بدء تفريغ ناقلة النفط الإيراني "سويز راجان" رغم تهديدات طهران لأميركا
بيانات التتبع تكشف نقل الخام لسفينة أخرى
حياة حسين
أظهرت بيانات تتبّع السفن بدء تفريغ الناقلة "سويز راجان" التي تحمل النفط الإيراني، قبالة ساحل تكساس الأميركية، رغم تهديدات إيرانية لواشنطن الشهر الماضي.
وأشارت البيانات إلى أن تفريغ حمولة الناقلة "سويز راجان" بدأ أمس السبت 19 أغسطس/آب (2023)، حسبما ذكرت وكالات عدّة، منها الفرنسية، ونقلت عنها "تايمز أوف إسرائيل".
وهدّدت طهران بالتصعيد واتخاذ إجراءات انتقامية ضد أيّ شركة تُقدِم على تفريغ حمولة ناقلة النفط الإيراني "سويز راجان" المحتجزة قبالة سواحل أميركا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وحذّر قائد القوات البحرية في الحرس الثوري، علي رضا تنكسيري، في 20 يوليو/تموز (2023)، أيّ شركة تُقدِم على تفريغ حمولة ناقلة النفط سويز راجان المحتجزة في أميركا (التي تحمل نفطًا إيرانيًا).
يشار إلى أن ناقلة النفط الإيراني "سويز راجان" مملوكة للولايات المتحدة، ويُشتبه منذ مدة طويلة في أنها تحمل شحنة من النفط الخام الإيراني الخاضع للعقوبات الأميركية.
تقارب أميركا وإيران
بدأت عمليات نقل النفط الإيراني من الناقلة سويز راجان، التي تحمل علم جزيرة مارشال، بالقرب من غالفستون بتكساس الأميركية على بعد 70 كيلومترًا جنوب هيوستن، ما يعني التمهيد لتفريغ حمولتها، وفق بيانات تتبّع السفن.
ويأتي ذلك رغم التقارب الأميركي الإيراني مؤخرًا، إذ اتّفق الجانبان بوساطة قطرية، على استرداد طهران 6 مليارات دولار مجمّدة في كوريا الجنوبية من مستحقات النفط، مقابل إطلاق سراح 5 أميركيين محتجزين في الدولة الآسيوية.
غير أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كان قد أكد قبل أيام، عقب كشف اتفاق بلاده مع إيران، أن أميركا لن تسمح لطهران بتطوير أسلحتها النووية.
وكانت مفاوضات عودة اميركا إلى الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه خلال حكم الرئيس السابق دونالد ترمب، قد توقفت بعد أشهر من انطلاقها.
وفي منتصف يوليو/تموز الماضي، قال مسؤول كبير في البنتاغون للصحفيين، إن أميركا تزيد من استعمال الطائرات المقاتلة من طراز F-16 في مضيق هرمز لمنع إيران من الاستيلاء على السفن.
وأشار المسؤول إلى أن ذلك سيساعد أسطول الطائرات المقاتلة من طراز A-10 في القيام بدوريات، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي 5 يوليو/تموز، أعلنت البحرية الأميركية أنها منعت إيران من الاستيلاء على ناقلتي نفط تجاريتين، هما "ريتشموند فوييجر" و"تي أر إف موس"، في المياه الدولية ببحر عمان، وفق موقع "إيران إنترناشيونال".
انتقال مفاجئ
مكثت ناقلة النفط الإيراني "سويز راجان" في بحر الصين لعدّة أشهر قبالة ساحل سنغافورة الشمالي الشرقي، قبل أن تنتقل فجأة إلى خليج المكسيك في شهر أبريل/نيسان الماضي 2023، دون أيّ توضيحات.
ويعتقد بعض المحللين أن السلطات الأميركية سيطرت على الناقلة، لكن حتى الآن لا وجود لأيّ مستندات خاصة بالناقلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت المنظمات البحرية المدعومة من الغرب قد حذّرت قبل أيام من تصاعد النشاط الإيراني للسيطرة على السفن بالقرب من مضيق هرمز.
يُذكر أن الاتفاق النووي الذي وقّعته أميركا وإيران مع دول أوروبية، في 2015، مكّن طهران من ضخ النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية بيسر.
ومع تجدّد الجدال بشأن الخام الإيراني، وتحول أزمة سويز راجان إلى قضية سياسية، لا يزال ما لا يقل عن 800 ألف برميل من النفط الإيراني مصادرًا دون مساس في المياه الأميركية؛ إذ تتجنّب الشركات المخاطرة خوفًا من انتقام طهران.
وتُحجِم الشركات الأميركية عن شراء الشحنة الإيرانية؛ خوفًا من ردّ فعل إيران، إذ قال مسؤول تنفيذي معني بالمسألة: "الشركات التي تنقل النفط ولها علاقات شحن في الخليج العربي تخشى فعل ذلك"، وفق ما نشرته "وول ستريت جورنال".
موضوعات متعلقة..
- ناقلة نفط إيرانية تتعرض لهجوم قبالة الساحل السوري
- سعر النفط الإيراني المتجه إلى آسيا يرتفع 15 سنتًا في أغسطس
- إندونيسيا تحتجز ناقلة نفط إيرانية تحمل أكثر من 1.9 مليون برميل
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية تعتزمان التوسع في إنتاج الكيماويات (تقرير)
- خبراء: قطاع النفط والغاز في لبنان ينتظر انفراجة قريبة.. وهذه أبرز التحديات
- انخفاض صادرات النفط لـ5 دول عربية خلال النصف الأول من 2023 (رسوم بيانية)