طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةوحدة أبحاث الطاقة

الطاقة المتجددة في سويسرا تصطدم بمشكلات قانونية متكررة

نظام الديمقراطية المباشرة يهدد تشريعات المناخ بالتغير المستمر

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • استفتاء عام 2017 ألزم الحكومة بالتخلص التدريجي من الطاقة النووية
  • استفتاء عام 2021 يرفض قانون زيادة ضرائب الكربون
  • البرلمان السويسري يناقش مقترح قانون جديد يركّز على الحوافز
  • وكالة الطاقة الدولية توصي بتوسعة المفهوم القانوني للطاقة المتجددة

تتزايد الرهانات على الطاقة المتجددة في سويسرا بوصفها البديل الأقرب لتلبية احتياجات البلاد من الكهرباء، مع سعيها لخفض الاعتماد على الطاقة النووية.

ونصح تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- بضرورة التوسع في مشروعات الطاقة النظيفة في سويسرا لتحقيق أهدافها المناخية بحلول 2030، عبر التخلص من العقبات التنظيمية والقانونية.

وشدد التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الإثنين 11 سبتمبر/أيلول 2023، على ضرورة تسريع جهود كهربة قطاعي المباني والنقل بوصفهما أكبر القطاعات المتخلفة عن تحقيق أهداف عام 2020 لخفض الانبعاثات في سويسرا.

استفتاء 2017 ضد الطاقة النووية

تبدو الطاقة المتجددة في سويسرا الرهان الوحيد المتاح أمامها لتلبية احتياجات الكهرباء، خاصة بعد نتيجة الاستفتاء الوطني الذي أجرته في عام 2017، وجاءت نتائجه ضد الطاقة النووية.

وتتعهد الدولة الأوروبية بموجب هذا الاستفتاء بالتخلص التدريجي من الطاقة النووية في مزيج الكهرباء لديها، ما يُلزم الحكومة بالبحث عن بدائل أخرى، من بينها زيادة وارداتها من الكهرباء، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما تلتزم سويسرا -على الجانب الآخر- بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 50% بحلول 2030، مقارنة بمستوياتها عام 1999، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وأصدرت الحكومة سلسلة من التشريعات الجديدة، مع تعديل بعض القوانين القائمة لتسريع التقدم نحو الطاقة المتجددة في سويسرا، منذ المراجعة الأخيرة لوكالة الطاقة الدولية عام 2018.

استفتاء قانون ثاني أكسيد الكربون 2021

يراجع البرلمان السويسري -في الوقت الحالي- قانون ثاني أكسيد الكربون لمدة ما بعد 2025، إلى جانب مناقشة الأدوات اللازمة لتحقيق أهداف البلاد المناخية لعام 2030، بموجب اتفاقية باريس للمناخ 2015.

كما يراجع البرلمان قانون الطاقة لعام 2018، ليحلّ محلّ الأهداف الإرشادية لتوسع الطاقة المتجددة في سويسرا ونصيب الفرد من استهلاك الطاقة والكهرباء.

وإذا وافق البرلمان على هذا القانون، ستتحول الأهداف الإرشادية إلى إلزامية، ما سيفتح الطريق أمام تسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة في سويسرا خلال السنوات المقبلة.

الطاقة المتجددة في سويسرا
جانب من استفتاء 2021 لرفض ضرائب الكربون في سويسرا- الصورة من رويترز

تواجه سياسات المناخ في سويسرا تحديات مختلفة عن بقية دول أوروبا، لاعتمادها نظام الديمقراطية المباشرة، الذي يتيح حق الاستفتاءات على القوانين ومواد الدستور بشروط ميسرة، ما يجعل التشريعات المحلية المتعلقة بالمناخ في حالة تغير مستمر.

وتعرضت مراجعة قانون ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2030 للرفض في استفتاء وطني عام 2021، ما دفع الحكومة لتقديم مقترح جديد يُناقَش في البرلمان -حاليًا-.

ورفض الناخبون الزيادة الكبيرة المقررة في ضريبة الكربون على الوقود بصفة خاصة، وهو ما يحاول المقترح الجديد للقانون تجنّبه بالتحول إلى الحوافز بدلًا من الزيادات الضريبية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تؤدي حوافز المقترح الجديد إلى نشر الطاقة المتجددة في سويسرا، عبر زيادة تمويل التدابير المستهدفة لقطاعي النقل والبناء.

كما يتضمن قانون ثاني أكسيد الكربون المقترح حتى عام 2030 تعزيز أهداف خفض الانبعاثات لحدّ أقصى يصل إلى 40%، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

توصيات وكالة الطاقة الدولية

توصي وكالة الطاقة الدولية المشرّعين في البرلمان السويسري بتوسعة التعريف القانوني لجميع مصادر الطاقة المتجددة في البلاد، ليشمل جميع محطات الطاقة المتجددة واتصالاتها بالشبكة، لجذب المطورين للاستثمار في الفرص الجديدة.

وأوصت وكالة الطاقة بهذا التوسع في التعريف القانوني لمعالجة مشكلات طول الإجراءات القانونية والجداول الزمنية التي تؤخر مشروعات الطاقة المتجددة في سويسرا لسنوات طويلة، كما تعوق أعمال التوسعات في شبكات الكهرباء.

وتؤدي الاختناقات الإدارية المحيطة بالتخطيط والنشر إلى إبطاء عمليات إطلاق المشروعات الحديدة، ما يهدد أهداف سويسرا للمناخ بعام 2030، إذا ظلّت هذه العراقيل البيروقراطية دون معالجة، بحسب تحذيرات الوكالة الدولية.

وتنصح وكالة الطاقة السلطات الفيدرالية والإقليمية بتسهيل إجراءات التصاريح والموافقات المطلوبة لمشروعات البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مشروعات الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وتشمل نصائح الوكالة تشجيع المناطق المعروفة باسم "الكانتونات" -تقسيم إداري يُطلق على المدن، ويكون ذا مساحة أقلّ من الأقاليم- تنسيق عمليات الموافقة وتحسين التخطيط المكاني للمشروعات الجديدة والبنية التحتية الداعمة.

الطاقة المتجددة في سويسرا
كانتونات منطقة يونغفراو السويسرية- الصورة من grindel wald

يتيح النظام الفيدرالي المميز لسويسرا صلاحيات قانونية واسعة للمدن المختلفة، فيما يتعلق بالطاقة، خاصة في استعمالات المباني والتخطيط المكاني والموارد المائية، فضلًا عن قوانين خاصة وبرامج تمويلية متنوعة.

كما تشمل التوصيات إعداد تشريعات المناخ لما بعد عام 2030، وإعطاء أولوية لتدابير كفاءة الطاقة وتسريع عمليات الرقمنة ومواءمة لوائح سوق الكهرباء المحلية مع لوائح الاتحاد الأوروبي.

إصلاح سوق الغاز

سلّطت أزمة الطاقة العالمية الضوء على حاجة سويسرا إلى تنظيم سوق الغاز مع إنشاء هيئة مستقلة لإدخال الإصلاحات اللازمة لتحقيق التكامل المحتمل مع سوق الطاقة الداخلية في الاتحاد الأوروبي.

ودفعت أزمة الطاقة خلال العام الماضي الحكومةَ السويسرية إلى إلزام صناعة الغاز بتأمين سعة تخزينية إضافية خارج سويسرا تعادل 15% من الاستهلاك السنوي، إذ لا يوجد تخزين للغاز داخل البلاد حتى الآن.

يأتي ذلك بالإضافة إلى تأمين 20% من الاستهلاك الشتوي عبر خيارات الشراء المختلفة، إذ أدت أزمة الطاقة إلى تعرّض سوق الغاز السويسرية لتحديات لم تكن في حساباتها.

وبلغ إجمالي إمدادات الطاقة في سويسرا -ذات الـ8.7 مليون نسمة- قرابة 954 بيتاجول بحسب بيانات عام 2021 التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ويستحوذ النفط على 34.3% من إمدادات الطاقة في البلاد، كما تستحوذ الطاقة النووية على 22.3%، تليها الطاقة الكهرومائية بنسبة 14%، ثم الغاز الطبيعي بنسبة 13.6%.

