تقارير الكهرباءتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نوويةكهرباء

الكهرباء في جنوب أفريقيا تواجه شبح الانقطاع بسبب محطة نووية

أسماء السعداوي

اقرأ في هذا المقال

  • خلاف بين شركتي إسكوم و"فرام أتوم" الفرنسية بسبب محطة نووية
  • تأخّر عودة الوحدة الأولى من محطة كوبيرغ النووية لأكثر من مرة
  • الوحدة الثانية ستخرج من الخدمة قريبًا أيضًا
  • مخاوف من انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا بسبب المحطة النووية
  • رغم الخلاف، لا يمكن استبدال المقاول الفرنسي حاليًا
  • تطمينات رسمية بأن الوحدتين لن تغلقا أبوابهما في الوقت نفسه

تبادلَ مشغّل شبكة الكهرباء في جنوب أفريقيا -شركة إسكوم- الاتهامات مع شركة "فرام أتوم" الفرنسية على خلفية تأخّر إعادة افتتاح الوحدة الأولى من محطة كوبيرغ النووية.

يأتي ذلك بعدما واجه مشروع إطالة العمر التشغيلي للمحطة 20 عامًا أخرى تأجيلات متكررة فضلًا عن التكاليف الباهظة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتفرض تلك العراقيل خطرًا بالغًا بزيادة معدلات انقطاع الكهرباء؛ إذ ستنتهي رخصة التشغيل في العام المقبل (2024)، وسيتوجب إغلاقها ما لم يكتمل مشروع التجديد للحصول على رخصة جديدة، بحسب تقرير نشره موقع "ديلي إنفستور" (Daily investor).

محطة كوبيرغ النووية

بدأ تجديد محطة كوبيرغ النووية في جنوب أفريقيا في عام 2010، وتعرّض المشروع لعراقيل عديدة، وتأخيرات متتالية، لأسباب منها تفشّي فيروس كورونا وبعده متحور أوميكرون، بحسب تقرير نشرته موقع "بيزنس تك" (business tech)، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتوقفت الوحدة الأولى بالمحطة عن العمل في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2022)، على أمل عودتها للعمل بعد 180 يومًا فقط في شهر يونيو/حزيران 2023، إلّا أن الموعد تأجّل إلى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام 2023.

ويفرض ذلك تحديًا كبيرًا لقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا؛ إذ ستخرج الوحدة الثانية من الخدمة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني.

وتوفر محطة كوبيرغ نحو ألفي ميغاواط من الكهرباء، وتوقّفها الكامل عن تقديم إمدادات ثابتة سيُلحق الضرر بخطّة وقف تخفيف الأحمال.

محطة كوبرغ النووية تهد بانقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا
محطة كوبرغ النووية - الصورة من موقع شركة "إسكوم"

كواليس الصدام

كشفت صحيفة "سيتي برس" (City press) المحلية كواليس الصدام بين شركة إسكوم الحكومية وشركة "فرام أتوم" الفرنسية المفوضة بتجديد وصيانة المحطة من أجل زيادة عمرها التشغيلي.

واتّهمت إسكوم المقاول الفرنسي بارتكاب أخطاء فادحة ومكلفة، أدت إلى التأخر في عودة الوحدة الأولى للعمل.

وفشلت الشركة الفرنسية في إصلاح مولدات البخار النووية الـ6 في فرنسا، واضطرت لنقلها إلى الصين، وهناك تبيَّن أنها غير صالحة للعمل.

جاء ذلك بعدما تكلَّف نقل المولدات التي يصل وزنها إلى 320 طنًا جوًا تكاليف باهظة باستعمال طائرات شحن روسية من طراز أنطونوف.

ونتيجة للتأخيرات المتكررة؛ تجاوزت "فرام أتوم" الحدّ الأقصى المسموح به لتغريمها؛ وهو ما تسبَّب في إلحاق خسائر مالية لها جراء المشروع.

وبالإضافة لدور الشركة الفرنسية، كان لإسكوم دور سلبي مماثل؛ إذ تأخّرت عن موعد استكمال بناء منشأة تخزين المولدات القديمة.

وبحسب الصحيفة، من المستحيل استبدال الشركة الفرنسية في المرحلة الحالية، رغم توتر العلاقات مع إسكوم، التي تبادلت مع "فرام أتوم" الادّعاءات والمطالبات.

مخاوف من انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا

يقول رئيس وزراء مقاطعة "ويسترن كيب" -إحدى أسرع المناطق نموًا، وفيها مقرّ المحطة-، إنّ توقُّف كلا الوحدتين عن العمل سيكون له تأثير كارثي في جداول تخفيف الأحمال هناك، محذرًا من أن المقاطعة ستضطرّ لزيادة معدلات قطع التيار مقارنة ببقية البلاد.

وأضاف أن كل يوم تتأخر فيه المحطة عن العودة العمل يهدد بزيادة كارثية لمعدلات انقطاع الكهرباء، وخاصة في ويسترب كيب، وهو ما يحمل ضررًا بالغًا للسكان والاقتصاد.

وتابع: "سرّعنا وتيرة النمو الاقتصادي وفرص العمل عبر إستراتيجية النمو من أجل الوظائف، ولا يمكننا احتمال خروج وحدتي محطة كوبيرغ من الخدمة في الوقت نفسه".

وأكد أن الغاية من عودة عمل المحطة ليست نووية، وإنما خوفًا من فرض قيود إضافية على إمدادات الكهرباء.

كما أعرب أول وزير يتولى حقيبة الكهرباء في جنوب أفريقيا، كجوسينتشو راموكجوبا، عن قلقه إزاء تخلّف مشروع التجديد والصيانة بالمحطة النووية عن موعده، محذرًا من أثر إغلاق الوحدتين في الموعد نفسه بانقطاع التيار.

من جانبه، طمأن مسؤول الطاقة النووية في شركة إسكوم، كيث فيذرستون، المواطنين بأنه لن يكون هناك توقّف للوحدتين في الوقت نفسه.

وقال، إن الوحدة الأولى ستعود للعمل في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، في حين تأجّل تجديد الوحدة الثانية إلى الشهر نفسه.

وألقى فيذرستون باللوم في تأخّر عودة الوحدة الأولى على الجدول الزمني غير الواقعي، قائلًا، إن المسؤولين أفرطوا في التفاؤل بشأن الوقت الزمني اللازم للمشروع.

شركة الكهرباء في جنوب أفريقيا (إسكوم)
شعار شركة الكهرباء في جنوب أفريقيا (إسكوم) - الصورة من "نيوز 24"

خطة التجديد

تتضمن خطة تجديد وإطالة عمر محطة كوبيرغ النووية لتوليد الكهرباء استبدال 3 مولدات بخار في المفاعلين النوويين بقدرة 920 ميغاواط لكل منهما، ورأس المفاعل، وآلية تحريك عصا التحكم، وتوصيلات أجهزة القياس، بالإضافة إلى استبدال وحدات لتخزين "بي تي آر" المستعمَلة في تخزين المياه بتجويف المفاعل وتوسعتها، ونظام تبريد الوقود المستعمَل.

يأتي ذلك بالإضافة لإصلاح وتعديل ومراقبة البناء الذي يحتوي على المفاعل؛ لحماية الهياكل المعدنية والأنابيب من تآكل حديد التسليح، واستبدال عناصر التسخين في الضواغط.

كما تشمل التعديلات الهادفة للحفاظ على موثوقية المحطة واستدامتها، استبدال المحولات وتطوير النظام الرقمي ونظام الأمان وأنظمة تبريد المياه والأنابيب والمبادلات الحرارية.

وكان من المفترض استبدال مولد البخار في الوحدة الأولى بين فبراير/شباط ويونيو/حزيران من عام 2021، وفي الوحدة الثانية بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار من عام 2022 المنصرم، إلّا أن كلا المشروعين تأجّلا حتى هذا العام 2023، وأُغلقت الوحدة الأولى للصيانة وإعادة التزوّد بالوقود والتجديد.

ومن المحتمل عودة الوحدة الأولى للعمل بعد شهرين من الآن، في حين ستغلق الوحدة الثانية أبوابها في سبتمبر/أيلول 2023.

يُشار هنا إلى أن بناء الوحدة الأولى اكتمل في يوليو/تموز من عام 1984، ومن المقرر أن تنتهي رخصة تشغيلها في يوليو/تموز من العام المقبل 2024، كما اكتمل بناء الوحدة الثانية بعد 17 شهرًا من الأولى، وستنتهي رخصة تشغيلها في يوليو/تموز 2024 أيضًا.

ولذلك، طلبت شركة إسكوم الحكومية من الجهة الحكومية المنظمة للطاقة النووية فصل رخصتَي تشغيل الوحدتين، بناءً على تاريخ اكتمال البناء، لإتاحة مزيد من الوقت لتشغيل الوحدة الثانية في ضوء أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق