طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةسيارات

الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا تنهار.. والصين طوق إنقاذ

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • صناعة الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا تشهد أوضاعًا مأزومة
  • جنوب أفريقيا تفتقر إلى إمدادات ألواح شمسية كافية
  • جنوب أفريقيا تلجأ إلى الصين لمساعدتها على إحياء صناعة الطاقة الشمسية
  • جنوب افريقيا تستهدف غلق العديد من محطان توليد الكهرباء العاملة بالفحم
  • جنوب أفريقيا تشهد انقطاعات متكررة في توليد الكهرباء

تسابق صناعة الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا الزمن من أجل رأب الصدع الذي أصابها، والذي يُهدد بنسف المساعي المبذولة بمسار تحول الطاقة في البلاد.

ويأتي انهيار تلك الصناعة الحيوية في جنوب أفريقيا في وقت بالغ الحساسية، يشهد هبوطًا حادًا في إنتاج الكهرباء من الشبكة الوطنية؛ بسبب عجز محطات الفحم المتهالكة عن سدّ الاحتياجات المحلية من هذه السلعة الإستراتيجية، إلى جانب حوادث سرقة الفحم من تلك المحطات.

وفي هذا الشأن، يعتزم وزير الكهرباء في جنوب افريقيا كجوسينتشو راموكجوبا مطالبة الحكومة الصينية مساعدة القائمين على تركيب الطاقة الشمسية في البلاد بتأمين الوصول إلى إمدادات الألواح الشمسية، وسط تنامي الطلب على مصادر الكهرباء البديلة، حسبما أوردت شبكة بلومبرغ الأميركية.

استيراد الألواح الشمسية

من المقرر أن يسافر راموكجوبا إلى الصين هذا الأسبوع لمقابلة 6 من كبرى شركات تصنيع معدّات الطاقة الشمسية في البلد الآسيوي، والمطالبة بمساعدة جنوب أفريقيا على تيسير استيراد الألواح الشمسية، وسط انقطاعات متكررة في الكهرباء.

وتسيطر على الشركات والأسر في جنوب أفريقيا رغبة قوية في تقليص اعتمادها على الشبكة، في وقت يفرض به مرفق الكهرباء الرئيس في البلاد "إسكوم" قطعًا يوميًا في إمدادات الكهرباء، بسبب عدم قدرة محطات توليد الكهرباء بالفحم المتقادمة والمتهالكة على تلبية الطلب المحلي المتنامي في البلاد.

وتزوّد إسكوم ما يربو على 90% من إجمالي احتياجات الكهرباء في جنوب أفريقيا.

وتعتمد الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا على شركتين محليتين -فقط- في تصنيع الألواح الشمسية، لكنهما غير ملتزمتين بتخصيص جميع إنتاجهما إلى المشروعات الكبرى الجاري تنفيذها من قبل شركات التعدين، في حين تُستَورَد جميع الألواح الشمسية الأخرى من بكين، حسبما قال راموكجوبا.

وأضاف وزير الكهرباء: "حتى عندما يكون هناك إمدادات، فإنك ما تزال تنتظر من 3 إلى 4 شهور لاستلامها"، وذلك في تصريحات أدلى بها لبلومبرغ، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

انعدام الكفاءة

أشار وزير الكهرباء في جنوب افريقيا كجوسينتشو راموكجوبا إلى أن انعدام الكفاءة في المواني الجنوب أفريقية من الممكن -أيضًا- أن يفرض قيودًا على واردات الأجهزة والمعدّات، وهي القضية التي تزعم الحكومة أنها بصدد مواجهتها في الوقت الراهن.

وسبق أن قابل الوزير مسؤولون في 4 من أكبر البنوك الجنوب أفريقية، وناقش معهم خيارات التمويل المتاحة للعملاء الذين يرغبون في تركيب الألواح الشمسية على الأسطح.

وفي هذا الخصوص، يُنهي صندوق معاشات الموظفين الحكوميين عرضًا لتقديم تمويلات لأعضائه، بينما تدرس الدولة بدائل مشابهة للأسر منخفضة الدخل.

دعم صيني

عرض السفير الصيني لدى جنوب أفريقيا تشين شياودونغ تزويد بلاده شبكة الكهرباء الوطنية الجنوب أفريقية ببنية تحتية للطاقة الشمسية بسعة 66 غيغاواط، لمساعدتها على تحقيق الاستقرار في الشبكة، والنهوض بصناعة الطاقة الشمسية في جميع أنحاء البلاد عمومًا، حسبما نشر موقع "بي في تيك".

جاء إعلان شياودونغ خلال مؤتمر الاستثمار والتعاون في الطاقة الجديدة الصيني-الجنوب أفريقي المقام -حاليًا- في مدينة ساندتون شمال جوهانسبرغ.

وقال شياودونغ، إن الصين ستقدّم -أيضًا- مواد وآلات وعمالًا مهرة لمساعدة جنوب أفريقيا على تطوير شبكة الكهرباء المتعثرة لديها، والتي تكافح من أجل سدّ معدلات الطلب المتنامية على الكهرباء تحت قيادة شركة إسكوم الحكومية.

وقال شياودونغ: "التعاون الوثيق في التدريب الفني، والسعة المهنية المطورة، مسألة في غاية الأهمية بين الصين وجنوب أفريقيا"، في تصريحات أدلى بها خلال وقائع المؤتمر.

وأضاف: "نشعر بسعادة غامرة بالتواصل القائم بين شركة تشاينا إنرجي إنفيستمنت كوربوريشن وبين مرفق الكهرباء الجنوب أفريقي إسكوم، وسترسل شبكة الكهرباء الوطنية في الصين فريقًا من الخبراء المتخصصين إلى جنوب أفريقيا عمّا قريب لتقديم النصائح والاستشارات الفنية في هذا الصدد".

وتابع شياودونغ: "في الوقت الحالي، ورغم أن جنوب أفريقيا تواجه تحديات غير مسبوقة في نقص الكهرباء، فإننا سعداء بما نلمسه من جهود مبذولة في هذا الخصوص، وما لها من نتائج إيجابية".

وواصل: "نظرًا لأن جنوب أفريقيا دولة شقيقة وصديقة وشريكة لنا، تبدي الصين استعدادها لمواجهة التحديات هنا، ونحن مستعدون لتقديم الدعم لجنوب أفريقيا بكل إمكاناتنا".

شتاء عصيب

تعاني شبكة الكهرباء الوطنية في جنوب أفريقيا الأمرّين من أجل سدّ جزء من الطلب المحلي المتنامي على تلك السلعة الحيوية في الشهور الأخيرة؛ ما يفرض ضرورة ملحّة لتطوير الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا، من أجل توليد الكهرباء المستدامة منخفضة التكلفة.

وفي مايو/أيار (2023)، طالب الرئيس التنفيذي لشركة إسكوم كاليب قاسم المواطنين في بلاده بالاستعداد لموسم "شتاء صعب"، مع توقعات بزيادة عدد مرات انقطاع الكهرباء لما يصل إلى 12 ساعة كل 32 ساعة.

انقطاع الكهرباء على أحد المناطق في جنوب افريقيا
انقطاع الكهرباء في إحدى المناطق بجنوب افريقيا - الصورة من restofworld

في غضون ذلك، ترغب جنوب أفريقيا في إزالة الكربون من مزيج الكهرباء لديها، لكنها تُخفق -حتى الآن- في إتاحة بدائل للطاقة المتجددة، والاستعاضة بها عن قطاع الوقود الأحفوري المهيمن على تلك الصناعة.

وفي مؤتمر المناخ "كوب 21"، كشفت الحكومة الجنوب أفريقية النقاب عن خطط لإزالة الكربون من مزيج الكهرباء، لكن ما تزال هناك تساؤلات تطرح نفسها بشأن الكيفية التي ستسدّ بها إسكوم هذا النقص الحادّ في إنتاج الكهرباء بالبلاد.

وهنا تبرز أهمية تعزيز صناعة الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا لتوفير الكهرباء النظيفة منخفضة الكربون، التي تعدّ ركيزة أساسية في مسار تحول الطاقة.

غلق محطات الفحم

تستهدف جنوب أفريقيا غلق 46% من إجمالي محطات توليد الكهرباء بالفحم في البلاد بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، وهو ما سيقود بدوره إلى حصول عجز في سعة توليد الكهرباء بواقع 22 ميغاواط، وفق أرقام تثبّتت منها منصة الطاقة المتخصصة.

وتحتاج جنوب أفريقيا إلى نحو 1.5 تريليون راند (84 مليار دولار أميركي) على مدار السنوات الـ5 المقبلة، لتمويل خطتها الهادفة لتقليل الانبعاثات الكربونية، واستغلال الفرص الاقتصادية المتاحة من تحول الطاقة، ودعم المجتمعات الأكثر عُرضة للضرر، حسبما قال الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، ونقلته وكالة رويترز.

(الراند الجنوب أفريقي = 0.055 دولارًا أميركيًا).

ووفقًا للتقديرات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، استحوذ الفحم على نحو 70% من إنتاج الكهرباء في جنوب أفريقيا في عام 2020؛ ما يتيح أكثر من مليون غيغاواط/ساعة، مقارنة بأكثر من 15 ألف غيغاواط/ساعة من جميع المصادر المتجددة الأخرى.

محطة كهرباء عاملة بالفحم في جنوب افريقيا
محطة كهرباء عاملة بالفحم في جنوب افريقيا - الصورة من بلومبرغ

ومع ذلك، فهناك مؤشرات إيجابية بقطاع الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا على وجه الخصوص، ويتّضح ذلك في تحويل محطة الفحم المتقاعدة كوماتي إلى محطة طاقة شمسية سعة 150 ميغاواط، إلى جانب تركيب ألواح شمسية على الأسطح بقيمة 119 مليون دولار أميركي، في الشهور الـ5 الأولى من العام الماضي (2022).

لكن عدم التوازن في قطاع الكهرباء الجنوب أفريقي يبرز عاملًا رئيسًا في تراجع توليد الكهرباء بوجه عام في البلاد.

وهبط معدل إنتاج الكهرباء في جنوب أفريقيا من 23 ألفًا و801 غيغاواط/ساعة في يوليو/تموز (2007) إلى 16 ألفًا و709 غيغاواط/ساعة في فبراير/شباط (2023)، قبل أن يشهد المعدل صعودًا طفيفًا إلى 19 ألفًا و 107 غيغاواط/ساعة في الشهر التالي (مارس/آذار 2023)، وفق بيانات صادرة عن مؤسسة "سي إي آي سي"، ومقرّها هونغ كونغ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق