التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةقمة المناخ كوب 28منوعات

بعد قمة المناخ الأفريقية.. زعماء دينيون يطرحون 6 مطالب للعدالة المناخية

داليا الهمشري

أدان زعماء دينيون نتائج قمة المناخ الأفريقية في نيروبي، مؤكدين أن الالتزامات لا ترقى إلى الإجراءات المطلوبة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة وفقًا لاتفاقية باريس، وألقوا باللوم على الدول المتقدمة في فشل الحدث الأفريقي.

وكانت القمة قد اختتمت فعالياتها، الأربعاء الماضي 6 سبتمبر/أيلول، "بإعلان نيروبي"، الذي وضع أساسًا لموقع أفريقيا في عملية مكافحة التغيرات المناخية العالمية قبل أشهر قليلة من قمة المناخ المقبلة كوب 28.

وتضمّن إعلان نيروبي عددًا من المطالبات الأفريقية للمجتمع الدولي، من بينها الإسهام في رفع قدرة إنتاج مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا إلى ما لا يقلّ عن 300 غيغاواط بحلول عام 2030، لمكافحة فقر الطاقة.

كما طالب إعلان قمة المناخ الأفريقية بضرورة إنشاء هيكل تمويلي جديد يتكيّف مع احتياجات أفريقيا، بما في ذلك إعادة الهيكلة وتخفيف عبء الديون.

واقترحت الدول الأفريقية بعض الإجراءات لضمان تمويل واسع النطاق للاستثمارات المتعلقة بالمناخ، أبرزها طرح فرض نظام ضريبة على الكربون، يشمل تجارة الوقود الأحفوري والنقل البحري والطيران، ويمكن زيادتها -كذلك- من خلال فرض ضريبة عالمية على المعاملات المالية.

كما تضمّنت فعاليات قمة المناخ الأفريقية -التي استمرت لمدة 3 أيام في كينيا- تقديم تعهدات استثمارية بقيمة 23 مليار دولار في مجال الطاقات المتجددة، بينها 4.5 مليار دولار من الاستثمارات من جانب الإمارات.

تمويل الخسائر والأضرار

طرح ممثلو الحركات الدينية الإسلامية والهندوسية والمسيحية من طوائف مختلفة على هامش قمة المناخ الأفريقية 6 مطالب -في بيان لهم حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- طالبوا فيه باتخاذ إجراءات فورية بدلًا من التأخير أو إعلان الطموحات.

وحول تمويل المناخ، قالوا: "نحن ندرك حقيقة أنه لم يكن هناك دعم مالي كافٍ موجه إلى القارة الأفريقية على الرغم من الجهود والالتزامات التي أعلنتها الدول المتقدمة".

وأكدوا أن قمة المناخ الأفريقية كانت تمثل فرصة للدول المتقدمة، التي أسهمت بصورة أكبر في أزمة المناخ، لتجاوز الخطابة، وتقديم التمويل الذي تعهدت به منذ مدة طويلة.

كما طالب الزعماء الدينيون بتوفير الأموال اللازمة لتعويض ضحايا الخسائر والأضرار، مضيفين أن القارة على وشك التعرض "لأشد الآثار السلبية لتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، مقارنة بمعظم المناطق الأخرى في العالم بسبب القدرة المنخفضة نسبيًا على التكيف".

ودعوا إلى تفعيل "تعهدات الدول الغنية بتمويل صندوق الخسائر والأضرار، لتقديم الإغاثة إلى الدول الفقيرة والمتضررة".

جانب من فعاليات قمة المناخ الأفريقية (الصورة من وكالة الأنباء الفرنسية)
جانب من فعاليات قمة المناخ الأفريقية - الصورة من وكالة الأنباء الفرنسية

تدابير سياسية وتنظيمية

دعا الموقعون على البيان القادة الأفارقة إلى اعتماد خطة عمل تتضمن تدابير سياسية وتنظيمية قوية ضرورية للبلدان الأفريقية، لتنفيذ ودعم نمو الاقتصادات الخضراء الشاملة التي يمكن أن توفر فرص عمل للشباب.

كما طالبوا بدعم البحث والابتكار لتعزيز التنويع والنمو الاقتصادي الأكثر مراعاة للبيئة، والإستراتيجيات التي تسهّل تطوير الحلول المالية من بين أمور أخرى.

وتمثّل المطلب الرابع في وضع خطط تنفيذية واضحة بشأن تعزيز إجراءات التكيف والقدرة على الصمود في مواجهة عواقب أزمة المناخ.

كما سلط الزعماء الدينيون الضوء على ضرورة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ودعم التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.

واختتم القادة الدينيون بيانهم بالتعبير عن الشعور بالإحباط، بسبب فشل الإجراءات المُتخذة لمعالجة تغير المناخ في تحقيق الطموح العاجل المطلوب.

وأضافوا: "إن قيم القيادة والتعاطف والعدالة والإنصاف والتضامن على النحو المنصوص عليه في تقاليدنا الدينية يجب أن توجه كل قرار وإجراء اُتخذ في قمة وأسبوع المناخ الأفريقي".

جلسات مُغلقة

شدد ممثل المجلس الديني الإسلامي الشيخ إبراهيم عثماني، على ضرورة الاستماع إلى أصوات الزعماء الدينيين في المناقشات المتعلقة بتغير المناخ، مشيرًا إلى أن الدين هو أحد الأصول في المحافظة على البيئة وتوجيه السياسيين.

وطالب عثماني الزعماء الأفارقة بالاهتمام بمصلحة القارة في القمة التي أُدينت، لكونها كانت عبارة عن جلسات مُغلقة وكأنها قاعات محاضرات.

من جانبه، دعا الأسقف التنزاني شيديل إلينازا سيندورو -خلال اللقاء الذي جمع القادة الدينيين برعاية منظمة غرينفيث أفريكا (الإيمان الأخضر) في أعقاب قمة المناخ الأفريقية- إلى استعادة مكانة الأديان في ضمان الرفاهية المجتمعية، وشجع الشباب على البقاء على المسار الصحيح في الكفاح من أجل وقف أزمة المناخ.

وتُعد غرينفيث حركة دينية شعبية للدفاع عن العدالة المناخية تتعاون مع العديد من المنظمات ذات التفكير المماثل.

بينما طلب الأسقف النيجيري حسن كوكا من الشباب "أن يقرروا نوع المقعد الذي يريدونه على طاولة صنع القرار"، داعيًا إلى المسؤولية الشخصية لتحقيق العمل المناخي.

وأوضح كوكا أن الحوار بشأن المناخ يجب أن يبدأ محليًا، وأن يتجاوز مجرد إصدار البيانات، مؤكدًا أن الشباب أكثر استعدادًا للتعبير عن الأزمة ومواجهتها.

احتجاجات على هامش قمة المناخ الأفريقية
احتجاجات على هامش قمة المناخ الأفريقية - الصورة من وكالة أسوشيتد برس

المطالبة بالعدالة المناخية

قال عضو المجلس الديني الهندوسي سوغارتا كوتامراغو، إن جميع الكتب المقدسة تأمر بحماية البيئة، وحث الشباب على توظيف طاقاتهم للمطالبة بالعدالة المناخية والحفاظ على البيئة.

من جانبه، حثّ رجل الدين الزامبي تشارلز تشيلوفيا، الأفارقة على تفعيل العمل المناخي بقيادة محلية، قائلًا: "إن تمويل المناخ أمر مهم، ولكن لا ينبغي أن يكون محور التركيز الوحيد، فالبيئة في خطر ولا بد من تعزيز العمل".

بينما طلبت الناشطة المناخية من زامبيا جيسيكا موالي، من الزعماء الدينيين الضغط من أجل الاعتراف بأفريقيا بمثابة حالة خاصة، ووقف فكرة إقراض القارة أموالًا لمواجهة تحديات تغير المناخ.

وقالت موالي: "يجب أن تأتي الأموال إلى أفريقيا في شكل منح، وليس على شكل قروض".

واختتم الشيخ عثماني اللقاء بقوله: "لا يمكننا الذهاب إلى الجنة دون إعداد مكان أفضل على الأرض.. يجب أن نتعامل مع البيئة بصورة صحيحة، لنحظى بمكاننا الصحيح في الجنة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق