مسال تصل وجهتها النهائية
- قناة السويس المصرية تتعاون مع ميرسك في التحول الأخضر وإعادة تدوير السفن
- انتظام حركة الملاحة في قناة السويس بعد اصطدام ناقلتي نفط وغاز
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط الروسي في 2023 قد يصل إلى 3.7 مليار برميل
- وزيرة بريطانية: لن ننقذ كوكب الأرض بإفلاس الشعب.. سنؤجل التحول الأخضر
- فيضانات ليبيا.. 3 شروط لعدم تكرار المأساة الناجمة عن تغير المناخ (تقرير)