تكلفة إنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط الأرخص عالميًا.. وأميركا تنافس (تقرير)
وفرة الغاز الطبيعي تدعم صناعة البتروكيماويات
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- وفرة الغاز الطبيعي خفضت تكلفة إنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط
- الولايات المتحدة بدأت المنافسة في إنتاج الإيثيلين مع طفرة الغاز الصخري
- حصة الولايات المتحدة من سوق الإيثيلين سترتفع إلى 22%
- السعودية وإيران وقطر أكبر منتجي البتروكيماويات في الشرق الأوسط
تشهد تكلفة إنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط انخفاضًا قويًا، مع سعي المنطقة والعالم إلى تسهيل الوصول للمواد البتروكيماوية الأولية، التي تدخل في صناعات كثيرة تشمل مجالات الحياة الصناعية والتجارية والزراعية كافة، إضافةً إلى المنتجات المنزلية الحديثة.
ورغم تنافس دول العالم على خفض إنتاج الإيثيلين، فإن منطقة الشرق الأوسط ما زالت متفوقة في هذا الصدد مقارنة بأوروبا وأميركا، بحسب دراسة حديثة حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منها.
وأظهرت دراسة صادر عن منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك" أن تكلفة إنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط ما زالت أقلّ بنسبة 64% مقارنة بأوروبا، و35% مقارنة بأميركا الشمالية، وهي المناطق الرئيسة للإنتاج.
الولايات المتحدة تنافس
كانت تكلفة إنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط أقلّ من أميركا الشمالية بنسبة 63% أوائل العقد الماضي، إلّا أن طفرة إنتاج الغاز الصخري ساعدت الولايات المتحدة على التوسع في صناعة البتروكيماويات والمواد الأولية الوسيطة.
وساعدت طفرة الغاز الصخري الولايات المتحدة على إنتاج الإيثيلين بطريقة التكسير البخاري؛ ما أسهم في انخفاض تكلفته بصورة كبيرة، مقارنة بالتكلفة المرتفعة للميثانول المنتج من الفحم الحجري في عدد من الدول، وأهمها الصين.
وبحسب أوابك، تبلغ تكلفة إنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط 229 دولارًا لكل طن، في حين تبلغ التكلفة في أميركا الشمالية وأوروبا 335 و630 دولارًا للطن على التوالي.
وتعتمد المنافسة العالمية في صناعة البتروكيماويات على تكلفة إنتاج المواد الخام الأولية -تمثّل ما بين 60% إلى 70% من تكلفة المنتج النهائي- التي تمنح بعض الدول أفضلية، مثل السعودية وإيران، أكبر المنتجين في الشرق الأوسط، مقارنة بدول أخرى لا تقوى على المنافسة.
ومن المتوقع حدوث طفرة في صناعة البتروكيماويات العالمية خلال الأمد القريب، وسط توسّع الصين والولايات المتحدة في زيادة القدرة الإنتاجية مع محاولات خفض تكلفة الإيثيلين وغيره من المواد الخام الأولية.
حصة أميركا 22% بحلول 2025
ترجّح أوابك زيادة حصة الولايات المتحدة في سوق إنتاج الإيثيلين العالمية إلى نحو 22% بحلول عام 2025، مقارنةً بـ20% في عام 2017، إذ أسهمت طفرة إنتاج الغاز الصخري في تقدّم ترتيبها بين الدول المنتجة للبتروكيماويات عالميًا.
كما تتركز 40% من القدرة العالمية الجديدة في إنتاج البتروكيماويات من غاز الإيثان في الولايات المتحدة -حاليًا- بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
وينتج الإيثيلين عبر تكسير البخاري للإيثان أو النافثا، مع اختلاف دول العالم في تبني أيّ الطريقتين على حسب التكاليف وكثافة الإنتاج المتوقع، إذ يمكن لتكسير الإيثان أن ينتج الإيثيلين بنسبة 80% أو أكثر، في حين لا تتجاوز هذه النسبة 30% حال تكسير النافثا، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وتركّز صناعة البتروكيماويات في معظم أنحاء آسيا وأوروبا -حاليًا- على استعمال النافثا بصفتها مادة أولية للبتروكيماويات، إذ تمتلك كل من الصين وأوروبا قرابة 25% من إجمالي طاقات البتروكيماويات عالية القيمة القائمة على منتج النافثا، بحسب تقديرات دراسة أوابك.
في المقابل، يتزايد اعتماد الولايات المتحدة على استعمال الإيثان في إنتاج الإيثيلين، مع سهولة إنتاجه محليًا بسبب وفرة الغاز الطبيعي لديها.
ولهذا السبب، باتت الولايات المتحدة منافسًا قويًا، وبدأت تُقلِّص الفجوة مع تكلفة إنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط، التي تعدّ الأرخص عالميًا.
وسجل إنتاج الإيثان الأميركي رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 2.7 مليون برميل يوميًا خلال أبريل/نيسان 2023، وسط توقعات بوصول متوسط إنتاجه إلى 2.6 مليون برميل يوميًا عام 2023، بزيادة 9% عن عام 2022، بحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية (13 سبتمبر/أيلول 2023).
وفرة الغاز الطبيعي عامل مهم
تتمتع دول منطقة الشرق الأوسط، بقيادة السعودية وإيران، بميزة انخفاض تكلفة إنتاج غاز الإيثان إلى جانب الولايات المتحدة بسبب وفرة إمدادات الغاز الطبيعي المشتركة بينها، وهو ما يفسّر قدرة دول المنطقة على إنتاج الإيثيلين بتكلفة منخفضة.
وتأتي الدول الـ3 (الولايات المتحدة وإيران والسعودية)، ضمن أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي عالميًا، كما يرصد الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:
وبصفة عامة، تشير التوقعات إلى أن صناعة البتروكيماويات ستكون المحرك الرئيس لاستهلاك النفط عالميًا، ما يعادل الثلث بحلول عام 2030، مع استهلاك كميات إضافية من الغاز الطبيعي تصل إلى 56 مليار متر مكعب يوميًا بحلول العام نفسه، ما يفسر انخفاض تكلفة إنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط إلى جانب المواد الأولية الأخرى، كون المنطقة عامرة بهذه الموارد.
ولم تؤدِّ هذه الوفرة إلى خفض تكلفة إنتاج الإيثيلين في الشرق الأوسط فحسب، بل إلى استحواذ المنطقة على نسب متميزة من الأسواق العالمية للبتروكيماويات -أيضًا-، كما مكّنها من إعلان خطط توسعية ضخمة عبر سلسلة من المشروعات الجديدة بمجمعات البتروكيماويات الواسعة في المنطقة.
وتستحوذ السعودية وإيران وقطر على 79% من الطاقة الإنتاجية لقطاع البتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط حتى عام 2022، بينما تضم السعودية وحدها 7 مجمعات بتروكيماوية من بين أكبر 10 مجمعات في المنطقة، بحسب بيانات منصة غلوبال داتا المنشورة على موقع أوفشور تكنولوجي (offshore-technology).
وتصدّرت السعودية قائمة أكبر دول الشرق الأوسط من حيث الطاقة الإنتاجية الكلية للبتروكيماويات بـ103.39 مليون طن سنويًا، تلتها إيران بـ64.81 مليون طن سنويًا، ثم قطر بطاقة إنتاجية بلغت 16.73 مليون طن سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- أكبر 10 مجمعات بتروكيماوية في الشرق الأوسط.. نصيب الأسد للسعودية (تقرير)
- أرامكو السعودية تضع حجر أساس مشروع ضخم للتكرير والبتروكيماويات في الصين
- قطر للطاقة توقع اتفاقيات بناء أكبر مجمع للبتروكيماويات في الشرق الأوسط
اقرأ أيضًا..
- تقرير يكشف توقعات أسعار النفط في 2024 وتأثيراتها الاقتصادية والسياسية
- أرامكو السعودية تحذر من أزمة طاقة أكثر خطورة
- السيارات الكهربائية الصينية تقلق أسواق الاتحاد الأوروبي (مقال)