بينما تسهم الطاقة الحيوية والنفايات بنسبة 13.1%، أمّا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فلا تتجاوز مساهمتهما 1.4%، بينما يمثّل الفحم 0.4%، كما تشكّل واردات الكهرباء نحو 0.9%، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. التخريب المنظم في قطاعات الكهرباء في مصر
    ما سر عدم التحقيق فى تقرير عدم صلاحية العازلات فى خط نقل الكهرباء الذى يتمدد لمسافة 1200 كيلو متر لنقل الطاقة بين ارجاء مصر؟ ومن هم القيادات الذين قبلوا بالمهمات؟ وأين هم الآن؟
    هل يتم تأجيل التحقيقات إلى أجل غير مسمى حتى يرحل المسئولون عن تلك المخالفات الخطيرة سواء بالتقاعد أو الرحيل أيهما أقرب؟
    لماذا تتجاهل الشركة المصرية المخالفات الخطيرة بخط نقل الكهرباء بطول 1200 كيلومتر؟
    كشفنا عن تجاوزات بمئات الملايين من الدولارات قيمة مهمات كهرباء غير مطابقة للمواصفات ولم يتحرك أحد؟
    فى وزارة الكهرباء والشركة المصرية لنقل الكهرباء و”القابضة” لكهرباء مصر، قصص وروايات وألغاز تحتاج إلى تبرير وتوضيح وتفسير، ولكن على ما يبدو هناك اتجاه للتعامل مع قضايا الكهرباء كالتعامل مع مكامن الخطر والتعمد فى إضفاء صورة مرعبة ومخيفة عليها للجمجمة والعظمتين المتقاطعتين احذر الاقتراب.. خطر مميت.
    حدث ذلك عندما كشفت عن ملف تجاهل الشركة المصرية لنقل الكهرباء مراجعة المهمات التى تم توريدها لإنشاء خط نقل الكهرباء جهد 500 كيلو فولت الذى يتمدد لمسافات تزيد عن 1200 كيلومتر لتفريغ الطاقة المولدة من محطات انتاج الكهرباء بغرب البرلس والعاصمة الإدارية الجديدة وبنى سويف بين أرجاء الجمهورية والتى تحملت مصر تكلفة للخط تصل إلى 750 مليون دولار أمريكى لنكتشف صدأ حديد الأبراج التى ترتفع بأطوال 62 مترًا والتى تحمل الكابلات الهوائية، كما بدأ الصدأ يكسو ويتغلغل فى أجزاء من الهياكل الحديدية بعد عامين فقط من التركيب دون أن تبالى الشركة المصرية لنقل الكهرباء بالكارثة الوشيكة بسبب التغافل العمدى من قيادات قطاع الكهرباء لتلك المخالفات الخطيرة.
    كما أن العازلات فشلت فى الاختبارات ورغم فشلها بشهادة اللجنة المشكلة من شركة النقل لمراجعة تلك المهمات قبل توريدها من الصين وتسجيل هذا الفشل فى تقرير، لكن التقرير تم تجاهله كليًا وتم قبول المهمات بعد استبدال اللجنة التى رفضت بلجنة أخرى قبلت بما رفضته الأولى، وإلا لماذا كان هناك تساقط للعديد من العازلات التى تحمل الكابلات وتتصل عبر موصلات تشبه الضفائر الحديدية بالأعمدة التى تناطح السحاب والتى يتغلغل بها الصدأ بعد أقل من عامين من تركيبها وكأن عيوب وفشل المهمات فى الاختبارات ليس خطأ، بينما الكشف عنها يمثل جريمة.
    كان الكشف عن تجاوزات تحُمّل الدولة مئات الملايين من الدولارات قيمة مهمات غير مطابقة للمواصفات هو المحصلة الموثقة بتقارير من جهات رسمية مثل مركز بحوث الفلزات التابع لكلية الهندسة جامعة القاهرة والذى طُلب منه فحص حالة الصدأ الذى بدأ يدب فى أوصال الزوايا والتقاطعات الحديدية التى تم تركيب الأبراج العملاقة منها ليقدم حلولاً تتطلب من الجهد والتكاليف والمخاطر ما يفوق قيمتها الفعلية.
    وهنا تساءلت هل هذا طبيعى؟ ومن المستفيد من جلب مهمات غير مطابقة للمواصفات تدفع مصر ثمنها وسط تلك الظروف التى يمر بها الاقتصاد المصرى والعالمى؟
    هل تم فتح باب التحقيق فى تلك الواقعة؟ ومن هم القيادات الذين قبلوا بتلك المهمات؟ وأين هم الآن؟، أليس منهم من تم ترقيته؟، ومنهم من تم التجديد له فى موقعه أو موقع مماثل؟!
    وكيف يتم مكافأة من قبلوا بمهمات معيبة ولا تصلح لإنشاء خطوط يجب أن يصل عمرها الافتراضى إلى قرن من الزمان ليُكتشف سرطان الصدأ وقد دب فى أوصالها بعد شهور من تركيبها؟!
    وكيف يتجاهل هؤلاء تقرير جامعة القاهرة الذى كشف عن ضرورة عملية إصلاح مكلفة وباهظة ولها مخاطر على العناصر البشرية التى تحتاج إليها عملية الصنفرة والتجليخ وإعادة الجلفنة ثم الطلاء؟
    لماذا لم يتم فتح باب التحقيق فى تقرير فساد العازلات والتى ثبت أنها تحتاج إلى التغيير وبالفعل سقط منها عدد ويتم تغيير ما تساقط؟.. وما موقف الشركة المصرية لنقل الكهرباء والشركة القابضة لكهرباء مصر ووزير الكهرباء محمد شاكر من المهمات التى لم تظهر عليها العيوب الآن ولكنها من نفس المهمات التى ظهرت عيوبها سريعًا لقربها من البحر المتوسط؟
    فمن نسأل عندما تظهر العيوب بعد عدة أعوام على باقى خط نقل الكهرباء العملاق فى باقى المناطق، وبالضرورة سوف تكشف عن نفسها لكون كل الخامات واحدة، ولكن العوامل الجوية الناتجة عن البحر المتوسط هى ما أسرعت بالكشف عن فساد مهمات الخط قبالة شواطئ المتوسط، بينما ستكتشف العيوب بباقى الخط بعد سنوات قليلة ويكون المسئولون الحاليون عن تلك المرحلة خرجوا للتقاعد أو فى ذمة الله؟
    أليس من المنطقى أن يتم فتح باب التحقيقات فى تلك الأمور قبل فوات الأوان؟، أم هناك هدف من تأجيل التحقيقات إلى أجل غير مسمى حتى يرحل المسئولون عن تلك المخالفات الخطيرة سواء بالتقاعد أو الرحيل أيهما أقرب وبالتالى تتبدد الحقيقة وتتوه المسئولية وتغلق الملفات دون وخز لضمائر تغط فى سبات عميق.
    المطلوب العاجل والضروري من الرئيس السيسي والجيش والمخابرات العامة هو اعلان انطلاق ثورة قوية على التجهيل والتفقير والتعطيل الذي تقوم به قوي في داخل كهرباء مصر وبشركاء لهم من الخارج والداخل
    القرار والتوقيع الذي يحل كل مشاكل كهرباء مصر وأزماتها ومعاناة شعبها وقصور الأجهزة سهل جدا وفي متناول الرئيس السيسي ونتائجه قوية وفورية. القرار هو إحالة شاغري الوظائف المائة العليا في كل قطاعات الشركة القابضة لكهرباء مصر، الي خارج الخدمة للصالح العام بأقل قدر ممكن من التكاليف، والنتائج ستكون عظيمة بضخ دماء وعقول وطاقات نظيفة وجديدة ونشيطة غير مرتبطة بأساليب ومصالح الماضي التي سببت ولازالت تتسبب في عرقلة نهضة مصر بالرغم من توفر كل الإمكانات والقدرات والموارد، لابد من الاستبدال والتغيير بكفاءات ومخلصين لم تلوثهم الوظائف الدواوينية الكوسة الفاسدة وأقلية الشلل ولابد من نظام علمي في اختيار وتعيين واستمرار ورقابة أداء المسئولين كلهم
    الرئيس السيسي يحاول البناء والنهضة ويستطيع حل كل مشاكل وأزمات الشعب والدولة المصرية بقرار وتوقيع واحد بالاستغناء عن 3300 شخص فقط ومعهم رئيس الوزراء
    مصر تمتلك كل الإمكانات والقدرات والموارد والقيادة المطلوبة لتكون في قائمة أنجح الدول في العالم
    يجب التحقيق مع دسوقي والمرقبي وكافة المتورطين في رشاوي ألستوم بكهرباء مصر وهذا الملف وملفات عديده اخري، ومراجعة حساباتهم البنكية وثرواتهم ومصالحهم الخارجية وممتلكاتهم، استمرارهم سيحطم الأمل في نهضة قطاع الكهرباء...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق