كهرباءالتقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

فائض المعروض من بطاريات الليثيوم أيون يستمر حتى 2032

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • زيادة معروض بطاريات الليثيوم أيون بنسبة 45% خلال عام 2023
  • فائض المعروض في الصين يتجاوز 558 غيغاواط/ساعة
  • انخفاض أسعار كربونات الليثيوم بنسبة 50% خلال النصف الأول
  • حصة الولايات المتحدة وأوروبا قد تصل إلى 30%.. والصين ستتراجع
  • بطاريات فوسفات حديد الليثيوم قد تتجاوز النيكل بحلول 2030

تزايد المعروض من بطاريات الليثيوم أيون بصورة متسارعة خلال الأعوام الأخيرة، مع الآفاق الإيجابية لنمو الطلب من قطاع السيارات الكهربائية وزيادة التوجه نحو بناء أنظمة تخزين الكهرباء حول العالم.

ورجح تقرير تحليلي حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- تجاوز المعروض من هذه البطاريات الطلب عليها خلال الأعوام الـ10 المقبلة، رغم زيادة الطلب الملحوظة في قطاع السيارات الكهربائية.

وتوقع التقرير -الصادر عن شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي"- نمو المعروض من بطاريات الليثيوم أيون بنسبة 45% خلال عام 2023 وحده، ليتجاوز 1380 غيغاواط/ساعة.

كما توقع نمو الطلب على بطاريات الليثيوم خلال عام 2023، لكن بوتيرة أقل، ما يرجح استمرار مشكلة زيادة المعروض وامتدادها لسنوات مقبلة.

انخفاض أسعار كربونات الليثيوم 50%

يرجع السبب الرئيس في زيادة المعروض من بطاريات الليثيوم أيون عالميًا، إلى طفرة التوسع التصنيعي للبطاريات خلال الأعوام الأخيرة، مع توقعات زيادة الطلب.

وعادة ما يتزايد الطلب على بطاريات الليثيوم في قطاعي السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الكهرباء الثابتة المطلوبة حاليًا بشدة لملاءمة التوليد المتقطع من مصادر الطاقة المتجددة حسب ظروف الطقس والمناخ.

وأدى التوسع في تعزيز المعروض من بطاريات الليثيوم أيون إلى انخفاض أسعار المواد الخام مثل كربونات الليثيوم التي تراجعت أسعارها بنسبة 50% خلال النصف الأول من عام 2023.

ويوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور أسعار كربونات الليثيوم خلال عامين وحتى النصف الأول من 2023:

أسعار الليثيوم

وعزّز التقلب في أسعار المواد الخام حالة القلق والترقب في السوق بين المستثمرين، بحسب بيانات جمعتها وود ماكنزي من 500 منشأة لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون حول العالم.

وتراجع نشاط شركات تصنيع البطاريات العالمية خلال النصف الأول من عام 2023، مع انخفاض القدرات الجديدة المُصنعة في القطاع بنسبة 50%.

وعادة ما يتأثر الاستثمار في صناعة بطاريات الليثيوم أيون بمحددات كثيرة، أبرزها ظروف الطلب في الأسواق الإقليمية والدعم الحكومي وتكلفة رأس المال إلى جانب قيود سلاسل التوريد ومداها.

توقعات العرض والطلب حتى 2032

تتوقع وود ماكنزي أن يكون المعروض من بطاريات الليثيوم أيون أعلى من الطلب بنحو 300 غيغاواط خلال 2023، إذ يُرجح نمو الطلب إلى 1080 غيغاواط/ساعة هذا العام.

ويرجح سيناريو الحالة الأساسية لشركة وود ماكنزي، قدرة المعروض على تلبية الطلب حتى عام 2032، في حين يشير أعلى سيناريو للمعروض إلى احتمال تجاوزه للطلب بنسبة 66% بحلول العام نفسه.

ومن المتوقع أن يتجاوز فائض المعروض من بطاريات الليثيوم أيون 2400 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2032، حال تنفيذ جميع مشروعات التصنيع المعلنة في القطاع.

ويبلغ فائض معروض البطاريات في الصين -حاليًا- قرابة 558 غيغاواط/ساعة، كما ترجح التقديرات تجاوز العرض الطلب خلال العقد المقبل، ما يثير مخاوف حول احتمالات تجميد الاستثمارات في القطاع أو إلغائها، بوصفها أحد الخيارات المحتملة لهذا الوضع، بحسب تقديرات وود ماكنزي.

ورغم ذلك، فمن المرجح تضاعف الطلب على البطاريات عالميًا بحلول عام 2032، مع استحواذ السيارات الكهربائية على حصة أكبر من السوق ستصل إلى 84% مقارنة بـ79% -حاليًا-.

خريطة مناطق التصنيع

تتصدر منطقة آسيا والمحيط الهادئ تصنيع بطاريات الليثيوم عالميًا، مع امتلاكها 87% من جميع المكونات الرئيسة في التصنيع.

وارتفعت عائدات الصين من تصدير بطاريات الليثيوم أيون بنسبة 80% على أساس سنوي خلال الربع الأول من عام 2023، وسط توقعات باستمرار سيطرتها على سلاسل توريد الكاثودات والإلكتروليتات والفواصل بنسبة 80% حتى عام 2032 وما بعده.

ومن المتوقع حصول تغيرات على خريطة المناطق الصناعية للبطاريات في العالم، مع تعزيز الولايات المتحدة للاستثمارات في القطاع، إلى جانب سياسات توطين الصناعة محليًا، ما سيؤدي إلى زيادة المعروض من بطاريات الليثيوم أيون من جهة، واحتمال كسر هيمنة الصين وآسيا خلال العقد المقبل من ناحية أخرى.

ويمكن للمنافسة الأميركية أن تخفض حصة الصين وكوريا الجنوبية من إنتاج الكاثودات القائمة على النيكل إلى 53% و14% على التوالي بحلول عام 2032.

حصة أميركا وأوروبا قد تصل إلى 30%

تسارع الولايات المتحدة وأوروبا الزمن للتخلص من هيمنة الصين على سلاسل توريد المعادن الأرضية النادرة المستعملة في صناعة البطاريات والتقنيات المتجددة.

وأقرت الولايات المتحدة العام الماضي (2022) قانون خفض التضخم الذي يتضمن أكبر حزمة إعفاءات ضريبية في تاريخها بما يتجاوز 370 مليار دولار.

وأعلنت الولايات المتحدة سعة لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون تزيد على 350 غيغاواط/ساعة خلال النصف الأول من عام 2023، ما يعادل إجمالي سعة العام الماضي كله.

ورغم ذلك، فمن اللافت للنظر أن 50% أو أكثر من استثمارات تصنيع البطاريات في الولايات المتحدة تتركز بمشروعات مشتركة مع المصنعين الصينيين والكوريين الجنوبيين.

وترجح وود ماكنزي زيادة حصة الولايات المتحدة وأوروبا من قدرة إنتاج البطاريات العالمية إلى أكثر من 30% بحلول عام 2032، ما سيمثّل تحديًا حقيقيًا لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ المهيمنة على التصنيع العالمي حاليًا.

الطلب على أنظمة تخزين الكهرباء

تشير التقديرات إلى أن الطلب على أنظمة تخزين الكهرباء سيزداد خلال السنوات المقبلة، مع زيادة التوجه نحو تعزيز مصادر الطاقة المتجددة ذات التوليد المتقطع الذي يحتاج إلى البطاريات لموازنة النقص أو الزيادة في الإنتاج حسب ظروف الطقس.

ومن المتوقع تجاوز سعة تخزين بطاريات الكهرباء 700 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2032، لكن الصين ستظل مستحوذة على الأغلبية الساحقة من السوق بما يزيد على 89% من السعة.

بطاريات تخزين الكهرباء
بطاريات تخزين الكهرباء - الصورة من General Electric

وتعمل شركات تصنيع الطاقة الشمسية الصينية في الوقت الحالي على تطوير أعمال التخزين والاستثمار في إنتاج البطاريات وتكامل الأنظمة.

ووقع المصنعون الصينيون اتفاقيات طويلة الأجل لتوريد أكثر من 100 غيغاواط/ساعة من البطاريات خلال النصف الأول من عام 2023، أغلبها مع عملاء في الخارج، ما يرجح استمرار هيمنة الصين على السوق لبعض الوقت، بحسب تقديرات وود ماكنزي.

على الجانب الآخر، زادت الحصة السوقية لبطاريات فوسفات الحديد والليثيوم -المفضلة في الصين- إلى 28% في عام 2023، وسط توقعات بتجاوزها للبطاريات القائمة على النيكل في عام 2030.

كما يتوقع زيادة إنتاج البطاريات من المركبات المختلفة عن بطاريات الليثيوم أيون، لكن حصتها السوقية ربما لن تتجاوز 3% من السوق بحلول عام 2032، بحسب تقديرات وود ماكنزي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق