يسعى قطاع الكهرباء في فلسطين إلى زيادة القدرات الإنتاجية، في محاولة لسدّ العجز، وتقليل حجم الواردات التي عادةً ما تتأثر بالأزمات السياسية وإغلاق الحدود من جانب إسرائيل.
وفي هذا الإطار، وقّعت الحكومة الفلسطينية، وشركة ازدهار فلسطين لتوليد الكهرباء، اليوم الخميس 17 أغسطس/آب (2023)، لتنفيذ مشروع محطة لإنتاج الكهرباء بوساطة الغاز الطبيعي في محافظة الخليل.
وتبلغ قدرة محطة الكهرباء في فلسطين المقرر تنفيذها نحو 170 ميغاواط، على أن تكون المرحلة الأولى بقدرة 80 ميغاواط، بتكلفة تصل إلى 80 مليون دولار، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
الاستقلال عن كهرباء إسرائيل
قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية: "إن الاتفاقية مهمة بالنسبة لنا، ليس فقط من أجل الانفكاك عن الاحتلال، ولكن لأنها تأتي في صلب عمل الحكومة، وهي رسالة من شركة ازدهار فلسطين، مفادها أن المستثمر الفلسطيني قادر أن يحمل البلد".
وأضاف: "نريد لاتفاقية توليد الكهرباء في فلسطين أن تغطي منطقة الخليل بشكل أساسي"، موضحًا أن الطاقة الشمسية تعدّ عنصرًا مهمًا في توليد الكهرباء، ولكنها ليست الوحيدة، حسبما ذكرت وكالة وفا.
وأشار أشتية إلى اتجاه العالم حاليًا نحو الطاقة النظيفة، "ولكن سيبقى الاعتماد على مصادر الطاقة الكلاسيكية جزءًا أساسيًا لتوليد الكهرباء".
وشدد على أن الاتفاقية ستغطي عجزًا من الكهرباء في فلسطين، قائلًا: "نعلم جيدًا أين نحن ذاهبون بعد 10 سنوات، ونبذل كل الجهود لتغطية احتياجاتنا المستقبلية من الكهرباء".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "نعمل في ظرف غير طبيعي، فنحن لا نملك كامل الحرية أن نبني أو نزرع أعمدة أو نولّد كهرباء أو نستورد، الاحتلال عنصر معطّل، ولكن هذا هو التحدي الحقيقي لمواجهة كل إجراءات الاحتلال، فهو يعطّل في مكان، وننجز في مكان آخر، وهذا هو تعزيز صمودنا بشكل مباشر، وسنعمل على تذليل كل العقبات لتنفيذ هذا المشروع بأسرع وقت ممكن".
سد عجز الكهرباء
قال أشتية: "لدينا رؤية لمعالجة المشاكل المتعلقة باستيراد الكهرباء، وهناك مشروعات طاقة كبرى ستُنَفَّذ في المنطقة، ونحن ندرس كيف نستفيد لتغطية العجز المستقبلي".
ويشكّل إنتاج الكهرباء في فلسطين نحو 31% فقط من إجمالي الاستهلاك، وفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن حسابات ميزان الطاقة الذي أعدّه الجهاز المركزي للإحصاء عام 2018.
ويعدُّ القطاع المنزلي أكبر مستهلكي الكهرباء في فلسطين بنسبة 60%، يليه قطاع الخدمات والقطاع التجاري 26%، ويستهلك القطاع الصناعي 13%، بينما يستهلك القطاع الزراعي أقلّ من 1%.
وتعتمد فلسطين في سدّ جزء كبير من احتياجاتها على استيراد الكهرباء من مصر وإسرائيل والأردن، وتستحوذ تل أبيب نسبة تفوق 90% من إجمالي الكهرباء المصدّرة إلى الأراضي المحتلة.
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أنه يجرى حاليًا العمل على حلّ مشكلات الكهرباء في غزة، من خلال التواصل مع مصر من أجل توصيل الكهرباء إلى القطاع، لتغطية العجز الكهربائي.
أمن الطاقة
من جانبه، أوضح رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم أنه "في الوقت الحالي ترفض سلطات الاحتلال منح الموافقات اللازمة لبناء خطوط النقل الكهربائية بين المحافظات وربط محطات التحويل التي نُفِّذّت ببعضها.
وأضاف أن أمن الطاقة يتمحور في تنفيذ محطات إنتاج محلية فلسطينية باستثمارات فلسطينية، تكون قادرة على تلبية احتياجات المواطن الفلسطيني، داعيًا القطاع الخاص إلى تشجيع البناء والاستثمار في مشروعات الطاقة الشمسية والطاقة التقليدية وطاقة الرياح وغيرها من مشروعات إنتاج الكهرباء في فلسطين لتلبية احتياجات المواطنين.
وأشار ملحم إلى أن توقعات الطلب على الكهرباء في فلسطين تفيد بأن الحمل الأقصى من المتوقع أن يبلغ 2550 ميغاواط في عام 2035، وهو ما يشير إلى الحاجة إلى 1400 ميغاواط زيادة خلال 12 عاما المقبلة، يُعمل على توفيرها من مصادر محلية.
صادرات الكهرباء الأردنية إلى فلسطين
استحوذت فلسطين على النصيب الأكبر من صادرات الكهرباء الأردنية خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الحالي، والتي ارتفعت إلى 120.8 غيغاواط/ ساعة، مقارنة مع 95.3 غيغاواط/ساعة خلال المدة نفسها من العام الماضي.
وبلغ حجم صادرات شركة الكهرباء الوطنية الأردنية إلى شركة كهرباء القدس 117.1 غيغاواط/ساعة، مقارنة مع 91.5 غيغاواط/ساعة خلال فترة المقارنة ذاتها، بزيادة تقارب 27.9%.
واتفق الأردن وفلسطين العام الماضي على مضاعفة الطاقة المصدّرة إلى شركة كهرباء القدس من الشبكة الأردنية من 40 ميغاواط إلى 80 ميغاواط.
وبلغ حجم الصادرات إلى مركز طريبيل الحدودي مع العراق، في 7 أشهر، 3.7 غيغاواط/ساعة، مقارنة مع 3.8 غيغاواط بانخفاض نسبته 2.6%.
وشهدت مبيعات شركة الكهرباء الأردنية لصالح المشتركين الكبار تراجعًا بنسبة 5.4 %، مقابل ارتفاع في الصادرات بنسبة 26.8% خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الحالي، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي
وأظهرت بيانات الشركة الأردنية – طالعتها منصة الطاقة المتخصصة- ارتفاع إجمالي مبيعات الشركة في أول 7 أشهر من العام الحالي، بنسبة 2.05% إلى 12.029 تيراواط/ ساعة، مقارنة مع 11.788 تيراواط/ ساعة خلال المدة نفسها من العام الماضي.
وتراجع حجم المبيعات إلى كبار مستهلكي الطاقة الكهربائية إلى 236 غيغاواط/ساعة حتى نهاية يوليو/تموز، مقارنة مع 249.4 غيغاواط/ساعة خلال المدة نفسها من العام الماضي.
وارتفع حجم المبيعات من الشركة الوطنية إلى شركات التوزيع الثلاث (الأردنية ومحافظة إربد وتوزيع الكهرباء) في 7 أشهر إلى 11.672 تيراواط، مقارنة مع 11.443 تيراواط/ساعة خلال المدة نفسها من العام الماضي.
الطلب على الكهرباء في الأردن
رفعت موجة الحر -التي تؤثّر في الأردن حاليًا- أحمال الكهرباء إلى مستويات تاريخية، إذ سجل النظام الكهرباء مساء الإثنين 14 أغسطس/أب حملًا غير مسبوق، وصل إلى 4240 ميغاواط، وهو الأعلى منذ بداية الصيف حتى الآن.
ومن المتوقع أن يبلغ أعلى حمل صيفي العام الحالي 4250 ميغاواط إذا تواصلت موجات الحر التي يشهدها الأردن خلال فصل الصيف.
وأكدت شركة الكهرباء الوطنية قدرتها بمواجهة الطلب على الطاقة الكهربائية من خلال تنفيذ الخطط التشغيلية الملائمة وجاهزية محطات التوليد ومحطات التحويل وشبكة النقل عمومًا، لاستيعاب الطلب على الطاقة الكهربائية المتوقعة خلال موسم الصيف.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- انتعاشة إنتاج النفط في مصر.. هل تعوض أزمة انخفاض الغاز؟
- أنبوب الغاز الجزائري النيجيري.. هل يتبخر الحلم بعد انقلاب النيجر؟
- استثمارات التنقيب عن النفط والغاز قد تتجاوز 22 مليار دولار سنويًا حتى 2027 (تقرير)