سياراتأخبار السياراتأخبار الكهرباءرئيسيةكهرباء

السيارات الكهربائية قد تواجه حظرًا جزئيًا في سويسرا بسبب "نووي" فرنسا

بموجب تشريع يعده المجلس الفيدرالي لاستهلاك الكهرباء في 2023

حياة حسين

تستعد سويسرا لإصدار تشريع قد يؤدي إلى حظر جزئي لاستخدام السيارات الكهربائية في 2023؛ بسبب أزمة واردات متوقعة في الدولة الأوروبية من جيرانها، خاصة مشكلة الطاقة النووية في فرنسا، وفق ما أشارت إليه صحف محلية، ونقلته عنها أخرى دولية مثل "إلكتريف دوت كوم".

وتعتمد سويسرا على استيراد الكهرباء بصورة رئيسة من فرنسا، التي تولّد أكثر من 70% من احتياجاتها من الطاقة النووية، إلا أن باريس تواجه أزمة بسبب تدهور أوضاع مفاعلاتها النووية مؤخرًا، وتناقص عملية التوليد منها؛ ما قد يعوقها عن التصدير.

وبصورة عامة، تعاني الأسواق العالمية أزمة طاقة جراء الحرب في أوكرانيا، ويزداد الوضع سوءًا في أوروبا بسبب شح الغاز، الذي تعتمد عليه محطات توليد الكهرباء بصورة أساسية، نتيجة تقليل روسيا للكميات المرسلة إلى القارة العجوز إلى أدنى حد، في وقت تحتاج تلك الدول إلى مخزون للشتاء البارد، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأشارت دراسة صادرة عن نادي السيارات السويسري، في يناير/كانون الثاني الماضي؛ أي قبل غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، إلى زيادة مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة بسرعة تجاوزت التوقعات، وفق ما ذكره موقع "سويس إنفو" حينها.

وأوضحت بيانات الدراسة أنه في المدة بين شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، استحوذت مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل على نسبة 18.3% من إجمالي المبيعات، بينما سجلت الكهربائية بالكامل والهجينة معًا نسبة 28%.

وتوقّع نادي السيارات السويسري، وقت إصدار الدراسة، أن تزيد مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة لتحتل 50% من مبيعات 2022.

تشريع جديد

يستعد المجلس الفيدرالي السويسري إلى إصدار تشريع "قانون قيود وحظر استهلاك الطاقة الكهربائية"؛ لمواجهة شح الكهرباء المتوقع، الذي قد يؤدي إلى حظر جزئي لاستخدام السيارات الكهربائية.

ومن المتوقع أن يشمل التشريع 4 مراحل من التصعيد في القيود المفروضة على استهلاك الكهرباء، وفق ظروف الإمدادات. وجاء ذكر السيارات الكهربائية في المرحلة الثالثة من التصعيد؛ إذ تنص المادة على عدة حالات فقط، يُسمح فيها بقيادتها.

وتنص المادة على أنه "يسمح باستخدام السيارة الكهربائية في الرحلات الضرورية، وللذهاب إلى العمل، أو لزيارة الطبيب، وحضور المناسبات الدينية، إضافة إلى الوصول إلى المحكمة، في حالة الحاجة لذلك".

وذكرت صحيفة دير شبيجل الألمانية، وفق "أويل بريس"، أنه إذا حظرت سويسرا استخدام السيارات الكهربائية بحسب ما هو متوقع من التشريع الذي يجري إعداده حالًيا؛ فإنها ستكون الدولة الأولى في العالم في ذلك.

وتستورد سويسرا الكهرباء من كل من فرنسا وألمانيا، وكلتا الدولتين تواجه أزمة طاقة ستقودها إلى وقف تصدير الكهرباء إذا اقتضت الحاجة المحلية لذلك.

تغير المناخ

السيارات الكهربائية
محطة طاقة نووية - الصورة من إنترجي نيوزرووم

أثر تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة في فرنسا عن المعتاد سلبًا في المفاعلات النووية وقدرتها على التوليد بصورة غير مسبوقة، وتواجه شركة الكهرباء المملوكة للدولة (إي دي إف) مشكلات تتراوح بين التآكل الناتج عن الإجهاد داخل المحطات النووية وارتفاع الحرارة مع صعوبة تبريد المفاعلات القديمة.

وأدى انقطاع التيار الكهربائي في شركة كهرباء فرنسا، أكبر مصدر للكهرباء في أوروبا، إلى انخفاض إنتاج الطاقة النووية في فرنسا إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من 30 عامًا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وكان مدير شركة تشغيل شبكة الكهرباء الفرنسية، إكسشفيير بيتشازيك، قد أدلى بتصريحات، الأسبوع الماضي، قال فيها إن الشبكة تواجه خطرًا كبيرًا في إمدادات الطاقة في يناير/كانون الثاني المقبل 2023.

وأضاف: "الدولة يجب أن تعالج هذا الخطر من قطع الكهرباء، في وقت قد تكون الإمدادات غير كافية لتلبية الطلب". بينما تواجه ألمانيا شح الغاز مع قطع الإمدادات الروسية.

وكانت لجنة الكهرباء الفيدرالية السويسرية (إلكوم) قد قالت، في يونيو/حزيران الماضي، إنه بسبب مشكلة توليد الطاقة النووية في فرنسا وما ينجم عنها من خفض الصادرات إلى جنيف؛ فإنه من المتوقع أن تقل واردات الكهرباء عن المواسم السابقة.

الحاجة إلى الاستيراد

تحتاج سويسرا إلى استيراد 4 غيغاواط/ساعة من الطاقة من جاراتها ألمانيا والنمسا وإيطاليا، لكن لا تجد تلك الدول الوقود الأحفوري الذي ستولّد به هذه الكميات، خاصة من الغاز الذي تعتمد عليه.

وكان رئيس شركة الغاز السويسرية "سويس غاز"، إندريه دوسيه، قد حذر، في شهر يوليو/تموز 2022، من أن نقص الغاز الذي يلوح في الأفق في أماكن أخرى في أوروبا، وانفجار الأسعار؛ يمثلان "مشكلة كبيرة" للإمدادات السويسرية على وجه الخصوص.

وفسّر دوسيه ذلك بأن إستراتيجية الطاقة السويسرية "ليست لها أي أسس موثوقة"؛ فهي لم تأخذ في الحسبان النمو السكاني أو التحول نحو النقل الكهربائي، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق