استثمارات الطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا قد تتجاوز 119 مليار دولار بحلول 2027
شركات النفط الوطنية تخصص استثمارات للطاقة المتجددة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- شركة بيرتامينا الإندونيسية تتوسع في الطاقة الحرارية الأرضية
- بتروناس الماليزية تتوسع في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه
- فيتنام تتعاون مع أورستد الدنماركية لبناء أول مشروعات الرياح البحرية
- الفلبين ملتزمة بزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 35% بحلول 2030
فُتِحت آفاق استثمارات الطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا خلال السنوات الأخيرة، وسط منافسة إقليمية بين إندونيسيا وماليزيا وفيتنام والفلبين.
ورجّحت تقديرات حديثة وصول حجم استثمارات الطاقة النظيفة بالمنطقة إلى 119 مليار دولار بحلول نهاية عام 2027، وفقًا لتقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي".
وأظهر التقرير -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن حجم استثمارات الطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا مرشّح للوصول إلى 76 مليار دولار بين عامي 2023 و2025.
ومن المتوقع أن تتوزع هذه الاستثمارات على 4 قطاعات رئيسة في الطاقة النظيفة: طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية، إلى جانب مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه.
خطط بيرتامينا الإندونيسية
تقود شركات النفط الوطنية استثمارات الطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا، مع مبادرات متنوعة للتوسع عبر قطاعات مختلفة.
وفي هذا الصدد، تخطط شركة النفط الوطنية الإندونيسية بيرتامينا (Pertamina) للتوسع في قطاع الطاقة الحرارية الأرضية.
وتحتلّ شركة بيرتامينا جيوثرمال إنرجي (PGE)، التابعة لشركة النفط الوطنية الإندونيسية، الصدارة بين المنافسين من حيث حجم الاستثمارات التي تخطط لها في مجال مشروعات الطاقة منخفضة الكربون.
ورصدت الشركة الإندونيسية استثمارات بقيمة 1.6 مليار دولار للتوسع في مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية خلال السنوات الـ4 الممتدة من 2023 إلى 2026.
خطط بتروناس الماليزية
أعلنت بتروناس الماليزية خططًا طموحة لبناء أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه واستعماله في العالم بحلول عام 2025، كما تسعى بنشاط إلى بناء تحالفات دولية تمكّنها من ترسيخ أقدامها واقتحام الفرص الإقليمية الواعدة في المنطقة.
ومن المتوقع أن تبلغ سعة هذه المنشأة في التقاط ثاني أكسيد الكربون قرابة 3.3 مليون طن سنويًا عند تشغيلها بالكامل، كما يمكنها تخزين الكميات الملتقطة بصورة آمنة داخل خزانات منطقة ساراواك على مدى عمر تشغيلي يصل إلى 25 عامًا.
وما تزال التكلفة الإجمالية للمشروع غير معلَنة، لكنها قد تصل إلى 260 مليون دولار بحلول عام 2025، وفقًا لتقديرات شركة ريستاد إنرجي.
ويرصد الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور انبعاثات الكربون في قطاع الطاقة الماليزي خلال 56 عامًا:
وتتعاون بتروناس -حاليًا- مع شركات نفط دولية كبرى مثل إيني الإيطالية وشركة يوغلينا اليابانية "Euglena"، لاستكشاف حلول إزالة الكربون، إلى جانب التركيز على التقاط الكربون وتخزينه.
وتبدي شركات عالمية، مثل شل وإكسون موبيل، اهتمامًا ملحوظًا باستثمارات الطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا، لكن إنفاقها الفوري ما زال متركزًا في أوروبا وأميركا الشمالية بصورة أساسية.
على الجانب الآخر، تبدو الشركات المحلية أكثر جدّية في الاستثمارات، إذ تسعى شركة جينتاري (Gentari) المملوكة بالكامل لشركة بتروناس الماليزية لضخّ استثمارات كبيرة في مشروعات الطاقة الشمسية على مستوى ماليزيا.
وتشير تقديرات ريستاد إنرجي إلى أن شركة بتروناس ستنفق 450 مليون دولار على مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه خلال المدة من 2023 إلى 2026.
بينما سيبلغ إنفاقها على مشروعات الهيدروجين قرابة 330 مليون دولار خلال المدة نفسها، وفقًا لتقديرات تفصيلية اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
خطط فيتنام
تتعاون شركة النفط الوطنية الفيتنامية بتروفيتنام مع شركة أورستد (Orsted) الدنماركية ومجموعة تي آند تي (T&T Group)، لإطلاق أول مشروعات طاقة الرياح البحرية في البلاد.
ويهدف المشروع إلى توليد 13.6 مليون ميغاواط/ساعة سنويًا، باستعمال توربينات بسعة 20 ميغاواط يتراوح ارتفاعها بين 150 و200 مترًا.
ويتراوح الإنفاق المتوقع على المشروع بين 11.9 و13.6 مليار دولار، ما يجعله من أكبر استثمارات الطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا.
وتقدّم حكومات جنوب شرق آسيا والمؤسسات المصرفية حوافز للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، ما قد يحفّز شركات خدمات النفط والغاز على تبنّي إستراتيجيات توسعية في المشروعات منخفضة الكربون.
ويمكن لدخول شركات صناعة النفط والغاز بمختلف أنواعها إلى المشروعات منخفضة الكربون، أن يؤدي دورًا حاسمًا في تقوية سلاسل التوريد الإقليمية وتعزيز البنية التحتية وزيادة استثمارات الطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا، بحسب ريستاد إنرجي.
وتطمح دول جنوب شرق آسيا إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء لديها إلى 30% على الأقلّ بحلول عام 2040، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتهدف خطة فيتنام الثامنة للطاقة إلى الحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري بصورة كبيرة، عبر التوسع في قطاعات طاقة الرياح البرية والبحرية في البلاد.
على الجانب الآخر، التزمت الفلبين بزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج التوليد الوطني إلى 35% بحلول عام 2030، تزيد إلى 50% بحلول عام 2050.
وتتنافس الفلبين مع كلٍّ من فيتنام وإندونيسيا على تصدُّر المشهد الإقليمي في مشروعات الطاقة المتجددة أو منخفضة الكربون، ما يرجّح جذب المنطقة لاستثمارات أجنبية كبيرة في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة قد توفّر 160 مليار دولار لدول جنوب شرق آسيا (تقرير)
- تحول الطاقة في إندونيسيا يدفعها لدراسة احتجاز وتخزين 400 غيغاواط من الكربون
- ألواح الطاقة الشمسية في إندونيسيا تترقب استثمارات عالمية ضخمة.
اقرأ أيضًا..
- ندرة الوقود في إيران تخلق أزمة خطيرة لحكومة طهران (مقال)
- إنتاج الغاز في مصر يهبط 9.5% خلال النصف الأول من 2023 (رسوم بيانية)
- سلاسل توريد طاقة الرياح البحرية تحتاج إلى 100 مليار دولار لتحقيق أهداف 2030 (تقرير)