أول محطة طاقة نووية في بنغلاديش تواجه شبح التأجيل وانعدام الجدوى
محمد عبد السند
- تشغيل محطة روبور النووية في بنغلاديش يواجه 3 تحديات
- تواجه الدولة الواقعة جنوب آسيا أزمة طاقة في المناطق الحضرية
- الكهرباء المولدة من محطة روبور النووية في بنغلاديش ستأتي إلى دكا عبر خط تيار كهربائي مزدوج سعة 400 كيلوفولت
- يحتاج مفاعلا محطة روبور النووية في بنغلاديش نحو 70-80 طنًا من اليورانيوم سنويًا
- أعمال مشروع محطة روبور النووية في بنغلاديش بدأت في عام 2017
تمرّ عملية تشغيل أول محطة طاقة نووية في بنغلاديش بمرحلة ضبابية نتيجة التأخيرات المطولة في تنفيذ أعمال البنية التحتية ذات الصلة، وهو ما يؤثّر بالسلب على إمدادات الكهرباء المحلية التي يتنامى الطلب عليها باستمرار.
وتواجه الدولة الواقعة جنوب آسيا أزمة طاقة في المناطق الحضرية ممثلةً في شُح الكهرباء والارتفاع الكبير في استهلاك الغاز الطبيعي، إلى جانب أزمة طاقة في المناطق الريفية، تنعكس في تزايد عدم قدرة الفقراء في تلك المناطق المهمشة للحصول حتى على الكتلة الحيوية التقليدية ذات القيمة المنخفضة، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع تبقّي 10 أشهر فقط على الوفاء بالمهلة الزمنية المقررة في يوليو/تموز (2023) لبدء تشغيل المفاعل الأول من محطة روبور النووية في بنغلاديش، والبالغة سعته 1200 ميغاواط، يتخوف المسؤولون في قطاع الطاقة بالبلد الآسيوي من التأخيرات الطويلة في جدول تنفيذ مشروعات البنية التحتية الأساسية لنقل الكهرباء.
وشريطة أن تظل محطة روبور النووية في بنغلاديش على المسار الذي يقودها إلى التشغيل في غضون المدة الزمنية المحددة، يتطلع المسؤولون -حاليًا- إلى تمديد المهلة المذكورة إلى عام، وربما حتى أكثر من ذلك، قبل إمكان تشغيل أول هذين المفاعلين، البالغة سعة كل منهما 1200 ميغاواط.
محطة عديمة الجدوى
قالت مصادر في هيئة الطاقة الذرية في بنغلاديش وشركة باور غريد Power Grid البنغالية الحكومية، إنه حتى إذا كانت محطة روبور النووية في بنغلاديش مستعدة للتشغيل بحلول يوليو/تموز (2024)، فإنها ستكون عديمة الجدوى لعدم وجود خطوط نقل الكهرباء المولدة بالمحطة إلى المنازل أو المؤسسات الأخرى في البلاد، حسبما أورد موقع ذا بزنس ستاندارد (The Business Standard).
وتُكلف هيئة الطاقة الذرّية في بنغلاديش بتنفيذ أول مشروع للطاقة النووية في البلاد، بينما تبرز شركة "باور غريد" مسؤولة عن التفريغ الكهربائي، والنقل من محطات الكهرباء.
وتُعدّ تلك هي المرة الأولى التي ينخرط فيها الكيانان بعملية نقل الكهرباء المولدة في محطة طاقة نووية.
3 تحديات رئيسة
أقرّ وزير العلوم والطاقة البنغلاديشي يفش عثمان بوجود "عدم يقين" حول البدء المناسب لتفريغ ونقل الكهرباء من محطة روبور النووية في بنغلاديش، قائلًا، إن وزارته لا تعرف إذا كانت البنية التحتية الضرورية لنقل الكهرباء ستكون جاهزة أم لا بحلول يوليو/تموز (2024).
و"نواجه 3 تحديات رئيسة في إكمال استعداداتنا لنقل الكهرباء من مشروع محطة روبور النووية في بنغلاديش"، بحسب ما ذكره موقع ذا بزنس ستاندارد، نقلًا عن مصدر رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته.
وأوضح المصدر أن التحديات الـ3 تتمثل في بناء خطوط نقل كهرباء فوق الأنهار، وإنشاء محطات فرعية، وضبط التردد.
وأشار إلى أن خطوط نقل الكهرباء تتطلب وجود معبرين على النهر، أحدهما يمتدّ بطول 9 كيلومترات على نهر جامونا، والآخر بطول 7 كيلومترات فوق نهر بادما.
مشروعان منفصلان
يوجد مشروعان منفصلان تنفّذهما هيئة الطاقة الذرية في بنغلاديش مؤخرًا، وسيستغرق إنجاز المشروعين عامين على الأقلّ، بحسب المصدر المذكور.
ولفت المصدر إلى أن الكهرباء المولدة من محطة روبور النووية في بنغلاديش ستأتي إلى العاصمة دكا عبر خط تيار كهربائي مزدوج جُهد 400 كيلوفولت، والذي سيُوَصَّل بمحطة فرعية جديدة للشبكة بجهد يتراوح من 230 إلى 132 كيلوفولت في دهمري.
(الكيلوفولت = 1000 فولت).
ومؤخرًا حصلت إحدى الشركات على عقد لتركيب خط نقل كهرباء، وما تزال أعمال هذا الخط في مرحلتها المبدئية.
ومن المتوقع أن يستغرق إنجاز المشروع قرابة عامين؛ ما يدفع موعد جاهزية البنية التحتية لنقل الكهرباء إلى أواسط العقد الجاري (2025).
وقال مسؤول بهيئة الطاقة الذرية في بنغلاديش، اشترط عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع: "التحدي الأكبر سيكون في المحافظة على التردد بمنظومة نقل الكهرباء من مشروع محطة طاقة روبور النووية في بنغلاديش، وستكون نوعًا جديدًا من الكهرباء، إذ سيكون هناك دائمًا طلب مستقر على شبكة النقل والإمدادات".
مأزق روسي
كشف المسؤول أنه نظرًا للأهمية البالغة للمشروع، فقد استعانت هيئة الطاقة الذرية في بنغلاديش بخبير استشاري من روسيا للعمل على هذا الشأن.
لكن في أعقاب اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية في 24 فبراير/شباط (2022)، غادر الخبير الاستشاري الروسي البلاد دون إخبار أحد؛ ما وضعهم في مأزق.
وواصل: "الآن يخطط فريق رفيع المستوى لزيارة روسيا من أجل إيجاد حلّ".
ويتضمن المشروع بناء خط نقل كهرباء بطول 464 كيلومترًا، وجُهد 400 كيلوفولت، والذي يشمل معبرًا يمتد بطول 13 كيلومترًا فوق النهر، إلى جانب خط نقل كهرباء بطول 205 كيلومترات، وجُهد 230 كيلوفولت، ويتضمن -كذلك- إنشاء معبر بطول 7 كيلومترات فوق النهر، إلى جانب 4 امتدادات على خليج البنغال سعة 400 كيلوفولت، و5 امتدادات أخرى على خليج البنغال سعة 230 كيلوفولت.
كما يتضمن المشروع تنفيذ أعمال مراقبة وحماية التردد، ونظام الحماية، ونظام التحكم في الطوارئ والمهام الأخرى ذات الصلة بالتحديث النوعي لمنظومة الكهرباء في بنغلاديش.
تحدي المعابر
قال مسؤولو هيئة الطاقة الذرية في بنغلاديش، إن التقدم المُحرز في تركيب خطوط النقل المبنية فوق الأرض تصل نسبته إلى نحو 70%، لكن الأعمال على الجانب الأكثر تحديًا والمتمثل في بناء المعابر فوق الأنهار، لم تبدأ بعد.
وكانت أعمال مشروع محطة روبور النووية في بنغلاديش قد بدأت -رسميًا- في عام 2017، وتنفّذه شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية، ويشمل إنشاء مفاعلين نوويين.
ووفق خطة الحكومة، من المفترض إنجاز أعمال المفاعل النووي الأول خلال العام المقبل (2024)، والثاني في العام التالي (2025)، وفق معلومات تثبّتت منها منصة الطاقة المتخصصة.
ويحتاج مفاعلا محطة روبور النووية في بنغلاديش نحو 70-80 طنًا من اليورانيوم سنويًا، إذ يُغذَّى المفاعلان النوويان بالوقود كل 18 شهرًا، وتسدد الحكومة 550 دولارًا لكل كيلوغرام من اليورانيوم؛ ما يعني أن تكلفة الشراء الإجمالية قد تصل إلى 44 ألف دولار سنويًا.
وكانت الحكومة البنغالية قد أبرمت اتفاقًا مع شركة روساتوم الروسية بشأن تمويل 90% من المشروع بقرض روسي قيمته 11.38 مليار دولار يُسدد على مدار عقدين، بدءًا من عام 2027، وفق تقارير.
موضوعات متعلقة..
- محطة روبور النووية في بنغلاديش تستعد لأول شحنة يورانيوم
- بنغلاديش تدفع ثمن محطة نووية تبنيها روسيا بـ"اليوان" الصيني
-
الطاقة النووية في بنغلاديش أمل الدولة لحل أزمة الكهرباء المزمنة (تقرير)
-
بدعم روسي.. محطة روبور للطاقة النووية في بنغلاديش تخرج للنور
اقرأ أيضًا..
- أكبر 10 حقول منتجة للنفط في أفريقيا.. سيطرة كاملة لـ4 دول
- إسرائيل تتجاهل الحديث عن مصر في خطتها لتصدير الغاز
- إيني الإيطالية تلحق بركب الهاربين من قطاع النفط في نيجيريا